من أصعب ما يواجهه الصائم في شهر رمضان هو الإمتناع عمّا يهوى لساعات طويلة، فماذا لو كانت القهوة التي يدمن ويحب؟ بعضهم لا يبدأ يومه إلاّ مع فنجان القهوة الذي يعدّل مزاجه ويساعده ليمضي نهاره بزخم واندفاع، فيعمدوا بالتالي، خلال أيام الصوم، إلى تخزين القهوة عند السحور والإفطار وحتى بين هاتين الوجبتين خوفاً من أن ينفد منهم المخزون.
ولكن بحسب فانيسا غصوب، اختصاصية التغذية والمدرّبة الرياضية في عيادة Svelte، "من غير المحبّذ شرب القهوة خلال شهر رمضان المبارك، كونه يسبب الجفاف، باستثناء من يعاني آلام الرأس، فلا بأس لهم بذلك".
وتلفت غصوب إلى أنه هناك عدّة أصناف من القهوة منها "السريع الذوبان، منها الذي يرقّد في كعب الفنجان وهو أفضل من الأوّل، وهناك المشروبات التي تحتوي على "الكافيين" مثل الشاي الأخضر والشاي الأسود". لذا، من أجل الصمود خلال شهر الصوم، تشير غصوب إلى أنّه من "المستحبّ ترويض الجسم قبل أسبوع من بدء رمضان بالامتناع عن شرب القهوة.
فإذا لم يتمكّن الصائم من إلغاء القهوة من حياته خلال شهر الصوم، بإمكانه استبدالها بالحليب الذي بإمكان الصائم أن يضيف إليه القليل من الشوكولا لأنّ هذا الأخير يعطي مفعول القهوة، وبحيث تكون كميّة الكافيين فيه أقلّ بكثير. بإمكان الصائم أن يشرب أيضاً الماء أو العصائر الموجودة في السوق وهي تلك الخالية من السكر، أو من تلك التي تحتوي على الـ Vitamine C والتي تعطي مفعول الكافيين، إذ تجعل الصائم يبقى صاحياً. وهذه المشروبات تعطي سوائل للجسم وترطبّه". وتضيف غصوب أنّ "المشروبات الغازية تسبب الجفاف بسبب تكوينها الذي يتألّف من الغاز، الكافيين، والماء، خصوصاً أنّ الكافيين يعتبر السبب الأساسي للجفاف".
وتتوجه غصوب لمن يتسحّر ويبقى واعياً خلال اليوم قائلة إنّه "بإمكانه شرب فنجان قهوة مع كوب من الماء قبل الإمساك. وبإمكان الصائم أن يتناول القهوة بعد الإفطار بساعة، إذ يجب بعد الإفطار إدخال السوائل إلى الجسم أوّلاً لترطيبه عبر الشوربة أو الحليب أو غيرها. وبعد مرور نصف ساعة أو ساعة من الإفطار، تكون قد تمّت عمليّة الهضم، بإمكانه أن يشرب القهوة.
أمّا لمن يصل الإفطار بالسحور ليس هناك من مشكلة لاحتساء فنجان أو فنجانين من القهوة خلال الليل ليس أكثر شرط أن يقابل كلّ فنجان من القهوة كوب من الماء. فليس هناك من مشكلة إن كان الصائم يعدّل كميّة الماء في جسمه بعد القهوة. المشكلة هي لدى الأشخاص الذين لا يشربون الماء".