ابراهيم درويش
عندما تصبح المصالح الضيقة للانسان هي المتحكم الاساس في التعاطي مع الشأن العام، نكون امام خطر حقيقي، لما يمكن للعقل البشري أن ينسجه في سبيل تحقيق اهدافه التي يعتبرها اولوية حتى لو كانت على حساب المصلحة العامة.
مدرسة جرجوع الرسمية القائمة في بلدة جرجوع جنوب لبنان في خطر...
ليس ما يهدد المدرسة الاوضاع الامنية، ولا خطر بنيوي، بل اهل تلميذ، يحاولون ان يفرضوا على المدرسة، منهجاً في التعاطي مع الطلاب يرونه هم مناسباً...
في منتصف الاسبوع حصل تدافع بين طالبين في المدرسة، أدى الى اصابة طالب ثالث بعد ارتطام يده بالحائط ارتطاماً بسيطاً.
اهل الطالب لم يتقبلوا الموضوع، بل توجه احد افرادهم بعد الظهر بحثاً عن منزل المعلّمة التي تم اتهامها بضرب الطالب، ثم تقدموا بشكوى ضد المدرسة لدى القوى الامنية.
تحقيق القوى الامنية وبحسب ما علم "ليبانون فايلز" جاء واضحاً حول ان الاصابة التي تعرض لها الطالب هي بسطية، وهي بخلاف ما يدعي الاهل انها اصابة كسر في اليد، كما اظهرت التحقيقات ان ليس هناك اي صحة للكلام المنسوب حول قيام اي من المعلمات في المدرسة بضرب الطالب.
ادارة المدرسة قامت بدورها برفع دعوى ضد ممارسات اهل الطالب لا سيما بعد ان قامت احدى اقارب الطالب بالدخول الى المدرسة والتهديد باغلاق المدرسة، وعندما قالت لها احدى المعلمات " عم تتجني علينا"، اجابتها "وبتجنى على ربك ".
ممارسات اهل الطالب لم تتوقف هنا بل هم لا يوفرون سبيلاً لتشويه صورة المدرسة بشتى الوسائل والشائعات والضغوط، في وقت سلكت فيه المدرسة المنحى التربوي وتتابع الموضوع في السياق المؤسساتي.
تاريخ المدرسة وحاضرها ناصعا البياض، فهي اقوى مدارس المنطقة وتحتضن 360 طالباً من القرى المجاورة الذين يتهافتون الى حجز اماكن لاولادهم على مقاعد المدرسة ، كما ان نسبة النجاح في المدرسة هو مئة في المئة، ومشهود لها في الشق التربوي الاكاديمي، ولم يصدف يوماً أن واجه احد مشكلة مع الكادر التعيلمي او الاداري الموجود، فضلاً عن تعاون المدرسة مع كافة الجمعيات في المنطقة لاقامة النشاطات التربوية والترفيهية التي تصب في خانة مصلحة الطلاب.
انما الخوف من الشائعة التي عادة تسري كالنار في الهشيم لا سيما ان تضمنت مواداً دسمة تجذب القارئ، وتعطل ميزان القياس المنطقي.
اهالي الطلاب والمنطقة يحضرون لوقفات احتجاجية دعماً للمدرسة، فهم يدركون انها منارة في العلم، ويرفضون ان يمس بها اي مغرض لاهداف خاصة، فيشوه صورتها ونجاحاتها.
المصدر / ليبانون فايلز