بنت جبيل.اورغ
حزينةٌ مساجد بنت جبيل، تفتقد رجلاً طيّب الملامح، حميد الخصال، مقرون اسمه بالأبطال، إنه الحاج محمد مهدي أيوب. فلأول مرة دنا وقت الصلاة، و لم يحضر المسجد بعد، لم يُسمع المصلين صوت أذانه، لم يغدق أرجاء المساجد بخدمته و حنانه. رحل الحاج محمد ايوب تاركاً هالة شوقٍ لطيبه. و هو الذي لم يفارق بنت جبيل في سلمها و حربها. فقد عزم أن لا يغادرها طيلة 33 يوماً من العدوان الإسرائيلي في 2006، تنقّل تحت القصف، و بين الدمار. شجاعٌ، لا يعنيه حصار...بيده اختار أن يصمد، كالشجر المتجذّر في الأرض، ليروي بنت جبيل من نزف جراحه.
انتقل الحاج محمد مهدي أيوب (أبو قاسم) إلى رحمته تعالى، رحل راضياً مرضيّاً، تاركاً ذِكراه في محاريب الصلاة... في بيوت الله التي آثر خدمتها حتى الرمق الأخير، فإنا لله و إنا إليه راجعون.