يتعرّض البقاعان الأوسط والشمالي وعكار لأسوأ عاصفة رملية شرقية، بحسب ما أعلنت مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية.
وقد حجبت العاصفة الرؤية مسافة لا تتجاوز 40 متراً تاركة تأثيراً كبيراً على المواطنين، بحيث تمّ نقل 8 إصابات إلى مستشفى رياق بسبب ضيق التنفس.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن وفاة السيدة جمانة علي اللقيس إثر تعرّضها لنوبة ربو حادة في مستشفى بعلبك الحكومي- رأس العين.
وأشارت مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية إلى أنّ المناخ صحراوي مئة في المئة وسكان البقاع يؤكّدون أنّ المشهد يشبه إحدى صحارى الدول العربية، وأنّ المواطنين يضعون كمامات على وجوههم ليتمكّنوا من التنفس.
وأكد مدير المصلحة ميشال افرام أنّ هذا الطقس استثنائي ولم يعرفه لبنان منذ البدء بتسجيل أحوال الطقس.
وأشار إلى أنّ العاصفة ستستمر 3 أيام وستشتد اعتباراً من مساء غد لتنعدم الرؤية بشكل كبير، ودعا جميع المواطنين إلى عدم الخروج من منازلهم.
وقال محافظ بعلبك لـ"الجديد" "نعيش حالة طوارئ بسبب العاصفة الرملية والمستشفيات تكتظ بحالات اختناق"، داعياً المواطنين لالتزام منازلهم.
وناشد المواطنون في البقاع وعكار وزارة الطاقة تأمين التيار الكهربائي بسبب العاصفة الرملية.
وما لبثت أنّ أعلنت شركة كهرباء لبنان أنّ نداء أهالي البقاع وعكار وصل إلى المدير العام كمال حايك وسيعمل على تأمين التغذية بالتيار الكهربائي.
ومن المتوقع أن تستمرّ الرياح الشرقية حتى نهاية الأسبوع ما يعني أنّ الغبار سيستمر، وتمّ التحذير من الحرائق بسبب الرياح الشرقية واحتمال هطول أمطار، لا سيّما خلال الليل اليوم وغداً وبعد غد وستكون موحلة، ما يعني أنّ الطرقات ستتسبب بانزلاق السيارات، وأنّ درجات الحرارة سترتفع أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس وستصل في البقاع إلى أكثر من 40 درجة وستستمرّ أيام الجمعة والسبت والأحد وثمة احتمال لهطول الأمطار الأحد والإثنين، ولن تنحسر إلا بعد عيد الصليب في 14 أيلول.
وقد اشتدّت العاصفة الرملية بعد ظهر اليوم وطاولت معظم قرى البقاعين الأوسط والشمالي، وتسببت بأجواء ضبابية ما أدّى إلى انحجاب الرؤية، وحالات من الاختناق ونوبات الربو ونوبات تنفسية توزّعت على مستشفيات المنطقة، فاكتظت مستشفى رياق في البقاع الأوسط بحالات مرضية تنفسية عدة، وتمّت معالجة قسم من الذين غادروا بينما أُخضع عدد من المرضى للإنعاش التنفسي، فيما ينتظر آخرون دورهم لعدم توافر الأسرة، وأُدخل إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس نحو 13 حالة نوبات تنفسية واختناق وضيق تنفس توزّعوا على أقسام المستشفى والطوارئ وتمّ تحويل 6 حالات أخرى لعدم قدرة المستشفى على الاستيعاب.
كما سُجّل في المستشفى الحكومي ببعلبك دخول 10 حالات اختناق ونوبات تنفسية.
وكلفت إدارات المستشفيات المذكورة فريقاً من المسعفين لإرشاد المرضى حول طرق العلاج في حال إصابتهم بالاختناق، فيما عمد بعض الأشخاص إلى الاستعانة بكمامات أثناء تحرّكهم خارج المنازل.
وفي عكار، تكتظ مستشفيات المنطقة بعدد كبير من المواطنين المصابين بحالات اختناق، خصوصاً مرضى الربو والحساسية، وتقدّم المستشفيات للمرضى اللإسعافات الأوّلية والأوكسجين.
وكان وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور قد أوعز إلى جميع المستشفيات استقبال الحالات جراء العاصفة الرملية التي تضرب بعض المناطق اللبنانية على نفقة الوزارة.
