وهم يبذلون الجهود في عمليات قطاف الزيتون يدوياً وآلياً قبل موسم الأمطار المقبل، فيما هديرمحركات معاصر الزيت التي باشرت عملها مؤخراً، تعمل بهدوء، حيث تشهد حركة خفيفة في عصر الزيت، نظراً للإنتاج الضئيل هذا الموسم في جميع الحقول، اذ ان غيابنا عن حقولنا يكبّدنا الكثير من النفقات ويرفع من سعر الإنتاج والمحصول مهما كان.
وانطلاقاً من أسعار صفيحة زيت الزيتون المرتفعة التي تتراوح اليوم ما بين 200 و225 الف ليرة، يعتمد العديد من أبناء المنطقة في تأمين لقمة عيشهم على بيع محصولهم من زيت الزيون لامتلاكهم العديد من الحقول، فضلاً عن أن الكثير من الأهالي يقوم بـ «ضمان» حقول وأشجار الزيتون لتوفير الأموال لعائلاتهم، كما هو حاصل في العديد من القرى والبلدات.
تراجع الإنتاج
المفاجأة كانت في تراجع الإنتاج هذا العام، بسبب الإهمال، الذي يبدأ من الحراثة الى وضع الأسمدة ورش المبيدات للقضاء على الأمراض التي تصيبها، وعلى وجه الخصوص مرض عين الطاووس، فضلاً عن التقليم وغيره. وهذا الأمر يكبد المزارعين نفقات مرتفعة من شأنها أن ترفع سعر إنتاج زيت الزيون وغيره من المحاصيل، وهذا ما يواجهه ويعاني منه الكثير.
الموسم دون الوسط
وفي هذا السياق يؤكد رئيس «الجمعية التعاونية الزراعية في اقليم الخروب» ياسين مصطفى أن «الإنتاج لهذا العام بحدود الوسط وما دون»، ويشير إلى «ان الموسم في بداياته في اقليم الخروب»، ويرى أن «المشكلة الكبيرة التي تواجه شجرة الزيتون وتضعف إنتاجها وثمارها في اقليم الخروب، هي المناخ السام في اجواء المنطقة، نتيجة الدخان المتصاعد من المعامل، كمعملَي ترابة سبلين والجية الكهربائي»، ويؤكد ياسين أن «إنتاج حقول الزيتون في الأودية والاماكن المنخفضة في الاقليم ضعيف جداً بسبب الرطوبة وعدو التهوئة التي تساعد في انتشار مرض عين الطاووس»، ويشدد على «ان الاهتمام والعناية بشجرة الزيتون يزيد من إنتاجها»، ويشير الى ان «الاهمال يزيد ايضا من الأمراض»، ويرى أن «هذا يعود الى اهمال اصحاب الارزاق حقولهم ومزروعاتهم»، ويلفت الى سعر تنكة الزيت الذي تتراوح ما بين 200 و225 الف ليرة».
نصف موسم
ويلفت وكيل أرزاق دير المخلص فادي وهبه الانتباه الى أن «الموسم حالياً هو نصف موسم بسبب هطول الأمطار في شهر ايار الماضي بشكل غزير، والتي سببت الأضرار لزهرة الزيون في بداياتها، مما ادى الى تلف العديد منها وتساقطه، وهذا ما قلل من انتاج زيت الزيون حالياً»، ويشير الى «ان التوقعات كانت تتجه الى موسم جيد قبل شهر ايار»، ويوضح «ان الاهتمام بأشجار الزيتون يساعد كثيراً في زيادة إنتاجها»، ويؤكد أن معصرة الزيتون في الدير بدأت بالعمل منذ عشرة ايام وحتى الساعة هناك انتاج 200 صفيحة من الزيت الصافي»، ويلفت الى ان انتاج الدير في المواسم العادية يكون 1500 صفيحة»، وتوقع ان يصل الانتاج في الدير الى 600 صفيحة»، ويوضح ان سعر الصفيحة وصل الى 225 الف ليرة، مؤكداً ان كلفة صفيحة الزيت عالية بسبب اجور العمال، وتصل الى حوالي 120 الف ليرة، موزعة على يومية العامل 40 الف ليرة و15 الف ليرة بدل عصرها، اضافة الى نفقات الحراثة والاسمدة والادوية وجميعها تصل الى حدود 120 الف ليرة»، ويؤكد ان حركة عصر الزيتون للمواطنين بطيئة جدا في المعصرة ولا تشهد زحمة، كما كانت في المواسم الماضية»، ويلفت الانتباه الى انه يتم حفظ الزيت في الخوابي الى حين بيعه».
ويشير حليم عثمان من بلدة الزعرورية الى ان موسمه حاليا، هو «ما دون الوسط ويختلف عن الاعوام الماضية» ويشدد على «ان عوامل الطقس غير الطبيعية والعناية بالشجرة هما المؤثر على إنتاج شجرة الزيتون ونوعيته العالية».
وتؤكد الحاجة خديجة محمود من بلدة مزبود أن «إنتاجها هذا العام كان صفيحة زيت، بينما كان في العام الماضي أربع صفائح»، وتلفت إلى أن «أجرة العمال وكلفة الاهتمام بشجرة الزيتون باهظة».
أحمد منصور
السفير بتاريخ 2015-11-09 على الصفحة رقم 5 – إقتصاد
http://assafir.com/Article/455595