الاعتداء الموسمي على نهر الحاصباني، دفع برؤساء التعاونيات الزراعية والبيئية وعشرات المزارعين والسكان المحليين القاطنين في محيطه، لتوجيه نداءات عاجلة الى كل الجهات المعنية في وزارتي البيئة والصحة، للتدخل وإيجاد حل لهذا الوضع الكارثي المزمن. وقد نبه هؤلاء من هذا الوضع الذي سيتسبب حتما بتفشي الأمراض، في ظل هذه الروائح الكريهة المنبعثة، ناهيك عن قتل الحياة المائية، والأضرار التي يمكن ان تلحق بالمواسم الزراعية، علما ان حالات مرضية كانت قد سجلت خلال الأعوام الماضية نتيجة لهذا التلوث.
طعام سام للنازحين
الأضرار المباشرة طاولت كميات كبيرة من الأسماك، نفقت نتيجة للمياه الملوثة بالزيبار، وما تبقى منها في طريقه الى الهلاك، بحيث طافت الأسماك على وجه المياه، كما علق بعضها بالأشجار والصخور عند ضفتيه.
استغلت عائلات سورية نازحة الى قرى حاصبيا هذا الوضع، غير مكترثة لخطره، فتوجهت الى النهر لتقضي ساعات عدة في مياهه، تصطاد الأسماك الحية وبسهولة دون الالتفات الى تلوثها بالرغم من تنبيهات الجهات الصحية. «انها فرصة ذهبية، لجمع ما بين الـ3 الى 5 كلغ من السمك يوميا»، قالها النازح السوري ضاهر الحميدان من حلب، بينما كان مع ولديه يلاحقون الأسماك المنهكة في مجرى النهر،غير آبهين بتلوث مياهه، وبخطرها على صحتهم!
الناشط البيئي الدكتور امين شميس الحمرا، دعا الى اكبر حملة شبابية لإنقاذ الحاصباني من هذه الكارثة الموسمية، التي باتت خطرا فعليا على صحة الإنسان والبيئة في حوضه. وقال «ان الزيبار يعمل على قتل الحياة المائية عامة. فالسمك نفق بنسبة 85% حتى الآن وما بقي منه منهك وفي طريقه الى الهلاك. كذلك بتنا نخاف على صحة النازحين السوريين الذين يقصدون النهر لجمع السمك،غير آبهين بالتلوث». وأضاف «لقد نبهنا هؤلاء الى السم الموجود في سمك كهذا لكن معظمهم لم يرتدع». شميس وضع هذه المشكلة في عهدة الأجهزة الأمنية والقضائية، وحمّلها كامل المسؤولية عن هذه الكارثة البيئية، وقال «لقد نجحنا في العامين الماضيين من حماية النهر بعد تحرك واسع للمجتمع المدني والهيئات الأمنية، وأمام تراخي بعض الجهات المختصة هذا العام نأمل من النيابة العامة التحرك لحسم موضوع تلوث الحاصباني بصورة نهائية ودائمة».
وكان قسم الشباب في مكتب النائب انور الخليل، قد اتخذ قرارا بتنفيذ حملة سنوية واسعة لإنقاذ سمك الحاصباني نهاية الصيف الماضي، وخلال شح المياه ونقلها من غدران وجداول جفت مياهها الى نبع الحاصباني الرئيسي.
طارق ابو حمدان
السفير بتاريخ 2016-01-05 على الصفحة رقم 8 – بيئة
http://assafir.com/Article/465064