رأى الوزير علي حسن خليل انه : " علينا أن نركز جميعاً كلبنانيين وكقوى سياسية على اختلاف اتجاهاتنا باتجاه إعادة تنظيم المسار السياسي من جديد بما يخدم إعادة الروح لعمل مؤسساتنا الدستورية، وما يخدم تلبية مصالح الناس وتحصين الدولة" كلام خليل جاء خلال مشاركته في إحياء الليلة العاشورائية الثامنة التي تنظمها حركة أمل في بلدة الصرفند في حسينية الزهراء (ع)، بحضور قيادات وكوادر الحركة تقدمهم مسؤول حركة امل في اوروبا مصطفى يونس المسؤول التربوي المركزي د. حسن اللقيس، ومسؤول الصحة المركزي حسان جعفر، مسؤول وأعضاء المنطقة السادسة في حركة أمل، ومسؤول وأعضاء شعبة الصرفند، رئيس وأعضاء البلدية ومخاتير البلدة، فعاليات البلدة الدينية والتربوية والاجتماعية والأمنية والنسائية، وحشد من المؤمنين. وقد استهل برنامج الليلة الثامنة بتقديم من العريف جابر خليفة، ثم آيات بينات من القرآن الكريم رتلها القارئ أبو علي خروبي، ثم كلمة معالي الوزير خليل، ثم مجلس عزاء حسيني للقارئ الشيخ علي مغنية. وفي الختام وزعت عائلة الشهيد مصطفى منانا الهريسة عن روحه وروح والدته وابن أخيه. خليل استهل المعاون السياسي لدولة الرئيس نبيه بري معالي الوزير علي حسن خليل كلمته بالحديث عن معاني عاشوراء، وعن تضحيات الإمام الحسين (ع) وأهل بيته في مواجهة مشروع الظلم وانهيار القيم، فجاءت ثورته ومعانيها إرثاً لمن أراد أسمى المعاني والقيم في التضحية والبطولة والفداء ونصرة القضية ونصرة الدين والمظلوم. وقال أنه من هذه الثورة تعلمنا أن نقاوم إسرائيل وأعداء الوطن ببركة الإمام الحسين (ع)، وننتصر عليهم بسبب الانتماء لمدرسة الإمام الحسين التي ينهل منها كل الناس وكل الشرفاء وكل باحث عن الحرية، من كل الطوائف، فهي رؤيا إصلاحية للأمم، والمسؤولية على المستوى الثقافي والديني أن نجعل عاشوراء مناسبة لشحذ مواقف الوحدة والتعاون، ونبعدها عما يحجمها في إطار ضيق طائفي أو مناطقي. "إن أخطر ما يمكن أن يحدثه إحياء هذه الذكرى هي أن نحولها إلى عناوين تثير الغرائز وتصب في تعزيز الانقسامات بدل أن تكون مناسبة للوحدة، والحمد لله إن المجالس في هذه الأيام هي مجالس وحدة تعزز مسؤوليتنا باتجاه أن نعمل بشكل جاد في رسم مستقبل وحياة الناس إلى الأفضل." وفي الوضع الداخلي قال خليل: "للأسف على المستوى الداخلي اليوم نعيش أبشع لحظات التفكك في عمل الدولة وإدارات الدولة، هذا الأمر يحملنا مسؤولية أن نركز جميعاً كلبنانيين، كقوى سياسية على اختلاف اتجاهاتنا باتجاه إعادة تنظيم المسار السياسي من جديد بما يخدم إعادة الروح لعمل مؤسساتنا الدستورية، وما يخدم تلبية مصالح الناس وتحصين الدولة لتستطيع أن تواجه التحديات القائمة اليوم على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم. الدول المخططة والدول التي ترسم مستقبل هذه المنطقة سياسياً واقتصادياً وعلى مستوى المشاريع لا تنتظر، ولا تحمل أن ترى وطناً مفككاً، أصحابه وقياداته لا يهتمون بمعالجة شؤون الناس، مهما صغرت هذه الشؤون، نحن اليوم فيما يشبه الإفلاس السياسي على مستوى إدارات الدولة ومؤسساتها، هل يعقل أن نستمر على هذا الأداء، هل يعقل أن نبقى في مثل هذا الواقع، أم أن علينا أن نعمل من أجل إصلاح شؤوننا. ما زلنا نؤمن أن باستطاعتنا أن نعيد تصويب الأمور، ما زلنا نؤمن أننا باستطاعتنا معالجة هذه الأزمات التي تحتاج إلى بعض من الحكمة، والإيثار والتراجع لكل نستطيع أن نحرك هذه العجلة السياسية من جديد. لا يمكن أن أبقى رافعاً لشعاري ومطلبي دون أن آخذ بعين الاعتبار شعار ومطلب الآخر، إذا ما قاربنا الأمر على قاعدة إمكانية التوافق فيما بيننا حول كل الملفات، نحن نعتقد أن باستطاعتنا أن نحدث خرقاً في جدار هذه الأزمات التي نعيش. اليوم لو نظرنا من فلسطين إلى سوريا والعراق، هذه النظرة حول كل ما يجري هناك تفرض علينا كلبنانيين أن نعيد النظر في كل واقعنا بمسؤولية لكي نحفظ أولاً أمننا واستقرارنا الداخلي، نستبعد أي نقاش أو اشتباك حول دور مؤسساتنا العسكرية والأمنية نعززها نعطيها الفرصة لكي تستكمل حفظ الأمن والاستقرار كما كان خلال السنوات الماضية، وهو إنجاز كبير، وأن نعمل من أجل تحديد نقاط الخلل لمعالجتها على المستوى السياسي. اليوم الكل لديه شعارات ومطالب كبرى يمكن أن لا تتحقق في هذه اللحظة، لكن المسؤولية تفرض أن نبحث عما يمكن أن يجعل من إمكانية التوافق قائمة، وبرأينا هذا الأمر يمكن أن يحصل لأنه لدينا الكثير من التحديات، تحدث عنها الأخ الرئيس، وتحدثنا عنها في أكثر من مناسبة حول الواقع الاقتصادي والمالي وعمل المؤسسات وخطر هذا الشلل على حياة الناس. ربما لا يشعر الفرد بشكل مباشر أن هناك أزمة في هذه اللحظة، لكن نحن نرى المخاطر الحقيقية بأعيننا، نرى أننا نتجه نحو مزيد من التدهور إن لم نبادر سريعاً إلى معالجة هذه القضايا." وتابع خليل: "أن أكون مع الإمام الحسين يعني أن أشعر أن هناك مواطناً محروماً غير قادر على أن يعيش حياته بشكل عزيز وكريم، هذا هو فهمنا للإمام الحسين ولثورة الإمام الحسين، أن يكون هناك خللاً بالسياسة ونعمل على معالجته، أن يكون هناك خللاً بالواقع الاقتصادي والاجتماعي ونعمل على معالجته، وإلا لا نكون من أتباع الحسين، ولا نكون مصداقاً لمن يقول "يا ليتنا كنا معكم".
علي حوراني - بنت جبيل.أورغ