أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

اجواء الجنوب مدنية للمرة الأولى

الثلاثاء 24 تشرين الثاني , 2015 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 12,477 زائر

اجواء الجنوب مدنية للمرة الأولى

هبة دنش - بنت جبيل.اورغ 

يا مرسال المراسيل ع الضيعة القريبه، خدلي بدربك هالمنديل واعطيه لحبيبي"، لوحت مريم لأول طائرة مدنية مرت صباحا من فوق دارها المطل على بحر الصرفند، بعد أن تم اعتماد خط جوي بديل فوق أجواء الصرفند لتأمين استمرارية الملاحة الجوية اللبنانية بسبب المناورة الروسية البحرية على مقربة من المياه الاقليمية اللبنانية، وذلك لعدم تعريض سلامة المسافرين للخطر.

 تتبع الجنوبيون خبر تغير حركة مرور  الطيران المدني في كل الرحلات لمدة 3 أيام من فوق أجواء الصرفند وصور وانتظروا فتح مسار الطيران بعناية فائقة، فيما ترك الأطفال طائرات الورق والفراشات والعصافير، وصعدوا  إلى سطوح منازلهم وشرفاتهم، يقول محمد أيوب: "اهتزت رمال بحر الصرفند  كما الأهالي لهذا المرور المؤقت للطائرات المدنية، وإن ازدحام رحلات الطيران المدني في سماء الجنوب حدث يعتبر أهم من اكتشاف النفط على شواطئ لبنان، أو "نزول المركبة الفضائية على سطح القمر".

 لم تعتد أذن المواطن الجنوبي إلا على هدير وصوت الطائرات الحربية الإسرائيلية، وعلى غارات وهمية تخترق هدوء حياتهم اليومية، خاصة أن صوت الطائرات فوق الجنوب يحمل للجنوبيين ذكريات الحرب والتهجير، مجازر وجسور مدمرة، تغمض نهاد  عينيها عند مرور طائرة مدنية في أجواء بلدتها الصرفند وتقول: "هذا الصوت مرعب ترك أثاراً في الذاكرة لدى الكبار والصغار يصعب محوها، وتسبب لي في مشاكل نفسية، مجرد أن أسمع صوت طائرة قريب يصيبني فورا وجع بطن والم في الرجلين لا يحتمل، لكن مرور الطيران المدني من فوق بلدتنا اليوم حدث عظيم".

 الأطفال في بلدة الصرفند مبتهجون بما يحصل في سماء بلدتهم، خاصة ممن ولدوا بعد حرب 2006، فذاكرتهم لم تحمل صور مسبقة عن الطائرات والرعب الذي كانت تبثه فوق كل دار، فهم لم يروا طائرات مدنية في أجواء الجنوب يوما إلا من فوق طريق المطار، اول مدخل  بيروت، يقول الطفل احمد حيدر 10 سنوات: "السنة الماضية قمنا  في المدرسة بزيارة  مطار بيروت الدولي وعرفنا عن قرب على المطار والطائرات وشاهدنا كم هي كبيرة، وتمنيت وقتها لو كنت اسكن في بيروت، حتى أراها يوميا تمر من فوق المنزل، وهذه هي اليوم فوق بلدتنا". 

 سولار جابر سعيدة بمرور الطائرات من فوق الجنوب تقول: "حبيت الفكرة، كنا نحلم نشوف طيارة وما نخاف منها احسن ما تكون عم تصورنا متل MK، اليوم على الأقل يلي بالطايرة ومن بينهم السياح الأجانب بشوفوا الجنوب، وبيمتد مشهد الإقلاع من صخرة الروشة وصولا الى بساتين الحمضيات وسهول الجنوب، خاصة أن الطائرات تمر عن علو متوسط". فيما تروق للمواطن فادي منانا من بلدة الصرفند فكرة الممر الجوي الجديد "الفكرة مهضومة انه طلع في ممر جوي فوق الصرفند".


يقول احمد حسن: "غالبا ما تغير الطائرات المدنية في لبنان مسارها وتحلق لبعض الوقت فوق أجواء الجنوب لأسباب متعددة، قبل هبوطها في مطار بيروت الدولي،  في رحلتي الماضية إلى الجزائر مرت الطائرة الجزائرية في خط الجوي الجنوبي، وأن استحداث وفتح هذه الثغرة اليوم لتسيير حركة الطيران المدني من فوق صيدا والصرفند وصور لمتابعة خط سير الرحلات من مطار بيروت وإليه في هذا المسار ولمدة ثلاثة أيام، امر ايجابي، اشبه بتقديم سماء الجنوب الحماية والسلامة للمسافرين، وهو ايضا تضامن مع مناورات روسيا العسكرية ولو بشكل غير مباشر في دافعها عن سوريا".

 محمد رحيل أنه "قبل احتلال فلسطين كان خط سير الطائرات يسير فوق الجنوب وفلسطين، وأن مسار الطيران تغير منذ مده غير بعيده، كانت فلسطين اقرب لمنطقة الخليج، وأن الزحمة التي يشهدها الخط الجنوبي باتجاه المياه الإقليمية المصرية ومنها إلى أوروبا أو إلى باقي الدول العربية، عاشها الجيل القديم".

هذا وقد أخذ لبنان ضمانات من قبرص بأن إسرائيل لن تتعرض للطيران اللبناني ولن تجري مناورات على الخط الجوي الذي ستسلكه الطائرات اللبنانية خلال الايام الثلاثة التي ستجري فيها المناورة الروسية.

Script executed in 0.18954396247864