أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

النبطية المحاطة بالينابيع تفتقد المياه!

الثلاثاء 29 كانون الأول , 2015 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,205 زائر

النبطية المحاطة بالينابيع تفتقد المياه!

 أمر يطرح أسئلة قديمة عن سبب غياب المشاريع البديلة لتأمين المياه أقله لعدد المشتركين الشرعيين في مصلحة مياه نبع الطاسة والبالغ عددهم نحو 60 ألفاً.

صهاريج المياه، تحوّلت منذ بداية الصيف الماضي إلى ظاهرة في شوارع النبطية والبلدات والقرى المجاورة. تنقل المياه من الآبار الجوفية الخاصة إلى المناطق المرتفعة، حيث يزداد شح المياه. أعباء ترتّبت على كاهل المواطنين الذين توجب عليهم دفع مبلغ بين 20 و40 ألف ليرة للصهريج سعة 20 برميلاً، وتزداد الكلفة أو تقل بحسب قرب وبُعد أو ارتفاع المنطقة المستهدفة.

ولعل أساس الأزمة هو شحّ مياه نبع الطاسة المصدر الرئيسي لشبكة المياه التي تغذي غالبية قرى وبلدات منطقتي النبطية وإقليم التفاح، ومما ساهم أيضاً في الأزمة انخفاض نسبة مياه الآبار الجوفية نتيجة لتراجع المتساقطات من الأمطار والثلوج. وما يزيد في الطين بلة هو الاهتراء الذي أصاب الشبكة القديمة من دون أن يتم استبدالها، يُضاف إلى ذلك التعديات على الشبكة في مناطق عدة وانقطاع التيار الكهربائي. وفيما تستمر معاناة الأهالي يبرر مصدر في «مياه نبع الطاسة» النقص الحالي برمي المشكلة على التيار الكهربائي. إذ يرى أن المشكلة تكمن في التقنين وفي عدم إمكانية تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل بالديزل لفترات طويلة ما يؤدي بدوره إلى ترتيب تكاليف باهظة على المعنيين وأصحاب الشأن.

كلام قد لا ينطبق على الواقع بشكل دقيق، حيث إنه لا تزال هناك العديد من القرى والبلدات تعاني من نقص في المياه حتى في عز الشتاء، وذلك بالرغم من توفر التيار الكهربائي.

للتخفيف من المشكلة يقترح المصدر إحياء الدراسات المنجزة خلال السنوات السابقة لتنفيذ مشاريع «ظهر الدرجة ـ كفرحونة»، وسد منطقة «التومات» قرب ينابيع «عزيبة الفوقا» في قضاء جزين، التي تبلغ طاقتهما مليوني متر مكعب، ودراسة إحياء مرسوم استملاك الحقوق على نبع كفرحونة، إلى دراسة إمكانية تنفيذ أشغال في محيط نبع الطاسة، لزيادة كمية المياه المستخرجة من خلال تفريغ الطبقات الصخرية الواقعة بين منطقة الحصر وحدود الأملاك العامة الواقعة إلى الشمال من مجرى الوادي، وإلا فاستكمال ومتابعة المشروع الذي كانت المديرية العامة للتجهيز المائي قد أقرته في وقتٍ سابق لحفر المزيد من الآبار الجوفية في حرم النبع.

ولأن العادة درجت على ربط كل مشكلة مياه في منطقة النبطية بسد الليطاني المعلق تنفيذه، يرى رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل أنه لا بد لحل مشكلة مياه الشفة في المنطقة بدلاً من انتظار الانتهاء من إنشاء مشروع الليطاني المنسي، واستحداث المزيد من الآبار الجوفية في وادي فخر الدين، وفي منطقة كفردجال الغنية بالمياه، وصيانة الآبار الحالية الموجودة وإعادة تأهيلها، مشدداً على أنه من دون تنفيذ هذه المشاريع فإن المنطقة مقبلة على أزمة مياه خانقة.

أما رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور، فيعتبر أن حل أزمة المياه في منطقتي النبطية وإقليم التفاح بشكل جذري يتطلّب مشروعاً لجر مياه نهر الليطاني إلى خزانات ضخمة في قلعة الشقيف أو تلة علي الطاهر، باعتبارهما أعلى نقطتين في المنطقة، ومن ثم توزيعها بواسطة الجاذبية على كامل قرى وبلدات النبطية، إضافة إلى حفر آبار جوفية جديدة في مناطق وادي فخر الدين وميفدون وجزين، وصيانة الآبار الموجودة وإعادة تأهيلها، وقيام الدولة بواجباتها ومسؤولياتها لتأمين خزانات للمياه ومراقبة عمليات توزيعها على المنازل والمؤسسات.

ويشير غندور إلى أن مياه نبع الطاسة التي يُستفاد منها سنوياً بحوالي 75 ألف متر مكعب من أصل 175 ألف متر، يذهب منها 100 ألف متر مكعب هدراً إلى البحر في فصل الشتاء، جراء عدم وجود السدود والبحيرات اللازمة لحصر هذه المياه في مجرى الوادي الأخضر والزهراني، الواقع بين قرى وبلدات جرجوع، عربصاليم، كفررمان، حبوش، دير الزهراني وكفروة، بالرغم من إنجاز الدراسات اللازمة لمثل هذا المشروع الحيوي من قبل وزارة الطاقة والمياه.

بدوره، يرى عضو المجلس البلدي في النبطية عباس وهبي أن شح مياه نبع الطاسة التي تغذي مياه منطقتي النبطية وإقليم التفاح، بات يشكل مع التقنين في التيار الكهربائي عبئاً اقتصادياً ونفسياً وبيئياً وحياتياً على الأهالي بشكل عام، مطالباً بحفر آبار جوفية جديدة في منطقة كفردجال ـ شوكين، نظراً لغناها بالمياه الجوفية.

ومهما اختلفت وجهات النظر والحلول المطروحة لحل أزمة المياه في النبطية إلا أن ثمة ما يثير الريبة لجهة ادعاء مواطنين في مناطق مختلفة من أن هناك فساداً يتحكم بموظفي شركة مصلحة المياه في القرى والبلدات والذين يقومون بتحويل المياه بالوسائل التي يختارونها من دون اعتماد منطق الإنصاف في التغذية والتوزيع.

عدنان طباجة

السفير بتاريخ 2015-12-29 على الصفحة رقم 4 – محليّات

http://assafir.com/Article/464114

Script executed in 0.22284698486328