تتعرّض محمية إبل السقي الطبيعية، لهجمة غير مسبوقة من دودة الصندل، التي باتت تهدّد وبقوة أشجار الصنوبر، وبنسبة مرتفعة. هذه الثروة الحرجية المنتصبة فوق مرتفع، يُطلّ من أعلى على وادي الحاصباني، هذه المحمية والتي تحوي أكبر كمية من الصنوبر في المنطقة الحدودية، باتت في دائرة خطر هذا المرض، الذي قضى بسرعة على نسبة كبيرة من أشجارها، خلال فترة قصيرة، دون أن تحرك الجهات المعنية، في وزارتي الزراعة والبيئة والبلديات، أي ساكن لمكافحة عاجلة لإنقاذها... بعدما تبين أن هذه الدودة، تقضي على شجرة في غضون حوالي أسبوعين.
ضربت دودة الصندل حتى الآن أعداداً كبيرة من أشجار صنوبر المحمية، وصلت الى حدود الـ 20 الى 23%. تبدّل لونها من الأخضر الغامق إلى البنّي المحروق، وتتكاثر فوق أغصانها، بيوت من خيطان، نسجتها حشرات الصندل، التي تتغذّى من أغصانها الخضراء، وتبني أعشاشاً فيها للتناسل.
سرعة انتقال هذه الدودة من شجرة إلى أخرى، تجاوزت كل الحدود، كما يقول عضو بلدية سابق في إبل المواطن فادي غبار. «لقد تفاجأنا بسرعة وكثافة أعشاش الدودة، التي تتكاثر داخل شرانق تتدلّى من الأغصان. إنه منظر بات مخيفاً، خاصة بعدما تجاوز خطر الصندل، حدود المحمية الى المنازل المحاذية، بحيث تعرّض العديد من سكانها لنوع من الحساسية، طالت أجسادهم وعيونهم، وبعضهم قصد أطباء العيون والحساسية للعلاج بعدما تفاقم وضعهم الصحي، والخوف من ارتفاع الإصابات بالمواطنين، والذين يقصدون المحمية لقضاء أيام العطل في ربوعها».
مبادرات محلية
يشير غبار إلى أن أية جهة مسؤولة، لم تقُم بمبادرة حتى الآن، لوقف الخطر الذي تتعرّض له المحمية، فكان أن أخذ العديد من مواطني البلدة المبادرة، فعمدوا الى قطع الأشجار الأكثر عرضة للمرض وعملوا على حرقها، تحسباً من انتقال العدوى الى باقي الأشجار، إلا أن هذه المبادرة غير كافية، فالحاجة الى رشّ المحمية بالمبيدات أمر ضروري ومستعجل قبل فوات الأوان.
حجم المأساة البيئية التي تتعرّض لها المحمية، كما يشير العديد من ابناء ابل السقي باتت واضحة وبشكل لافت. دودة الصندل تسرح وتمرح بحرّية على جذوع الشجر بخيطانها التي تبني فيها أعشاشاً تصبح قاسية لدرجة يصعب نزعها او حرقها محوّلة معظم الأشجار الى يباس كلّي، بحيث بات هذا الحرج مهدّداً بالزوال اذا لم تعالج المشكلة قبل فوات الأوان، لتخسر البلدة والمنطقة ثروة طبيعية هامة خصوصاً، وان هذه المحمية تعتبر الممر العالمي الثالث للطيور المهاجرة.
طارق أبو حمدان
السفير بتاريخ 2016-03-29 على الصفحة رقم 6 – بيئة
http://assafir.com/Article/483898