أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أمراض جديدة تهدّد صنوبر حاصبيا ومرجعيون

الثلاثاء 15 آذار , 2016 08:23 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 10,843 زائر

أمراض جديدة تهدّد صنوبر حاصبيا ومرجعيون

بالإضافة الى دودة الصندل التي تجتاح أحراج صنوبر منطقتي حاصبيا ومرجعيون، ظهرت أمراض أخرى خطرة تهدّد هذه الثروة الحرجية باليباس والزوال، في ظل غياب المعالجة الجدية للجهات المعنية المسؤولة والجمعيات البيئية والزراعية المختصة، التي تخلّت عن مهامها تاركة المزارع وحيداً، يواجه هذه الآفة المستعصية، بإمكانياته المحدودة وبوسائل بدائية غير مجدية.
يتحدّث مزارعو الصنوبر، عن مرض غير معروف بالنسبة لهم، يبدأ أولاً بضرب البراعم الصغيرة للشجرة، وبعد أسابيع قليلة يتحول ذبولاً في الورق ومن ثم يباساً بالأغصان انطلاقاً من اعلى الى اسفل، ليترافق مع ديدان صغيرة وبكثافة تنقر الجذوع على شكل ثقوب متقاربة، تكون كافية لتلف كلّي للشجرة خلال بضعة أشهر، هذا المرض أدى حتى الآن الى يباس عشرات الأشجار، في مختلف أحراج صنوبر القرى الحدودية. أحراج الصنوبر في هذه المنطقة، منتشرة في مساحة يتجاوز طولها الـ 30 الى 40 كلم وبعرض يتراوح بين 2 و3 كلم، تمتدّ من مرتفعات بلدة الكفير شرقاً وحتى كفرحمام وابل السقي غرباً، مروراً بقرى ميمس، عين ثنتا، الخلوات، شويا، عين قنيا، حاصبيا، الفرديس، راشيا الفخار. يصل عدد أشجارها الى حدود الـ 100000 شجرة، موزعة ملكيتها بين الأهالي والبلديات ووزارة الزراعة، ويعتاش منها ما نسبته 15 الى 20% من السكان. هذه الثروة الحرجية الخضراء على مدار السنة، تميز مرتفعات وأودية قرى المنطقة، وتشكل إغناء للبيئة وجمالاً لطبيعتها، اضافة الى كونها مصدراً مادياً لصناديق العديد من البلديات، التي تضمن إنتاجها السنوي من كروز وبقايا حطب التشحيل، الى تجار المنطقة عبر مناقصات قانونية تشرف عليها الجهات المعنية، بحيث تجاوز ثمن كلغ الصنوبر هذا العام الـ 50 الى 60 دولاراً اميركياً، ناهيك عن مئات العائلات المستفيدة من إنتاجه، ومن اوراقه التي تستغل في نار خبز الصاج.


العاملون في هذا القطاع الزراعي الهام، حذروا من هلاك حتمي لهذه الثروة الحرجية، إذا لم تسارع الجهات المعنية خاصة وزارتي الزراعة والبيئة والجمعيات الزراعية، في التصدّي للأمراض التي تضربه، عبر مكافحة واسعة وشاملة، تؤدي الغاية المرجوة منها وقبل فوات الأوان، علماً أن الأمراض والحشرات، سريعة الفتك بالأشجار، والتي يرتفع عددها بوتيرة تصاعدية لتتجاوز نسبتها خلال اقل من عام الـ 25 الى 35%.
ويشير طلعة علود الى «ان دودة الصندل وامراضاً اخرى غير معروفة، قضت على أعداد كبيرة من اشجار الصنوبر البري، وانتقلت بسرعة الى الصنوبر الجوي. وأن أعشاش هذه الدودة بدت بكثافة في الأشجار، انها بيضاء تلمع تحت اشعة الشمس وسط أغصان يبست وبنسبة عالية، لقد تجاوز المرض في الصنوبر كل حدود هذا العام. بعض المزارعين لجأوا الى اساليب خاصة بهم للمكافحة، ومنها اطلاق النار من اسلحة الصيد على اعشاش حشرة الصندل، انها طريقة ناجعة نوعاً ما لكنها مكلفة وتلزمها موافقة من وزارة الزراعة والجهات المعنية الأمنية، كذلك عملنا على قطع الأغصان التي تحمل الحشرة وعمدنا إلى إحراقها، وهنا كان خطر على صحتنا حيث شعرنا بنوع من الحساسية إضافة الى حساسية في عيوننا».
مسؤول مكتب الزراعة في حاصبيا اسماعيل امين، اشار الى «قيام عناصر من المكتب بجولات عدة كشف على الأحراج المصابة، ليتبين أن اكثر الأضرار ضرب أحراج الصنوبر البرية، وان المرض بدأ يطال منذ فترة الصنوبر الجوي، وتقدّم المكتب بتقرير مفصل الى وزارة الزراعة، والتي أرسلت كمية من ادوية المكافحة لدودة الصندل، عبر مصلحة الزراعة في النبطية، وبدأنا بتوزيع الأدوية على المزارعين. كذلك نحن على استعداد لتسليم البلديات الكمية المطلوبة على ان تقوم بدورها في مكافحة المرض، عبر رش المبيدات على نفقتها الخاصة في نطاق عملها».
جهات بيئية في المنطقة الحدودية، اعتبرت ان المكافحة التقليدية لهذا المرض، وعبر استعمال مضخة الرش غير مجدية، إلا بنسبة محدودة، لأنها لا تطال أعلى الشجرة التي يزيد ارتفاعها عن الـ 15 متراً، ولنجاعة العملية فمن الضروري لمكافحة هذه الحشرة، عبر استعمال المضخات الكبيرة، والاستعانة بالطوافات التابعة لليونفيل، في عملية رش المبيدات وإلا تبقى المكافحة ناقصة.
طارق أبو حمدان
السفير بتاريخ 2016-03-15 على الصفحة رقم 8 – بيئة
http://assafir.com/Article/481324

Script executed in 0.2418200969696