"زخيا الصغير" غادر الحياة في ربيع العمر، وتخلى عن الدنيا بما فيها وهو يحاول إنقاذ حياة أطفال كانوا يلهون في ذلك المكان، فأغمض عينيه الى الأبد وهو ينتظر رفاقه ليحتفل معهم، وبدل أن يراقصوه ، سيرقصون بنعشه على الأكف.
وردة السابعة عشر من العمر رحلت لتلتقي روح الوالدة في الملكوت الأعلى.. هي مشتاقة وهو أبكر الرحيل، بعد أن قاوم لساعات حتى استسلم فجرا مع شروق الشمس، واسلم الروح للخالق.
"زخيا الراعي" ابن بلدة حالات، قصة شاب ضحية حوادث القضاء والقدر التي تخطف الصغير والكبير دون تفرقة، هذا الصغير الذي غادر الحياة مستودعا أصحابه الذين كان يجالسهم محتفلين بعيد ميلاد أحد الأصدقاء، منهمكين فرحين، وضحكة كبيرة، ترك الأصحاب داخل ذلك المطعم حيث الحفل، ليستقبل أصدقائه القادمين للإنضمام اليهم.
وبحسب ما صرح احد أصدقائه الذي كان في الحفل لموقع "ليبانون ديبايت"، فان زخيا وهو ينتظر أصحابه امام باب المطعم شاهد شاحنة الجيش اللبناني وهي تنزلق ليلاحظ ان على طرف المطعم أطفال يلهون، فسارع لنجدتهم حتى لا يصيبهم مكروه، لكن الموت كان أسرع من انسانيته، فصدمته السيارة التي تطايرت بعد ان اصطدمت بها شاحنة الجيش، ليسقط جريحا ينزف بعد أن ارتطم جسده بواجهة المطعم ما أحدث له كسورا قوية في أضلعه ونزيفا داخليا.
زخيا حمل الى المستشفى وهو يصارع الموت، حاولوا انقاذه أكثر من مرة، لكنه استسلم بعد نزيف حاد في كليتيه، ففارق الدنيا عند الساعة السادسة صباحا.
هذا الحادث المروع والذي أودى بحيا "زخيا الصغير" وقع مساء أمس في منطقة بريج على طريق عام مار شربل - عنايا ، وأدى الى سقوط عدد من الجرحى أيضا، بعد أن فقد سائق شاحنة تابعة للجيش اللبناني سيطرته عليها نتيجة عطل طرأ عليها، ما ادى الى اصطدام الشاحنة بعدد من السيارات، امام احد المطعم الذي تحطمت واجهته بالكامل .
www.lebanondebate.com