في مثل هذه الأيام من العام 2015، كانت طفولة التوأم نبيه وحسن بزيع تشبه الربيع بوروده وزهوه، لكن ربيع ال2016 أصبح مختلفا ، وحوّل حلم الطفلين اللذين جاءا إلى الحياة في وقت واحد قبل 14 عاما الى كابوس ينغص يومياتهما بعدما باتت الاوجاع ترافقهما كظلهما صبح مساء.
نبيه وحسن، طفلان من بلدة زبقين ، كانا مع خمسة آخرين من اقرانهما، يقضيان يوما ربيعيا في آذار الماضي، في منطقة خلابة تسمى "الدلافة"في وادي زبقين ، وفي طريق عودتهم داس احدهم على قنبلة عنقودية من مخلفات عدوان تموز 2006 الذي زرع المنطقة بآلاف القنابل العنقودية ،فاصابت الفتيان جميعهم بجراح مختلفة، كان ابلغها اصابة الفتى نبيه، الذي بقي معلقا فترة طويلة بين الحياة والموت.
منذ ذلك التاريخ يتنقل نبيه وحسن من مشفى الى آخر لاستكمال العلاج، لاسيما العلاج الفيزيائي، الذي يخضعان له في مجمع نبيه بري لرعاية المعوقين في الصرفند، حيث يتكفل الوالد الذي يعتمد على زراعة التبغ في تحصيل لقمة العيش، في نقلهما أكثر من ثلاثة أيام أسبوعيا لتلقي العلاج .
وعلى الرغم من قساوة الإصابة وندوبها الموزعة في انحاء جسد كل منهما، يقاوم نبيه وحسن على طريقتهما، فيثابران على الدراسة على قدر استطاعتهما، بعدما خطفت هذه القنبلة احلامهما الى حد كبير. في المقابل هما يتحسران على ابواب فصل الربيع، إذ لم يتمكنا من قضاء اوقات ممتعة في الاماكن التي كانا يحبانها، ولاسيما منطقة الدلافة .
يسلم الوالد محمد بزيع بالقدر الذي تسلل الى فلذتي كبده التوأم .
يقول إن 27 آذار 2015 كان يوما مشؤوما ، وحوّل حياتنا الى معاناة يومية لكل أفراد العائلة، خصوصا ولدي التوأم نبيه وحسن، اللذين يعيشان أوجاعا ترافقهما في كل لحظة.يضيف: "لم تسأل أي جمعية أو مؤسسة معنية بالإصابات الناجمة عن القنابل العنقودية،باستثناء مجلس الجنوب الذي قدم العون المادي تعويضا عن اصابتهما،متمنيا تقديم العون لان فترة علاج ابنيه طويلة جدا".
وناشد بزيع كل المعنيين العمل على التخلص من القنابل العنقودية التي ما تزال تنتشر في ضواحي البلدة وبين المنازل السكنية، على أبواب فصل الربيع الذي يشكل مساحة لابناء البلدة للعمل في الحقول والتنزه في آن واحد".
حسين سعد -السفير
http://assafir.com/Article/478296