تختزن مزرعة الخريبة عند الأطراف الغربيّة لمنطقة العرقوب، قطعاً قيّمة من الآثار الرومانيّة التي نجت، في ما يبدو، من السرقة الإسرائيلية المنظّمة في العام 1978 عندما بدأت ورش فنيّة، أمضت حوالي الأسبوع، في التنقيب عن آثار هذه المزرعة، مستعينةً بخبراء آثار، اكتشفت خلالها ما سمي بكنوز أثرية، تم نقلها لاحقاً إلى داخل فلسطين المحتلة.
الآثار الجديدة، اكتشفت في أعقاب قيام جرافة بأعمال حفر وتسوية أرض في المزرعة بهدف إقامة مشروع زراعي، عندما بدأت تظهر جدران دعم وأساسات أبنية من حجارة ضخمة وأعمدة. ووجدت منحوتات وأجران حجريّة متعدّدة الأحجام والأشكال، بلغ طول بعضها حدود المتر ونصف المتر وسماكتها حوالي النصف متر، إلى جانب منحوتات بعضها على شكل دائري بقطر يتجاوز المتر، وأخرى مستطيلة أو مربّعة بأضلاع مختلفة الطول والعرض، كما وجدت أيضاً بقايا معصرة عنب محفورة في تل صخري.
عددٌ من مالكي المزرعة، أشاروا إلى أنَّها تعرّضت، في العام 1978، إلى التدمير من قبل جيش العدو الإسرائيلي، عندما أتت جرّافاته على كافة المنازل، ومبنى الكنيسة القديمة، وتبع التدمير قيام عدّة ورش إسرائيليّة مزودة بأجهزة ومعدات إلكترونية بالبحث عن الآثار والمعادن، وبإشراف فرق هندسيّة وخبراء آثار، كانت في حوزتهم بعض الخرائط.
الفريق أمضى عدّة أيام في الحفر الذي شمل المزرعة بالكامل، في حين ركّز التنقيب، خصوصاً، في نقطة الكنيسة ومحيطها، ووجدت في أعقابها آثار كثيرة قيّمة، بينها نواويس وأجران وفخاريات وتماثيل، هُرّبت إلى داخل فلسطين المحتلة عبر مروحيات وشاحنات كانت تسلك طريق الخريبة ـ الماري ـ العباسية، ومنها إلى شمال فلسطين.
وتشير المعلومات المتوفّرة لدى أهالي المزرعة، إلى أنَّ ما سرقه جيش العدو من آثار هذه المزرعة، كان كنزاً نادراً وثميناً، مطالبين الجهات المعنيّة في الدولة اللبنانية بالعمل بشكل جدّي لاستعادة المسروقات.
طارق ابو حمدان
السفير بتاريخ 2016-02-20 على الصفحة رقم 16 – الأخيرة
