في غابر الأيام
كنا كومةً ..
مِن ْ مُفرداتٍ عاقراتٍ ..
كان َ حاكمها هُبلْ
ولألف عامٍ ظلَّ يحكُمنا ..!
ويحرسهُ ..
مِنَ الفجرِ
الطغاةْ
لم يكنْ يوماً ليُتْعِِبَنا
هذا الهوانُ
وقد جَفّتْ ينابيعُ الهُدى فينا
وكنا أوَّلَ القتلة
جُناةٌ ضَّلَّ سادتُهم
وكانَ السَبي غايتَهم
فكم من طفلةٍ وأدوا
وكم لخرابِهم سَجدوا
قبائِلُنا ..
بطونٌ ما لها ظَهرُ
وأفخاذٌ مَشََتْ بحصادِها الدامي
يقودُ سرابَها قَفْرُ
مقطّعةٌ عشائرُنا
فوق حِرابِ مَنْ جَهروا
بأنَّ اللآتَ سيِِّدُهم
وأن َّ حياتَهم عَبَثٌ
لا فَنٌ يُروِّضهم ..
ولا فكرُ
قبائلُنا ..
أتتْ في غفلة التاريخِ
أقعدَها ..
صبابةُ حُضنِ جاريةٍ
وكأسٌ ..
مِلئها خمرُ
قبائلُنا ..
أضاعتْ عُمرَها لهواً
ومرَّتْ حيثُ مرَّ الفرسُ
والإغريقُ
والرومانُ ..
اخترقوا جدار الموتِ
وانتصبوا لوجه الشمسِ ..
وانتسبوا إلى الأزل
وما زالت قبائِلنا
لهذا اليومَ
تسترخي بلا خجلٍ
وتغزو الوهمَ
بالدَّجَل