و تحدّث سماحة السيد علي السيد وسماحةالشيخ محمد مال الله وسماحةالشيخ هشام الحسيني وسماحة الشيخ محمود الخُزاعي وسماحة الشيخ ماجد السعدي وسماحة الشيخ يوسف ياسين والشاب المتألق علي النجار
تحدّثواْ مؤكدين في كلماتهم وقصائدهم على أهمية أَنْ نعيش أجواء الإلتزام والإقتداء بالنهج القويم والصراط المستقيم الَّذِي مثلته رسالة السماء وإكتملت بالمبعوث رحمةً للعالمين النبي الأعظم مُحَمَّد بن عبد الله ص وخليفته ووزيره إمام المتقين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب ع
الإعلامي الكبير والشاعر المبدع الأستاذ نبيل حمود ألقى قصيدة مُتميزة بعنوان - قُم ياعلي - لاقت إستحسان الحضور جميعاً
والشاعر الكبير شاعر أهل البيت وشاعر الوطن والمهجر الأستاذ جابر الشكرچي ألقى قصيدة رائعة تغنّى فيها بالحب والولاء للمصطفى ص والمرتضى والأئمة الأطهار عليهم السلام
الناشطة أُم محمد والشاب محمد الخُزاعي شاركا في الإحتفالية. والناشط اليمني وليد فدامة تحدّث عن الحب المتبادل بين أهل اليمن والإمام علي بن أبي طالب ع وسيرهم على نهجه وخطاه وإستلهامهم لمعاني القيادة والعزّة والنصرة في تصديهم ومواجهتهم لقوى الشر والعدوان
المرجع الديني آية الله العظمى سماحة الشيخ عبد اللطيف برّي
تحدّث في البداية شاكراً الحضور الغفير والخطباء والشعراء ومساهماتهم الفعّالة في إحياء وتعظيم شعائر الله ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )
وأشار سماحته الى الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
وأكّدَ سماحته مادمنا نعيش اليوم أجواء عيد الغدير وإعلان الولاية بأمرٍ من السماء فإننا نتحدث عن مايتعلق بمهمة الولاية وتفاصيلها والأمر واضح في الآية الكريمة بإطاعة الله وإطاعة الرسول الأكرم ص وأُولي الأمر وهنا جُمعت طاعة أُولي الأمر في الآية مع إطاعة الله وإطاعة النبي ص في مكانٍ واحد.
ونفهم من الآية إطاعتين ترجعان في طاعة واحدة والحقيقة روح الديانة الإلهية هي الإطاعة لله والإلتزام بتكاليف الشرع وأحكامه إذ لا ولاية لأحدٍ على أحد وهذا هو أصل فقهي وقانوني وتشريعي في تاريخ كل البشر إذا لاولاية ولاسلطة لأحدٍ على أحد.
إِلَّا لمن خلقنا وسوّانا وكوّننا فإنَّ الأصل بالولاية لله وأي سلطة أُخرى إمّا أَنْ تتفرع عن ولاية الله وسلطة الله أَوْ لايكون لها قوّة في التنفيذ وهذه القوّة أَوْ السلطة تحققت في خط الأنبياء والرُسل ونقلواْ لنا مايريده الله سبحانه وتعالى وجاء خاتم الأنبياء والمُرسلين ص وإختصر كل هذه الرسالات بدين الإسلام ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ).
وحتّى يتجذر الإسلام وتعاليمه في العقول وفي التاريخ يقتضي أَنْ يكون بعد النبي الكريم ص أئمّةٌ معصومون يمتلكون تمام الإيمان وتمام التقوى وتمام القُدرة على تقديم معارف الإسلام وأحكامه الى الأُمَّة.
وعندما نزلت الآية الشريفة الّتي تحدثنا عنها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )
قام الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري متسائلاً فقال -يارسول الله عرفنا الله ورسوله فَمَن أُولي الأمر الذين أوْجب الله طاعتهم بطاعته وطاعتك يارسول الله -
وورد عن رسول الله ص قوله - ياجابر هُم خُلفائي وأئمة المسلمين من بعدي وَهُم إثنا عشر وسمّاهم حتّى وصل الى القائم المنتظر ع
وسمَّاه وكُتب أهل السُنّة وصحاحهم تؤكد هذا الحديث في موارد عديدة
وأضاف سماحة المرجع قائلاً :
لسنا في مورد التعصب والإنحياز ولكننا نأتمر بتعاليم السماء ونمتثل لرسول الله ص وبيعته الّتي قادتنا الى الإلتزام بالأئمة الإثْني عشر وأميرهم الإمام علي بن أبي طالب ع
وإذا نظرنا الى كل مدارس المسلمين ومذاهبهم لانجدعندهم أئمّة إثنا عشر مثلما هو في مدرسة أهل البيت ع
وفي كتاب فقه السنة وبقية كُتب علماء أهل السُنّة يؤكّدون هذه الحقيقة
وهنا ينبغي للمسلم والمسلمة أَنْ يأخذواْ بمدرسة أهل البيت ع بعد رحيل ووفاة النبي الأعظم ص وهو قد أكّد وأوصى بذلك ونقل أمر السماء في بيعة الغدير في غدير خُمْ والحديث عن جابر الأنصاري يؤكّد هذا المعنى
وأشار سماحة المرجع الى عِظَم شخصية الإمام علي بن أبي طالب ع وأهليته للقيادة قائلاً :
مَنْ أراد أَنْ يمتلك روح الحكمة والبلاغة والفطنة والفكر والمعرفة أَنْ يمسك بالقرآن الكريم في يد وبالسُنّة النبوية المُطهرّة باليد الأُخرى وأَنْ يُضيف إليهما نهج البلاغة الَّذِي شَدَّ إليه أهل العلم والفكر والأدب والمعرفة وكتب فيه علماء الأديان ومفكريهم ومنهم جورج جرداغ لما وجدواْ فيه من بلاغة وحكمة وعظمة وسموْ
وحينما نقرأ ونتمعن في هذا التراث العظيم حيث يشد القلوب والضمائر ويُعطي توجيهاً عالمياً للأُمم والشعوب والحضارات كيف تتصرف وكيف تعمل ويعطينا أمثلةرائعة وشامخة في التعامل وورد عنه قوله ل عُمر بن الخطاب - ثلاث إن حفظتهن وعملت بهن كفتك ما سواهن، وإن تركتهن لم ينفعك شيء سواهن
وعندما سأله عُمر عن هذه الأشياء الثلاثة قال له: "إقامة الحدود على القريب والبعيد والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط، والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود -
وتلك توجيهات رائعة تحفظ الحقوق وتؤسس لقِيَمْ العدالة في المجتمع وتضمن المساواة في الحقوق والواجبات وتطبيق القانون على الجميع وهذه المبادئ تنادي بها الأُمم والشعوب المتحضّرة
وأضاف سماحة المرجع قائلاً :
نبقى في مدرسة الإمام علي ع ووصيته لمالك الأشتر رضوان الله عليه عندما ولّاه على مصر ومنها حثّه على إنصاف الفقراء والضعفاء وَهُم الطبقة الأضعف في المجتمع ولا حيلة لهم - ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لا حِيلَةَ لَهُمْ, مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى وَ الزَّمْنَى, فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَ مُعْتَرّاً وَ احْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ, وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ, وَ قِسْماً مِنْ غَلاّتِ صَوَافِي الإِسْلامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ, فَإِنَّ لِلأقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلأدْنَى, وَ كُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ؛ وَ لا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ فَإِنَّكَ لا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِهَ لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ.
فَلا تُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ, وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ - وهنا الإمام علي بن أبي طالب ع يحث الحاكم على رعاية مصالح الفقراء والضعفاء وأنْ يتفقدهم ويرعى شؤونهم لأنّهم الحلقة الأضعف وضرورة إنصافهم والإهتمام بهم
وحتّى لا يلتفت الحاكم فقط لأهل الثروة والمصالح والنفوذ وَمَنْ يمتلك قُدرات الزعامة القبلية والزعامة الإجتماعية والزعامة السياسية
وتلك النبذة من الوصية تُبيَّن تعاليم الإمام علي ع في كيفية الإهتمام بالرعية وبالمواطنين والدولة وهي دستور رائع وعظيم تكشف لنا عظمة الإمام علي ع ولا بُدَّ أَنْ تكون مثالاً لكل حاكم وزعيم ومسئول إذا أراد أَنْ يخدم أُمّته وشعبه
وتتكامل المسيرة من خلال تطبيق الإسلام وأحكامه وإنفاذه
وإختتم سماحة المرجع حديثه قائلاً :
"في فلسفة الولاية تتكامل ولاية الله وولاية الإنسان وكل الديانات جاءت لخدمة الإنسان وتدرك حاجاته وخصائصه وتدرك مكامن مافي النفس والقانون البشري لايُدرك مثل هذه الأمور والقوانين الوضعية تأتي تباعاً وهي ليست كاملة
والقانون الإلهي هو الكامل وحاجات البشر تتكامل مع التشريعات الإلهية وتؤطرها في الإطار الضامن وتحرص عليها وذلك لايتوفر في القوانين البشرية الوضعية حيث تتدخل الأهواء والمصالح والإنتماءات
وهنا نلحظ معنى الولاية إذ نوالي الله ورسوله وجميع الأنبياء والمُرسلين ونوالي الإمام علي بن أبي طالب ع وأئمة أهل البيت عليهم السلام وبذلك نوالي خط الإسلام الَّذِي يمثله الفقهاء المُتّقون العاملون المُخلصون ويقدّموه لنا بطريقةٍ شرعية ننفذها ونسير عليها وهكذا تتحقق الإستقامة ونكون على الصراط المستقيم ونحن ندعواْ الله يوميّاً في صلاتنا أَنْ يهدينا إليه
ونتعلم من الإمام علي ع دروساً سامية في حياتنا وعلى المتصدين لإدارة أُمور البلاد والعباد أَنْ يكونواْ مثالاً للإستقامة والورع والتقوى لله سبحانه وتعالى حتّى تقوم الدولة المتقدمة المتحضّرة الّتي تستطيع أَنْ تحفظ حقوق الأُمَّة وتصون كرامة الشعب وترعى مصالحه وتُنصف الفقراء والمحرومين وتحقق فرص العدالة للجميع وتصنع الأمن والأمان والسلام".
اسماعيل جمعة - بنت جبيل.أورغ















































































