على امل أن يتم تأمين المبالغ المتبقية من جهات مختلفة، وستقدم البلدية ما في وسعها لدعم واتمام هذا العمل"، وبين عاشور أن " عملية ترميم القلعة تأتي بعد أن لجأ فريق عمل متخصّص تابع للمعهد الفرنسي للشرق الأدنى الى اجراء دراسة طوبوغرافية للقلعة، ورسم خريطتها الهندسية، بعد مسح طوبوغرافي، أدى الى ابراز تاريخ القلعة". كلام عاشور جاء بمناسبة افتتاح مشروع " نافورة المرج" وتجميل وسط البلدة، الذي تم دعمه من قبل قوات اليونيفل، والذي أقيم في مجمع " ماجيك لاند" في شقرا، بحضور قائد الكتيبة النيبالية المقدم أمريت بهادور وممثلين عن الأجهزة الأمنية ومكتب الشؤون المدنية ووحدة التعاون المدني والعسكري في قوات اليونيفل. واعتبر عاشور أن " العلاقة الوطيدة مع اليونيفل، ساهمت في انجاز العديد من المشاريع التنموية، بينها انشاء ملعب لكرة الطائرة، وتأثيث المركز الثقافي، اضافة الى تنظيف قلقعة دوبيه وتجهيزها لانجاز عملية الترميم". وبحسب مسؤول فريق المعهد الفرنسي للشرق الأدنى سيريل يوفيتشيتش فان "جزءاً مهماً من القلعة الموجودة حالياً يعود الى أيام المماليك على عهد الظاهر بيبرس، إضافة الى جود آثار رومانية، تؤكد أن القلعة بنيت على أنقاض قلعة رومانية، وقد حصلنا على وثائق يعود تاريخها الى العام 1636 تبرز أن هذه القلعة هي المكان الذي تم فيه اعتقال يونس الحصن بعد سقوط الأمير فخر الدين". والجدير بالذكر أن قلعة دوبيه تشكّل الجزء الأهم من تاريخ بلدة شقراء الأثري وذاكرة أبنائها، رغم أنها تعرّضت للاهمال طوال عشرات السنين، سيما بسبب الاحتلال، ولم تتدخل الدولة يوماً لانقاضها وترميمها، رغم أهميتها التاريخية والجمالية والسياحية. ويوضح مسؤول المواقع الأثرية
في مديرية الأثار في جنوب لبنان علي بدوي أن " الهدف الأولي لفريق العمل الفرنسي كا بانجاز الخرائط لايضاح التفاصيل الحقيقية لبناء القلعة تمهيداً لوضع خطة هندسية لترميمها واعادة بناء ما تهدم منها، ورغم عدم وجود وثائق تاريخية تبرز التاريخ الحقيقي لبناء القلعة، الاّ أن الفريق الباحث سيعمل جاهداً للبحث عن وثائق للقلعة في فرنسا، وستعمل مديرية الآثار على الحفاظ على خصوصية هذه القلعة ومحيطها الطبيعي".
يذكر أن القلعة يبلغ طولها 125 متراً وعرضها 80 متراً، فيها ثلاث طبقات، الثالثة منها متهدّمة وفي الطبقتين الباقيتين 32 حجرة وغرفة وفي داخلها وخارجها آبار وصهاريج كثيرة، وفي داخلها بئر في الطبقة الثانية وفي خارجها صهريج كبير منقور في الصخر الأصمّ. ويذكر المؤرخون أن "بناءها جاء متأخراً عن رحلة ابن جبير، والذي كان قد مرّ بقربها وهو ذاهب من هونين إلى تبنين". وبحسب المؤرّخ الراحل السيد محسن الأمين، «القلعة قديمة لها خندق وفيها لوازم الحصار، يحيط بها واد من جهاتها الثلاث عدا الجنوبية، لها ربض من غربها يسمى الزنّار. جدّدها آل علي الصغير في عهد ناصيف النصار وسكنوها، وبناؤهم فيها ظاهر مفترق عن بنائها الأصلي. ومن أرضها قطعة تسمّى مرج الستّ إلى اليوم. ومن جدّد بناءها الشيخ ظاهر بن نصّار النصار، ابن أخ ناصيف النصار من آل علي الصغير، ولمّا أتم بناءها، صعد الى أعلاها ليشرف على مناظرها سقط الى الأرض فمات وكان ذلك عام 1163. وقيل إنها كانت مقراً لمراد النصار على عهد أخيه ناصيف النصار، وبعده كانت مقراً لولده قاسم المراد. وفيها اختبأ الأمير يونس المعني بولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين كما فرّ أخوه الأمير فخر الدين إلى قلعة شقيف تيرون وذلك سنة 1044».
داني الأمين - بنت جبيل.أورغ