وقالت إن إسرائيل زودت في العام 2007 من مخازن الطوارئ لديها، الجيش البريطاني بهذه المنظومات، لمساعدته في مواجهة خلايا زرع العبوات الناسفة وإطلاق قذائف الهاون من «القاعدة» و «طالبان» في كل من العراق وأفغانستان.
ولفتت الصحيفة إلى أن صواريخ «تموز» نصبت على ناقلات جند مدرعة إسرائيلية أخرجت من المخازن أيضا وأعيد طلاؤها وأرسلت إلى العراق وأفغانستان. وأشارت إلى أنه جراء الأداء المميز لهذه المنظومات عادت بريطانيا وطلبت شحنات أخرى، لكن الحكومة البريطانية تمتنع حتى اليوم عن نشر أية معلومات بشأن نشر هذه المنظومة في قواتها.
وكانت إسرائيل قد كشفت النقاب أول مرة عن وجود منظومات صواريخ «تموز» لديها في العام 2011 رغم أنه موجود في الخدمة الفعلية قبل ذلك بسنوات. وبدأت إسرائيل تطوير صواريخ «تموز» منذ السبعينيات كإحدى عبر حرب تشرين في العام 1973، وكانت تعتبرها جزءا من ذخائرها السرية ولم تكشف النقاب عنها إلا بعدما ذاع صيتها وبيعت للعديد من الدول الأجنبية.
وكان الاستخدام الأساسي لهذه الصواريخ هو لصد أرتال المدرعات الكبيرة، لكن سرعان ما تغيرت وجهتها وصارت وسيلة لتحقيق إصابات دقيقة ومن مسافة بعيدة في آليات صغيرة أو في خلية مقاتلين. وقد بادر البريطانيون أثناء احتلالهم العراق وأفغانستان لطلب هذه المنظومات من إسرائيل حتى عندما كان لا يزال أمرها سريا، بعدما تبين أنهم لا يملكون سلاحا أفضل لمواجهة الخلايا والمجموعات التابعة لـ «القاعدة» و «طالبان». ويتميز صاروخ «تموز» بدقته وسهولة حمله وإمكانية إصابته لأهداف معادية صغيرة ومتحركة.
وذكرت «جاينز» أن الجيش البريطاني اشترى صواريخ «تموز» لمواجهة خلايا «القاعدة» و «طالبان» التي كانت تستهدف الدوريات البريطانية في منطقة البصرة في العراق، وفي ولاية هلمند في أفغانستان، بحسب المجلة. وقد حصلت بريطانيا، على أول هذه الصواريخ من إسرائيل في البداية كبادرة «حسن نية» وكمساعدة لحليف. ووضعت الصواريخ على ظهر 14 ناقلة جند مدرعة أسماها الجيش البريطاني «Exactor»، وبعدما رضي عن أدائها طلب شراء العديد منها.
وحتى بعد خروج الجيش البريطاني من أفغانستان والعراق لا تزال منظومات «تموز» تشكل جزءا من قوة المدفعية لديه. ويستخدم الجنود البريطانيون بشكل مشترك هذه المنظومات مع طائرة إسرائيلية من دون طيار هي «هيرمس 450» التي تنتجها شركة «ألبيت»، وتسمى هذه الطائرة في الجيش البريطاني «Watchkeeper 450». وأضافت الصحيفة أنه في العامين الأخيرين تصل إلى إسرائيل مرة كل بضعة أسابيع وفود من ضباط المدفعية البريطانية للتدرب على نظريات القتال الإسرائيلية. والحديث يدور عن نظرية قتال تسمى «إكمال دائرة النيران» وهي دائرة تضم طائرة «هيرمس 450» التي تحدد الأهداف وتنقل المعطيات لمشغلي صواريخ «تموز» فتطلق الصواريخ نحو الهدف.
وكانت إسرائيل قد استخدمت صواريخ «تموز» على نطاق واسع في حرب لبنان الثانية. وقد تم إطلاق أكثر من 500 صاروخ على أهداف لبنانية تقول إسرائيل إنها تابعة لـ «حزب الله». ومؤخرا استخدم هذا الصاروخ مرارا في القصف الإسرائيلي لمرابض المدفعية السورية في هضبة الجولان بدعوى الرد على سقوط قذائف في الجانب المحتل من هضبة الجولان السورية.
عموما، أشارت «هآرتس» إلى تقدير شائع في بريطانيا يفيد أنه إذا اتخذ القرار بتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد «داعش» في العراق وسوريا، وبالتالي نشر قوات برية، على الأغلب في المناطق الكردية، فإن هذه المنظومات الإسرائيلية سوف تخدم هذه القوات. وبالعموم فإن بريطانيا تستخدم منظومات إسرائيلية مركبة على طائرات «تورنادو» التي تقصف مواقع «داعش» في العراق. وتسمى هذه المنظومات «لايتننغ» وتنتجها شركة «رفائيل» وتسمح للطيار بتحديد أهدافه بدقة حتى يتمكن من توجيه صواريخ متطورة نحوها.
حلمي موسى
السفير بتاريخ 2015-09-30 على الصفحة رقم 11 – عربي ودولي