هذه الأرقام مرشحة لترتفع أكثر خلال الأيام المقبلة، وهذا الارتفاع سببه الأساسي استغلال التجار لشهر رمضان وتهافت المواطنين لشراء حاجيات الإفطار التقليدية.
هذه الأرقام التي توصلت إليها جمعية حماية المستهلك، بعد جولات قامت بها خلال الأسبوعين الفائتين (جولة منذ 15 يوماً، وأخرى منذ من أسبوع، وجولة سبقت بداية شهر رمضان بيوم واحد)، تتناقض مع ما قاله وزير الاقتصاد ألان حكيم منذ ثلاثة أيام، عندما أعلن بعد استقباله مستوردي وتجار المواد الغذائية وعدداً من النقابات والجمعيات، عن «ميثاق الشرف»، إذ طمأن المواطنين الى أن الوزارة ستعمل «لوضع حد لأي احتكار وستمنع ارتفاع الأسعار واستغلال فترة رمضان لتحقيق منافع على حساب لقمة الفقير في فترة مباركة». ويستند الوزير في تحليله هذا الى «الدراسات والإحصاءات والمراقبة» التي أكدت له أن «أسعار السلع لم ترتفع ولن ترتفع علمياً وتقنياً، وأي كلام غير ذلك هو غير صحيح وغير واقعي، فالوضع الاقتصادي الذي نمر به غير مشجع لحركة تجارية عادية ، إلا أن المنافسة وسط هذا الواقع تحمي المستهلك وتحول دون ارتفاع الأسعار، ما يجعلنا على يقين بأنه ليس هناك من موجة للاستفادة منها في الفترة الراهنة لزيادة الأسعار واستغلال المواطن».
إلا أن كل هذا الكلام لا تنقضه إحصاءات وأرقام جمعية حماية المستهلك فحسب، فزيارة بسيطة لأي مواطن على أي محل خضر أو محل بيع لحوم تدلّه على ارتفاع أسعار عدد من السلع خلال الأيام الأخيرة، وهذه الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر بحسب ما يقول زهير برو، رئيس جمعية حماية المستهلك، لـ»الأخبار».
«تطورات الأسعار تجعلنا ننتظر ارتفاعاً أكبر لا العكس» يقول برو، فقد تراجعت أسعار اليورو حوالى 30% ووصل انخفاض أسعار النفط الى 60%، وكان من المفترض أن يترافق ذلك مع تراجع يتراوح بين 3 و5% في أسعار السلع والمنتجات الغذائية وغير الغذائية، إلا أن ذلك لم يحصل نتيجة «فشل الدولة وتمنّعها عن التدخل لحماية المستهلك»، يضيف برو.
فقد شهد لبنان ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.8% وفق مؤشر إدارة الإحصاء المركزي، فأين هي «الرقابة» التي «ستساعد على ضبط الأمور» التي أعلن عنها وزير الاقتصاد، وهل ستحاول أجهزة الوزارة ضبط الأسعار ومنع الاحتكار فعلياً، في ظل عدم الاعتراف بوجود هذه المشكلة في الأساس واعتبار أن الأسعار لم ترتفع؟ فأي ميثاق شرف هذا، والأسعار بدأت ترتفع دون أي رقيب أو حسيب حتى اليوم؟
حسين مهدي
مجتمع واقتصاد
العدد ٢٦١٩ الجمعة ١٩ حزيران ٢٠١٥
http://al-akhbar.com/node/235936
