ويعود سبب ذلك الضعف إلى الشبكة الكهربائية القديمة التي تقطعت أسلاكها عشرات المرات جراء القصف الإسرائيلي الذي أصابها على مدى سنوات الاعتداءات التي طالت المنطقة. وبدلاً من استبدالها بأسلاك جديدة بعد توقف الاعتداءات، كان يجري وصلها وربطها كل مرة، إلى أن بات معظمها على هذا النحو، ما أدى إلى ضعف التيار الكهربائي الذي تحمله، الأمر الذي يستدعي استبدال الأسلاك الحالية بأسلاك جديدة والعمل على تأهيل الشبكة وصيانتها بشكل دوري، تلافياً لانقطاع التيار الكهربائي شبه المتواصل في فترة التغذية المقرّرة للقرى والبلدات المذكورة.
ويوضح رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور لـ «السفير» أنه قام بمراجعات كثيرة لمؤسسة كهرباء النبطية لاستبدال أسلاك الشبكة الكهربائية لمخرج النبطية الفوقا ـ يحمر الشقيف، بأسلاك جديدة، والعمل على صيانتها وتأهيلها بشكل دائم، لكن الردّ كان دائماً بأن هذا الأمر هو من مسؤولية شركات مقدّمي الخدمات، والتي بدورها تحمّل المسؤولية لمؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة، لعدم إعطائها الأموال اللازمة بدلاً من الخدمات التي تقدّمها، وفي هذه الحالة ماذا تقول البلديات للمواطنين الذين يحمّلونها جزءاً من المسؤولية عن انقطاع التيار الكهربائي؟ ولماذا لا تكون الشبكة ضعيفة إلا على هذا المخرج بعكس المخارج الأخرى التي تغذي المنطقة، يتساءل غندور؟!
ويطالب غندور وزارة الطاقة والمياه، بإعطاء البلديات الأموال اللازمة لصيانة وتأهيل الشبكات الكهربائية في نطاقها، لما في ذلك من توفير ومنع للهدر وسرعة في العمل، بدلاً من إعطاء هذه الأموال للمتعهّدين والسماسرة الذين يتقاضونها منها أضعافاً مضاعفة، من دون أن يتقنوا أعمالهم وفق المواصفات المطلوبة.
كما طالب مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة بربط «خط خدمات» لتزويد محطات الآبار الأرتوازية التي تغذي بعض القرى والبلدات في المنطقة بمياه الشفة بالتيار الكهربائي بشكل دائم، أسوة بمصالح المياه والكهرباء والمستشفيات الحكومية والجمعيات والمؤسسات ذات المنفعة العامة، ومن بينها مدينة النبطية وقرى وبلدات كفررمان والنبطية الفوقا وكفرتبنيت ويحمر الشقيف والزوطرين الشرقية والغربية، مشيراً إلى كتاب كان قد وجهه مدير عام مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المهندس أحمد نظام لوزارة الطاقة والمياه منذ أشهر عدة، وطلب فيه تأمين خط كهربائي دائم لبعض المنشآت المائية في منطقة النبطية، راجياً من المعنيين في الوزارة تنفيذ هذا المشروع في أسرع وقت لمساهمته في حل أزمة مياه الشفة فيها بشكل كبير.
وتناول غندور مشكلة أعمدة الإنارة الملتوية والمعطّلة بسبب حوادث السير واصطدام السيارات بها منذ سنوات عديدة على وصلة أوتوستراد النبطية ـ الزهراني وجادة نبيه برّي المجاورة لبلديات النبطية ـ النبطية الفوقا ـ كفررمان ـ حبوش ـ دير الزهراني ـ كفروة ـ زفتا ـ المروانية ـ المصيلح وصولاً إلى الزهراني تنتظر الجهات المعنية لتأهيلها وصيانتها، أو استبدالها بأعمدة جديدة، علماً أنه بإمكان الجهات المذكورة، بحسب مصادر مطلعة، ومن خلال التقارير التي تعدّها قوى الأمن الداخلي عن حوادث السير، تحميل مسؤولية صيانة هذه الأعمدة لأصحاب السيارات المصطدمة بها، لكي يكونوا عبرة لغيرهم من السائقين المسرعين أو المتهوّرين، وتجعلهم يتمهلون في قيادة سياراتهم، منعاً لحوادث السير واصطدام سياراتهم بالأعمدة المذكورة.
ويناشد رئيس بلدية حبوش المهندس محمد مكي المسؤولين المعنيين، استبدال وإصلاح الأعمدة المتضررة على أوتوستراد النبطية ـ الزهراني، وعدم تركها مدة طويلة من دون صيانة، كما هو حاصل بالنسبة لعدد منها على وصلة حبوش ـ النبطية، بالرغم من إرسال البلدية كتاباً لوزارة الأشغال العامة بهذا الشأن بواسطة محافظ النبطية في وقت سابق، ولكن حتى الآن لم يتحقق أي شيء على هذا الصعيد، مشيراً إلى بقاء هذه الأعمدة على هذا الحال منذ حوالي أربع سنوات، من دون إصلاحها أو حتى رفعها من مكانها، إلى أن اضطرت البلدية والبلديات المعنية الأخرى إلى إزالتها ونقلها من مكانها، تلافياً لسقوطها فوق السيارات العابرة على الأوتوستراد المذكور، مستغرباً عدم الاهتمام بمصير هذه الأعمدة، وكأنها يتيمة الأم والأب.
ويرى رئيس «نقابة مكاتب السوق» حسين غندور أن تأهيل وصيانة أعمدة الإنارة على أوتوستراد الزهراني وجادة نبيه بري من مسؤولية وزارة الأشغال أولاً، لأنها المعنية بإصلاحها بحكم صلاحياتها وتبعيتها لها، وللبلديات المعنية ثانياً، لأنها لا تطالب الوزارة بالقيام بذلك، وإذا طالبتها فإنها لا تتابع هذا الأمر معها لتحقيقه بالسرعة المناسبة، مما ينعكس تفاقماً لأوضاع هذه الأعمدة وزيادة أعدادها المعطلة يوماً بعد يوم، لذلك يجب التعاون بين الوزارة والبلديات المذكورة، لإيجاد الحلول للمشاكل المشتركة بينهما، لما فيه المصلحة العامة للجميع.
عدنان طباجة
السفير بتاريخ 2015-11-27 على الصفحة رقم 5 – إقتصاد
http://assafir.com/Article/458851