أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الجيش و»الطوارئ« يكثفان دورياتهما ومواقع جديدة للفرنسيين

الجمعة 09 كانون الثاني , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,834 زائر

الجيش و»الطوارئ« يكثفان دورياتهما ومواقع جديدة للفرنسيين

لكن توقيت إطلاق الصاروخين اللذين سقطا في مستوطنة نهاريا الساحلية في شمال فلسطين المحتلة، بالتزامن مع المجازر المرتكبة في غزة، كانا كافيين لقلب الأمور رأساً على عقب ولو لساعات، على امتداد مدن وقرى وبلدات الجنوب، خصوصاً جنوب نهر الليطاني.
وأعاد هذا الحدث إلى اذهان المواطنين والمراقبين والصحافيين القادمين الى المنطقة، بعضاً من مشاهد اليوم الاول لعدوان تموز، الذي اعقب اسر الجنديين الاسرائيليين في عيتا الشعب في الثاني عشر من تموز العام ،٢٠٠٦ رافعاً وتيرة التحركات والاتصالات السياسية والأمنية التي كانت محورها قيادة قوات »اليونيفيل« في الجنوب.
وفي التفاصيل، ان صاروخي »كاتيوشا« كانا موضوعين على منصتين خشبيتين، تم اطلاقهما عند السابعة والنصف صباحا من احد كروم الزيتون، على بعد اقل من ثلاثمئة متر من احد المنازل في خراج قرية طيرحرفا، احدثا دويا هائلا في ارجاء البلدة ومحيطها، وأثارا أجواء من الرعب في صفوف الاهالي وتلامذة المدارس، الذين كانوا يتوافدون تباعاً الى مدرسة طيرحرفا الرسمية وغيرها من مدارس المنطقة، ما أدى إلى عودة التلامذة الى منازلهم؛ ولاحقاً الى نزوح اعداد كبيرة مع عائلاتهم باتجاه مدينة صور والبلدات المجاورة، التي شهدت فيها العديد من المدارس اقفالاً في اعقاب تنسيق مديريها عملية الإقفال مع دائرة التربية في الجنوب.
وما عزز الخوف بين المواطنين الرد السريع لقوات الاحتلال الاسرائيلي على منطقة إطلاق الصاروخين، التي جرى استهدافها بست قذائف مدفعية من العيار الثقيل. وهي المرة الأولى التي ترد فيها اسرائيل على مصادر النار في تلك المنطقة، منذ صدور القرار الدولي ١٧٠١ الذي أعقب عدوان تموز في الرابع عشر من آب .٢٠٠٦
وفور اطلاق الصاروخين والرد الاسرائيلي، هرعت الى المنطقة قوات مؤللة من القوة الايطالية العاملة في اطار »اليونيفيل« بمساندة الجيش اللبناني، اللذين توليا التفتيش والبحث لأكثر من ساعتين عن »أثر« الصاروخين، اللذين عثر على المنصتين الخشبيتين اللتين استخدمتا في عملية اطلاقهما. كما كثفت القوات الدولية دورياتها المؤللة في منطقة طيرحرفا، وعلى طول »الخط الازرق« الفاصل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية. فيما كثف اللواء السادس في الجيش اللبناني دورياته وعمليات التفتيش على حواجزه المنتشرة على طول المنطقة الساحلية جنوب مدينة صور.
وتفقد قائد الطوارئ الجنرال كلاوديو غراتسيانو في وقت لاحق، خراج طير حرفا، يرافقه قائد القطاع الغربي في هذه القوات الجنرال فلافيو، وأجريا كشفا على مكان سقوط القذائف الاسرائيلية، كما تفقد المنطقة عدد من ضباط الجيش اللبناني.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني من جهتها، في بيان اصدرته مديرية التوجيه، ان جهة مجهولة اطلقت عدداً من الصواريخ في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتزامن مع ذلك، سقط داخل الاراضي اللبنانية شمال بلدة الناقورة عدد قذائف المدفعية مصدرها العدو الاسرائيلي، من دون وقوع إصابات. وان وحدات الجيش بالتعاون مع قوات الامم المتحدة المؤقتة العاملة في الجنوب اللبناني، اتخذت التدابير اللازمة لحماية الأهالي وضبط الوضع منعاً للاستغلال والعبث بأمن البلاد.
وأشار مراسل »السفير« في بنت جبيل علي الصغير، الى ان الجنوبيين عاشوا ساعات ثقيلة مع انتشار خبر إطلاق الصواريخ، فسيطر جو من الحذر والترقب على الشارع الجنوبي، وان تفاوت بين بلدة وأخرى، على الرغم من أن هذه الخضة الأمنية كانت محسوبة لدى كثيرين، نتيجة ما يحصل في غزة.
وشهدت محطات تعبئة الوقود في بنت جبيل زحمة كبيرة مع انتشار الخبر، الذي ترافق مع انتشار شائعات عن غارات إسرائيلية وتحليق للطائرات الحربية على علو منخفض. وطلبت ادارات المدارس من الطلاب العودة إلى بيوتهم حتى استتباب الاوضاع الامنية.
تعزيز الانتشار
وحوّل اطلاق صواريخ »الكاتيوشا« لون التأهب لدى قوات الطوارىء الدولية الى »اللون البرتقالي«، الاقرب الى »اللون الاحمر«، حيث انتشرت ارتال من الآليات الدولية على طول خط الحدود، وجرى تسيير دوريات مؤللة داخل القرى وبالقرب من الشريط الحدودي، في حين أقام الجيش اللبناني نقاط تفتيش في المنطقة، وسط حالة تأهب عالية عكستها طبيعة الانتشار العسكري على الأرض واعتمار الخوذ والدروع التي لم تفارق الجنود الدوليين.
واستحدثت قوات »اليونيفيل«، خصوصاً القوة الفرنسية، مواقع مراقبة اضافية معززة بآليات ومدافع ميدان محمولة، إحداها في »تلة بالعويد« في بلدة برعشيت، وامكن مشاهدة حوالى عشر آليات فيها، وكذلك في منطقة »السروات« الواقعة على »الخط الأزرق« بين بلدتي مارون الراس ويارون، والنقطة الثالثة في وادي عين ابل، ونقطة رابعة في منطقة الطراطير، بين حانين والطيري.
كذلك شهد المقلب الآخر من الحدود داخل فلسطين المحتلة، حيث زادت حركة الدوريات الاسرائيلية. وشوهدت آليات ثقيلة تتحرك على طول خط الحدود، وهي من المرات النادرة التي يستعمل فيها الجيش الإسرائيلي المدرعات الثقيلة في دورياته الحدودية. كما حلقت طائرات إسرائيلية عمودية »أباتشي« على طول خط الجبهة، لكنها لم تخرق »الخط الأزرق«.

Script executed in 0.17440795898438