أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قطع الأشجار المعمرة في الجنوب: جرائم بحق الطبيعة

الإثنين 14 كانون الأول , 2015 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,531 زائر

قطع الأشجار المعمرة في الجنوب: جرائم بحق الطبيعة

على طريق فرعي جديد بين بلدتي ميس الجبل وشقرا، عمد مجهولون إلى قطع بعض جذوع أشجار السنديان والبطم التي يزيد عمرها على أكثر من مئتي سنة، في مكان «لا يقصده إلا المتنزهون الذين يفضلون الابتعاد عن الأماكن المكتظة، ويجدون ملاذهم في فيء هذه الأشجار الكبيرة الجميلة».

يقول أحمد ديب (65 سنة) إن «قبل أكثر من ثلاثين سنة كان مأمور أحراج واحد يمنع كل الاعتداءات على أشجار وأحراج المنطقة». يذكّر بـ «شرطي بلدة ياطر الجنوبية الذي كانت مهمته حراسة أحراج المنطقة عندما كان الاهتمام بالبيئة يوازي الاهتمام بالوضع الأمني».

يوجد في بلدة رميش مركز حرجي واحد، لا «يستطيع عناصره الأربعة تغطية المخالفات الكثيرة المنتشرة في أكثر من 36 قرية وبلدة تخضع أشجارها لرقابة عناصر المركز». لكن قلّة عدد مأموري الأحراج «ليست السبب الوحيد في عدم قمع الاعتداءات»، إذ يعود السبب الرئيسي إلى «كثرة المحسوبيات وعدم قدرة العناصر على قمع الاعتداءات أو حتى ضبط المخالفات، التي وإن ضُبطت تتدخل الواسطة، كالعادة، لمنع دفع الغرامات باستثناء المخالفات التي يرتكبها أشخاص لا يحظون بالدعم الكافي».

لم يُعاقَب أحد أصحاب القصور عندما عمد إلى قطع أشجار معمّرة

يذكر أحد أبناء بنت جبيل أنه «حُرِّر ضبط بقيمة 750 ألف ليرة بحق امرأة عجوز بعد أن طلبت من أحد أبناء البلدة قطع شجرة لوز تقع داخل أرضها. فيما لم يُعاقَب أحد أصحاب القصور الجميلة عندما عمد إلى قطع أشجار حرجية معمّرة موجودة في منزل جاره، بحجّة أنها تؤدي إلى منع الشمس والهواء عن غرف قصره، رغم أن صاحب المنزل تقدم بشكوى لدى مركز حماية الأحراج في المنطقة، مرفقة بصور تبين نوع الاعتداء وحجمه».

يتنقل معن محمود (69 عاماً) بين أشجار «البطم» التي يزيد عمر بعضها على 600 سنة، حاملاً عدّة الزراعة. يشير إلى أن هذه الأشجار «باتت تستخدم كمواقد للحطب»، لا بل إن «جذوعها حرقت وبقي منها القليل، وهي مهددة بالسقوط». يدفع محمود ما تيسّر من راتبه التقاعدي للحفاظ على ما بقي من هذه الأشجار. يقول إنه رغم انخفاض ثمن المازوت هذه السنة، فإن عدد المعتدين على الأشجار لم يتناقص. لكن من جهة أخرى تزدهر عملية إعادة تصنيع جفت الزيتون، ولا سيما في قرى مرجعيون بهدف استخدامه للتدفئة بدل الحطب. ويعمد المصنعون إلى بيع الجفت المصنّع بأسعار منخفضة ويحققون بذلك أرباحاً مقبولة نسبياً، لذلك يشير بلال نسر إلى «ضرورة تشجيع صناعة الجفت لكونها مفيدة للبيئة، وتُسهم في التخلص من فضلات الزيتون والتخلص من قطع الأشجار».

داني الأمين

الأخبار - مجتمع واقتصاد

العدد ٢٧٦٥ الاثنين ١٤ كانون الأول ٢٠١٥

http://al-akhbar.com/node/248102

Script executed in 0.20106482505798