أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لهذه الاسباب لن تفتح جبهة في الجنوب اللبناني

الإثنين 05 كانون الثاني , 2009 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,743 زائر

لهذه الاسباب لن تفتح جبهة في الجنوب اللبناني
وساهم في ازدياد هذه التخوفات التصريحات التي ادلى بها بعض المسؤولين اللبنانيين ولمحوا فيها الى ان الحزب قد يفتح جبهة في الجنوب، ولو انهم راهنوا على وعي الاحزاب اللبنانية وبالتحديد "حزب الله"، فضلاً عن التلميحات الاعلامية الصادرة في بعض الصحف العربية، اضافة الى التعزيزات الاسرائيلية بالآلاف لجنود الاحتياط الذين دفعت بهم الى الحدود مع لبنان.
ولكن، لا يبدو "حزب الله" في وارد فتح جبهة في الجنوب لاسباب عدة اهمها قراءته الخاصة للاحداث والتطورات السياسية البارزة، ومنها:
- لو كان الحزب في وارد فتح جبهة جديدة لكان رده "الانتقامي" لمقتل عماد مغنيه سبباً كافياً لقيامه بعملية ما تؤدي الى نشوب حرب جديدة على لبنان فتحصل المواجهة بكل انعكاساتها.
- يدرك الحزب جيداً ان اي "هفوة" يقوم بها بهذا الحجم ستجعله محط الانظار والاستهداف المركز من قبل جهات محلية وعربية تترصده، كما انه سيحرج الحلفاء في الداخل والخارج فيخسر اوراقه الداخلية ويفقد اي مبرر لبحث الاستراتيجية الدفاعية التي لا يزال يملك كل اوراقها في يده، ويصبح من الصعب عليه اقامة تحالفات جديدة تتمتع بنفس القوة والحجم. والابرز ان مثل هذه الجبهة ستضعه في مواجهة مع الجيش اللبناني، وهو امر لا يرغب الحزب في حصوله لان تداعياته الداخلية اكبر بكثير مما هو متوقع، علماً ان قيادة الجيش ورئيس الجمهورية يشددان بشكل شبه يومي على احترام لبنان للقرار 1701 ووجوب تنفيذه.
- ان الحزب مقتنع بوجود فرصة كبيرة لفوزه والحلفاء في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو لن يدع هذه الفرصة تفوته لانه قد لا يحصل على غيرها، وكانت اولى مطالبه منذ نحو سنة ونصف قبل اتفاق الدوحة، وليس بوارد التفريط بها حالياً.
- لا يحتاج الحزب الى "انقاذ" حركة "حماس" لانه يراهن على نجاحها في قطاع غزة، وهو امر بدأ يظهر عملياً من خلال اعلان اسرائيل عدم نيتها احتلال القطاع، اضافة الى الخسائر التي قد تسببها هذه الخطوة، ناهيك ع نالضغط الدولي والمحلي والاقليمي الجاري للوصول الى تسوية او وقف لاطلاق النار يجب ان يرضى عنه الطرفان، وبالتالي لم تصل "حماس" بعد الى نقطة الخطر او احتمال الزوال لكي يقلق "حزب الله" من انه سيكون المستهدف التالي في هذه "اللعبة" الدولية.
- ان فتح اي جبهة اخرى، يدعّم الموقف الاسرائيلي الداخلي ويجعله اكثر قوة ويعزز ذرائعه وينسي الجميع احداث غزة التي تتفاعل بشكل لم يسبق له مثيل في الشارع العربي والدولي، كما يقوي الانظمة العربية التي بدأت تشعر بالخطر وتتعرض للانتقاد العلني بشكل غير مسبوق، فيكون بذلك قد اضعف موقفه وعزز موقف اسرائيل وبعض الانظمة العربية التي تعارض المقاومة في المنطقة. وقد قرأ الحزب جيداً الرسالة التي بعث بها رئي سالحكومة الاسرائيلية المستقيلة ايهود اولمرت بالامس من انه لا يبغي فتح اي جبهة جديدة، وهي رسالة هدفت في الوقت نفسه الى ممارسة الدول الضغط على اي طرف آخر كي لا يبادر الى فتح جبهة عسكرية ثانية، وتضمن في الوقت نفسه اظهار اولمرت واسرائيل على انهما ضحية في حال حصول العكس.
- ان الضغط الشعبي الذي يمارسه "حزب الله" حالياً لمساندة اهل غزة وحركة "حماس" فيها، بدأ يؤتي ثماره وليس الحزب بوارد التفريط بهذا النجاح الذي اعاد اليه بريقه عربياً بعد الحملات التي تعرض اليها عام 2006 والتي صوّرته على انه ساهم في تهديم لبنان وتشريد عائلاته وقتل اهله.
ازاء كل ذلك، ولاسباب اخرى ايضاً، لا يبدو "حزب الله" في وارد فتح جبهة جديدة، الا ان ذلك لا يعني عدم بقائه على اهبة الاستعداد وفي حال جهوزية، وانعقاد دائم لقيادة اركان الحزب لمتابعة التطورات اولاً بأول واتخاذ الخطوات اللازمة في مواجهتها، وانتظاره في المقابل اي هفوة اسرائيلية تصب في مصلحته.

 

Script executed in 0.19150304794312