لم تنل السنوات الطويلة من صلابة هذه الجمّيزات، التي يُقال إنَّ عمرها يتجاوز الـ 300 عام.
وكانت هذه الأشجار قد غرست إلى يسار الطريق المؤدّي إلى صور، في المنطقة التي تُعرف باسم «الشواكير»، منذ عهد السلطنة العثمانية.
عدد الجميزات الذي كان مغروساً، تراجع من خمس جميزات إلى أربعة، خلال العقود الثلاثة الماضية، بعدما اجتاحت إحدى السيارات جمّيزة في الوسط، واقتلعتها من جذورها المجوفة، بحسب ما يذكر أقدم مصوّر في المدينة، محمد ترجمان (85 عاماً).
ويقول ترجمان إنَّ هذه الجمّيزات لم تكن الوحيدة في صور، بل كان هناك عدد آخر منها في المقلب الآخر للطريق على تخوم مخيم الرشيدية، لكنَّها اقتلعت منذ فترة بعيدة.
ويضيف أنَّ ثمار الجمّيز، التي تبدأ بالنضوج في شهر تموز وتصبح يانعة في أواخر أيلول، لذيذة جداً، إذ كان الأولاد يرمونها بالحجارة حتى تسقط على الأرض ليأكلوها.
وبحسب الترجمان، فإنَّ عمر هذه الجمّيزات تجاوز الـ 300 سنة، وهو ما سمعه من خبراء زراعيين هولنديين أتوا إلى صور قبل عقود وعاينوا الجمّيزات.
من جهته، يؤكِّد نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي، أنَّ البلدية تولي هذه الأشجار، التي تعد إرثاً بيئياً وحضارياً، اهتماماً خاصاً. وقد حرصت، أثناء توسيع الشارع في المنطقة، على الحفاظ على هذه الجمّيزات، التي انتقلت إلى وسط الطريق، عبر إنشاء رصيف وسطي لحمايتها.
حسين سعد
السفير بتاريخ 2015-10-05 على الصفحة رقم 16 – الأخيرة