ما دفع الحكومة المحلية في المحافظة إلى إعلان الحداد العام واعتبار المدينة منطقة منكوبة.
وكان انتحاري تابع لتنظيم «داعش»، يدعى «أبو رقية الأنصاري»، قد فجر سيارة مفخخة تزن ثلاثة أطنان من المتفجرات في إحدى الأسواق المكتظة بالمتبضعين بمناسبة العيد، يوم الجمعة الماضي، أسفرت حتى الآن كما نقلت مصادر محلية وطبية عن مقتل وجرح وفقدان نحو 300 شخص، حالة العشرات منهم حرجة للغاية.
وقال عضو مجلس محافظة ديالى، أحمد الربيعي، إن المجلس شكل لجنة رفيعة للتحقيق في التفجير الذي ضرب الناحية، مؤكداً في حديث إلى «الأخبار» أن اللجنة ستحظى بمتابعة مباشرة من المجلس والأجهزة الأمنية لإثبات وجود تقصير من الأجهزة الأمنية في حماية السوق أو لا.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية إلقاء القبض على شبكة مكونة من ثلاثة أشخاص قالت إنهم متورطون في التفجير، مؤكدةً أيضاً توقيف عدد من الضباط والمنتسبين. المتحدث باسم الوزارة، العميد سعد معن، أكد أنه يجري حالياً التحقيق معهم، مشيراً إلى أن الإعلان عن النتائج سيكون في وقت لاحق.
تعهد هادي العامري بإعدام المنفذين في مكان التفجير قريباً
ردود الأفعال المحلية والسياسية أجمعت على إدانة الحادث، في حين تعهد الأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري، بإعدام منفذي التفجير في مكان الحادث وأمام ذوي الضحايا في أقرب وقت ممكن، كما نقل عنه رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني، الذي أكد أن العامري شدد أيضاً على ضرورة تأمين الجبهة الداخلية للمحافظة والمناطق المحررة.
أما رئيس الحكومة حيدر العبادي، فقال في معرض تعقيبه على الحادثة، وفق بيان رسمي صدر عن مكتبه، إن التفجير «سيزيد العزم على ملاحقتهم والقضاء عليهم»، مؤكداً أن «العصابات الإرهابية لن يكون لها مكان في بلدنا، وسننال منهم ومن جريمتهم النكراء ولن يفلتوا من العقاب... سيزيد إجرامهم عزمنا على ملاحقتهم في ساحات القتال وكل شبر من أرض العراق حتى القضاء على آخر إرهابي».
كذلك استنكر رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، التفجير، مؤكداً أن «محاولات تنظيم داعش الإرهابي في زعزعة أمن ديالى عبر الضرب على وتر الطائفية المقيت لن يزيدها إلا إصراراً على رفض هذا النهج ومقارعته واستئصاله من أرض العراق الطاهرة، والتمسك بعرى الوطن ووحدة شعبه»، داعياً الأهالي إلى «رص الصف وتفويت الفرصة على هذا التنظيم الإجرامي في تحقيق أهدافه ومحاوﻻته البائسة الهادفة إلى إعادة الفوضى».
زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر أعلن، من جهته أمس، الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الحادثة. كما اتسع نطاق التنديد والاستنكار بالحادثة لتخرج إلى الإطار الإقليمي والدولي، فقد استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم، معرباً عن أمله في تقديم مرتكبي هذه «الجريمة البشعة» على جناح السرعة إلى العدالة.
كذلك أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن مثل هذه الأنشطة إنما «تستوجب تحركاً جماعياً جاداً عربياً وإقليمياً ودولياً من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية واجتثاث جذورها من المجتمعات».
وفي الوقت نفسه، أدانت الولايات المتحدة الهجوم، مؤكدة مواصلة دعمها الحكومة العراقية وقواتها الأمنية في جهودها للقضاء على «داعش»، وفق ما أعلنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نيد برايس، في حين وصفت وزارة الخارجية الفرنسية التفجير بـ«الهجوم البربري»، معربة في بيان رسمي، أمس، عن «تضامنها مع عائلات الضحايا، والسلطات العراقية».
وتقع خان بني سعد على بعد (20 كلم الى الشمال من بغداد) وإلى الجنوب الغربي من ديالى، ويبلغ عدد سكانها نحو 17000 نسمة من «السنة والشيعة»، وتبلغ مساحة الناحية حوالى 166000 دونم، معظمها أراض زراعية، وقد شهدت أعمال عنف متفرقة، لكن التفجير الأخير هو الأول من نوعه خلال العام الجاري.
الأخبار - عربيات
العدد ٢٦٤٣ الاثنين ٢٠ تموز ٢٠١٥
http://al-akhbar.com/node/238090