أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

هذه قصة «شبكة القاصرين الإرهابية» في الشمال

الأربعاء 12 آب , 2015 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,849 زائر

هذه قصة «شبكة القاصرين الإرهابية» في الشمال

وكان الجيش اللبناني بالتعاون مع مديرية الأمن العام قد وضع يده على شبكة من القاصرين جندتها «جبهة النصرة» من خلال المطلوبين شادي المولوي وبلال بدر المرتبطين مباشرة بأمير الجبهة في القلمون أبو مالك التلي.

وتشير المعلومات الى أن أول الغيث في انهيار هذه الشبكة كان اللبناني (ع . ك) الذي أوقفه الأمن العام في مطار رفيق الحريري الدولي، بينما كان يحاول السفر الى البرازيل التي يتردد إليها، وذلك هربا من تهديدات المولوي الذي كان يطلب منه إما أن يجند انتحاريا لاستهداف مركز مخابرات الجيش في طرابلس المعروف بـ «المرابطون» أو أن يقوم هو بنفسه بهذا العمل.

وبمجرد توقيفه اعترف (ع . ك) بأنه لم يعد قادرا على تحمل هذه التهديدات، لذلك قرر العودة الى البرازيل، وكشف أن القاصر (ع . ط) كان ينوي تفجير نفسه في مركز المخابرات لكنه تراجع عن ذلك، وأن هناك عددا من القاصرين هم على تواصل مع شادي المولوي من خلال شخص مطلوب يعتبر المعاون الأول للمولوي ويتنقل متخفيا بين بعض المناطق الشعبية في طرابلس.

وبعد سلسلة تحريات، تمكنت مخابرات الجيش من توقيف القاصر (ع . ط) الذي اعترف بأنه خضع لجلسات عدة حرضته على الجيش باعتباره «يعتقل المشايخ ويقتل أهل السنة ويعذب الشباب»، لذلك قرر تفجير نفسه في المركز الذي يقوم بهذه الاعتقالات، قبل أن يتراجع وتتوالى التهديدات عليه بسبب عدم التزامه بما تم تكليفه به.

وكشف (ع . ط) أن سبعة من القاصرين يدورون في فلك هذه الشبكة ومنهم من يتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أبو مالك التلي ومنهم من ينسق مع شادي المولوي عبر خدمة الواتساب، ومنهم من يأخذ أوامره مباشرة من معاونه الذي تتحفظ جهات أمنية على ذكر اسمه كونه ما يزال ملاحقا ويعتبر توقيفه «صيدا ثمينا».

ونتيجة اعترفات القاصر (ع . ط)، نفذ الجيش مداهمات في مناطق الزاهرية والقبة والتربيعة في الأسواق الداخلية والسويقة وأوقف القاصرين السبعة وأعمارهم جميعهم لا تتعدى الـ16 عاما، وهم: (ع . ق)، (ر . م)، (م . م)، (و . ت)، (ق . أ)، (ع . م) و(ع . ج).

وتشير المعلومات الى أن القاصرين السبعة اعترفوا بأن المولوي ومعاونه ومعهما أبو مالك التلي طلبوا منهم القيام بأعمال إرهابية تهدف الى زعزعة الأمن في طرابلس، ومنها استهداف مراكز عسكرية، ورصد تحركات بعض الضباط، ورمي قنابل يدوية في مناطق متفرقة، فضلا عن إعادة إشعال الفتنة بين التبانة وجبل محسن من خلال رصاص القنص الليلي بأسلحة كاتمة للصوت أو القيام باغتيال بعض المواطنين من المنطقتين، بما يؤدي الى فوضى من شأنها أن تساعد المولوي على العودة الى طرابلس وتشكيل مجموعات مسلحة جديدة.

وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» إن عدد الموقوفين بلغ حتى الآن تسعة أشخاص بينهم ثمانية قاصرين، وان التحقيقات ما تزال مستمرة معهم تحت إشراف القضاء العسكري، وبحضور مندوب من الأحداث كونهم تحت السن القانونية، وتلفت الانتباه الى أن ما اعترف به هؤلاء كان ما يزال في إطار التخطيط، ولم يصل الى مرحلة التحضير، باستثناء التفجير الانتحاري الذي كان من المفترض أن يستهدف مركز مخابرات الجيش في طرابلس، لكن التنفيذ لم يحصل بعد تراجع القاصر (ع . ط) عن التزاماته مع مشغليه.

غسان ريفي

السفير بتاريخ 2015-08-12 على الصفحة رقم 3 – سياسة


Script executed in 0.19683718681335