المشروع يعود لشاب طموح، انطلق مع بعض الاصدقاء من حاجة مغتربي بنت جبيل، و هم كثر، للتواصل مع أهلهم في المدينة. و كحلّ أراد إنشاء جسر وصل بين البلدة و مغتربيها، فاقتنص لذلك مساحة على الشبكة العنكبوتية أسماها بنت جبيل.
و بكاميرته "Intel" و حاسوبه، دون دعم أو تمويل من أي جهة، أطلق ابن البلدة الشاب موقع بنت جبيل في تشرين الثاني من العام 2003. و يومها لم تكن الأخبار لزيمة راحة اليد، و لم تكن الهواتف ذكية بعد، كذلك لم يكن الإنترنت من بديهيات الحياة اللبنانية. فشقّ "بنت جبيل" طريقه الإعلامي من العدم، منتقياً مجال الإعلام الإلكتروني. و صار يلاحق أحداث البلدة و مناسباتها، ليبثها خبراً بالصورة و الكلمة عبر الموقع. و لم تكن تخفى على عدسته تفاصيل المدينة. إضافة إلى ذلك واجه المؤسس العديد من الصعوبات التقنية، إذ كانت عملية ترفيع الصور تستنزف الكثير من الوقت في تلك الفترة. كما أنشأ ساحة تفاعلية، كانت حينها بمثابة مواقع التواصل الإجتماعي في زماننا، فخصص ما يعرف بالـ"منتدى" لتلاقي أهالي الجنوب.
أولى المواقع منذ إطلالته عناية خاصة بالموروثات البنت-جبيلية التراثية، و سلط الضوء على البيئة اللبنانية الجنوبية من فلكلور و تراث و لهجة و شعر و قيم وعادات و أكلات شعبية. و مع الوقت استدرجته نجاحاته للغوص في القضايا التي تهم الأهالي. و لأن النجاح دعامته التقدّم استمر الموقع بتطوير اهتماماته حتى صار "بنت جبيل.أورغ" موقعاً إخباريّاً شاملاً.
أخبار بنت جبيلية، و محلية لبنانية، و اغترابية، و عربية، و عالمية منوعة، كلها مواد تشغل الموقع، فيلتقفها بنت جبيل من مراسليه و جمهوره و الوكالات و الإعلام. ليبثها إلى متصفحيه في العالم، بمختلف انتماءاتهم و أعمارهم. و لكي تتصفح الموقع يكفي أن تجيد اللغة العربية.
ينطق الموقع بلسان البيئة اللبنانية الجنوبية، و لا ينتمي أو يخضع لأي جهة. و ما وصل إليه "بنت جبيل" اليوم هو نتاج سنوات من الجد و الجهد الفردي لشخص المدير المؤسس. و الموقع كان و لا يزال يعتمد على الإعلانات التي تغطي مساحات واسعة من صفحاته.
و يقول مدير بنت جبيل.أورغ، الشغوف بعمله، أن الموقع و على مدى 12 عاماً، كان معرضاً للإقفال أكثر من مرة، بسبب عدم القدرة على تغطية النفقات. و تدعم بلدية بنت جبيل الموقع بمبلغ كل ستة أشهر. كما تلقى مرة دعماً من أفراد لبنانيين مغتربين في أستراليا، الأمر الذي ساعد في تجهيز مكتب إعلامي للموقع.
كما تعرض للعديد من هجمات القراصنة التي أوقفته مؤقتاً عن العمل في فترات سابقة. و يذكر أيضاً أن الموقع محجوب في البحرين من قبل السلطات منذ ثمانية سنوات.
و مواكبةً للفضاء الإفتراضي، لمع اسم بنت جبيل.أورغ على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بشكل خاص. و تخطى، حتى تاريخ كتابة التحقيق، عتبة المليونيّ متابع أو معجب على صفحته الرسمية الأولى. حتى كوّن شبكة صداقات من جمهوره. و يولي الموقع اهتماماً كبيراً في متابعة جمهوره، من رسائل خاصة و رسائل البريد. كما يهتم بشكل خاص بقراءة التعليقات التي تمثّل آراء الجمهور و يتابعها باستمرار رغم كثافتها. و لا يحذف إلا المسيئ لأي جهة كانت.
كذلك لم يغفل الموقع عن عالم التطبيقات، و أصدر تطبيقه المجاني لتصفح أفضل، و لتلقي الأخبار العاجلة.
الجدير بالذكر أن موقع بنت جبيل حصل مؤخراً على ترخيص قانوني من وزارة الإعلام اللبنانية. و هي بداية مشوار توسيعي يسعى الموقع إليه، لزيادة الأعضاء المنتسبين المراسلين القانونيين في مختلف الأراضي اللبنانية.
كذلك بث مؤخراً تقارير مسجلة عديدة، لاقت استحسان جمهوره. فالتقرير الصوتي (الفيديو) ليس عصياً على بنت جبيل.أورغ. و يسعى حالياً إلى المزيد من التقدم في هذا المجال.
و في السياق، الموقع بصدد إعداد تصميم لحلة جديدة مرتقبة بعد وقت قصير، تغيير في الشكل و ثبات في المضمون. كما كان من المقرر إقامة احتفال للمناسبة، إلا أن ذلك تعرقل نتيجة عدة أسباب أبرزها ضعف الإمكانات المادية.
من الكاميرا البسيطة إلى تقنيات التصوير عالية الدقة و سلاح الموقع الجوي الطائرة المصورة...و يستمر. اكثر من 129 مليون زائر و زائرة سجل حضورهم منذ الإنطلاق عام 2003. و اليوم، 12 عاماً مروا و روح الموقع كما بنت جبيل شبابية مستقلة، تتطلع إلى المزيد من التقدّم و الإستمرارية، رغم ضعف الإمكانات المادية. هو الموقع الذي جاب العالم إلكترونياً حاملاً اسم بلدته بنت جبيل، مكللاً بالوعي خطاه و ثباته. هو بنت جبيل.أورغ الذي وثقتم به، يشكركم على اطلاعكم، قراءتكم، تعليقاتكم، متابعتكم، مشاركة آرائكم...شكراً من بنت جبيل.أورغ على ثقتكم.
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ