تخلل اللقاء تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ومجلس عزاء حسيني، وتقديم من الشيخ موسى حسن، ثم تلا المدير التعليمي في الحوزة الشيخ علي رميتي بياناً باسم المجتمعين، جاء فيه:
إننا ندين وبأشد العبارات الجريمة الشنيعة والنكراء التي أقدم عليها آل سعود طغاة وغاصبوا الأرض المباركة في شبه الجزيرة العربية وبلاد الحرمين الشريفين، بإعدام وإنهاء حياة عالم رباني مجاهد حرّ، ألا وهو العلامة الشيخ نمر باقر النمر الذي حمل رسالة الحرية صوتاً صادحاً بكلمة الحق في وجه السلطان الجائر، فما خاف في الله لومة لائم، وهو على جرأته وشجاعته المنقطعة النظير كان داعية سلام وحرية وعدالة اجتماعية بالكلمة والمنبر، إلاّ أن ذوي العقل البدوي الجاهلي لم يتحملوا حتى كلمة حرّة من رجل دين أعزل من أي شيء إلاّ من لسان صدق وعزم وإيماني راسخ، فاقترفوا جريمتهم جهاراً نهاراً.
إننا إذا ندين هذا العمل البربري والوحشي باغتيال وإعدام عالم بقامة سماحة الشيخ النمر، فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً: نتبنّى كل بيان وموقف صدر عن مراجع التقليد والعلماء الربانيين أعلى الله مقامهم، كما نثني على كل المواقف المستنكرة الصادرة عن علماء المسلمين وكل حرّ وشريف في هذا العالم إزاء هذه الجريمة.
ثانياً: إن دماء سماحة الشيخ النمر ستحسق الجناة، وستكون وبالاً عليهم في الدنيا والآخرة، وستلطخ وجوههم بالخزي والعار.
ثالثاً: من موقعنا الديني نؤكد على عدم شرعية هذا الإعدام فضلاً عن مقدماته من محاكمات تفتقر لأدنى المعايير الفقهية والشرعية السليمة والصحيحة، كما تفتقر لمعايير العدالة المتوخاة من أي سلطة قضائية مدنية كانت أم شرعية، مضافاً إلى أن الحكم صادر عن سلطة جائرة مستبدة غاصبة، فاقدة للشرعية الدينية والأخلاقية، "وما بني على باطل فهو باطل".
رابعاً: إن آل سعود الغاصبين لبلاد المسلمين والناهبين لثرواتهم بعملهم هذا، إنما أقدموا على محاولة خبيثة لبث المزيد من الفرقة والنزاعات بين أبناء الأمة الإسلامية من شيعة وسنة، وخرجوا على إجماعها منذ مئات السنين بضرورة اللحمة والوحدة ونبذ أسباب التباعد والفرقة.
خامساً: نؤكد أن هذا الإعدام مدفوع وموجّه أميركياً وصهيونياً، ومن فعل أدواتهم وعملائهم المزروعين عنوة في جسد أمتنا، ولا يتحمّل مسؤوليته أبناء الطائفة السنية الكريمة، إنما هو صنيعة حكم بائس يائس يتنقل من فشل إلى فشل، ومن سقوط إلى سقوط نحو مصيره المحتوم، وهو الزوال القريب إنشاء الله.
سادساً: ندعو أبناء الأمة الإسلامية جميعاً للوحدة والتراحم والتلاحم وتفويت الفرصة على آل سعود الجاهليين وأسيادهم الصهاينة والأميركيين، ولتبقى قضيتنا المركزية فلسطين والقدس مسرى نبي الإسلام الأعظم محمد (ص)، ولا يفوتنا أن نغتنم الفرصة بتحية إجلال وإكبار لمجاهدي المقاومة الإسلامية المظفرة على عمليتها النوعية التي نفذتها في مزارع شبعا المحتلة.
سابعاً: إن الجمهورية الإسلامية في إيران حصن الإسلام المنيع، وحضن المسلمين بلا تمييز، لن يضرها مقاطعة الأقزام، بل سيكتشف آل سعود وأذنابهم أنهم حاصروا أنفسهم قبل أن يحاصروها، وعزلوا عروشهم قبل أن يعزلوها.
وفي الختام نتقدم من حضرة إمامنا المهدي (عج) ومراجعنا العظام والأمة الإسلامية وعائلة الشهيد بأسمى آيات العزاء، ونسأل الله تعالى للشهيد الشيخ نمر باقر النمر الرحمة والأمان وعلو الدرجات، ولآل سعود الذل والبلاء، والقماءة والصغار، والسقوط والزوال.