أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صواريخ الهبارية: لا معطيات تؤكد سقوط أي منها في فلسطين المحتلة

الخميس 15 كانون الثاني , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,646 زائر

صواريخ الهبارية: لا معطيات تؤكد سقوط أي منها في فلسطين المحتلة
فان المعلومات والدلائل التي توافرت للأجهزة الأمنية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية، لم تؤكد سقوط أية صواريخ من الأراضي اللبنانية في الجانب الاسرائيلي، الأمر الذي طرح علامات استفهام حول سبب اصرار الاسرائيليين على تضخيم الأمر بالترافق مع تهديدات عبر الهاتف شملت عشرات آلاف اللبنانيين في منازلهم وفيها يحمل الجيش الاسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية سقوط أية صواريخ في المنطقة الشمالية، سواء أكانت »القاعدة« وراءها أم »حزب الله«؟
ووفق المعلومات التي استقتها »السفير« من الأجهزة الأمنية اللبنانية و»اليونيفيل«، تم التأكد من انطلاق صاروخي »غراد« من الهبارية في قضاء حاصبيا، ولكنهما سقطا في خراج ابل السقي والماري الى الجانب اللبناني من الحدود، وقد أثبت ذلك العثور على منصتين خاويتين فقط، فيما تم العثور على ثلاثة صواريخ أخرى معدة للإطلاق باتجاه إسرائيل، بينها صاروخان تم تفخيخهما وقد عملت وحدة هندسية في الجيش اللبناني على تعطيل الصواريخ الثلاثة حسب بيان »الطوارئ«، وذلك في المكان الذي وضعوا فيه، أي بالقرب من مدرسة ألإيمان في الهبارية ـ العرقوب في قضاء حاصبيا، وذلك على مسافة أمتار قليلة من موقع منصتي الصاروخين اللذين أطلقا.
وأشارت قوات »اليونيفيل« في بيان لها أنه »خلال عمليات بحث في محيط منطقة الهبارية، اكتشفت دورية مشتركة بين اليونيفيل والجيش اللبناني ثلاثة صواريخ معدة للاطلاق تم تعطيلها على الفور. وتتابع اليونيفيل مع الجيش اللبناني نشر الدوريات المكثفة وعمليات البحث في المنطقة«.
وكان لافتا للانتباه، أن الجيش الاسرائيلي تحدث عن سقوط ثلاثة صواريخ ولكنه قال انه لم يتمكن من تحديد مكانها (...) ولذلك لم يوزع أية صور لمكان سقوط الصواريخ ولم يسمح لقوات »اليونيفيل« باجراء تصوير وتحقيق ميداني في المنطقة التي قال الاسرائيليون انهم سجلوا فيها سقوط الصواريخ، كما توافرت معلومات لـ»اليونيفيل« أن الرادارات الاسرائيلية لم ترصد سوى اطلاق صاروخين هما على الأرجح اللذان سقطا في الجانب اللبناني، علما أن المدفعية ألإسرائيلية قصفت محيط الهبارية، حلتا، الماري، عين عرب، وطى الخيام وسقي إبل، بـ١٧ قذيفة مدفعية، في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على علوٍ متوسط، فوق منطقة العرقوب ومزارع شبعا المحتلة.
وفيما اعلنت حال استعداد قصوى في الجانب الاسرائيلي، لوحظ أن الدوريات المؤللة ابتعدت من السياج الفاصل الى طرق خلفية، وباتت وتيرة تحركاتها أكثر سرعة. كذلك احتشدت عربات مدرعة اضافية خلف المواقع العسكرية القريبة من الخط الازرق، إضافة الى نشر عناصر مراقبة بواسطة مناظير، داخل سيارات جيب عسكرية، وابتعد المستوطنون بدورهم ولم يظهروا في البساتين المحاذية للسياج، وكذلك السيارات المدنية.
وفي المقابل، عززت »اليونيفيل« إجراءاتها الأمنية في المنطقة الحدودية، ونشطت حركة دورياتها المؤللة والراجلة، بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، وبخاصة في النقاط الحدودية والمناطق المتاخمة للخط الأزرق، ورفعت درجة احتياطاتها الأمنية إلى حدود اللون »الأحمر«، بعد الرد الإسرائيلي على قصف الصواريخ. وأرسلت »اليونيفيل« فريقاً ساعد الجيش اللبناني في التحقيق في الحادثة.
وحضر إلى موقع سقوط الصاروخين، في خراج بلدة الماري، الأجهزة الأمنية المختصة، وقائد موقع عين عرب ـ المجيدية المقدم ناصر أيوب، الذي تفقد نوعية الصاروخين وهما من طراز غراد، أحدهما مذنب وعليه كتابة ،٧٠ وأحدثا حفرة بسيطة في المجرى المائي الشتوي الناضب حيث قصر مداهما.
بو زيان
وأصدرت المتحدثة الرسمية باسم »اليونيفيل« ياسمينا بو زيان بياناً جاء فيه، »وفقاً للمعلومات الأولية التي توافرت لـ»اليونيفيل«، أطلقت هذا الصباح، على الأقل، ثلاثة صواريخ من الأراضي اللبنانية إلى داخل إسرائيل، وسقطت في محيط شمال كريات شمونة، في منطقة مكشوفة، ولم تتسبب بأي اضرار أو إصابات، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
رد الجيش الإسرائيلي باطلاق قذيفتين مدفعيتين، ولم تسجل أي إصابات أو أضرار من جرائها«.
وأضاف البيان، »تجري »اليونيفيل« حاليا، بالتعاون مع الجيش، تحقيقا على الارض في المنطقة القريبة من الحدود الشمالية لمنطقة عمليات »اليونيفيل« في القطاع الشرقي من اجل تحديد موقع اطلاق الصواريخ، وحاليا لا يمكننا تأكيد المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ«.
وتابع، »إن قائد قوات »اليونيفيل« الجنرال كلاوديو غراتسيانو على اتصالٍ بقائد الجيش اللبناني وبالجيش الاسرائيلي، وهو يحض على التزام أقصى درجات ضبط النفس ويعمل مع الطرفين، من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية«.
التوجيه
وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الاتي، »صباح اليوم (أمس) اقدمت جهة مجهولة وفي منطقة العرقوب على اطلاق عدة صواريخ باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، بعدها قام العدو الاسرائيلي باطلاق عدة قذائف مدفعية وعلى دفعتين باتجاه المنطقة المذكورة من دون وقوع اصابات، على اثر ذلك عززت قوى الجيش تدابيرها الدفاعية، وقامت بالتعاون مع قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان بتسيير الدوريات للتأكد من سلامة المواطنين وطمأنتهم، كما باشرت باجراء التحقيق اللازم لتحديد هوية الفاعلين وملاحقتهم.
»إن قيادة الجيش اذ تؤكد التزامها الدقيق تنفيذ موجبات القرار ١٧٠١ وعدم السماح لاي كان بالعبث بمسيرة الامن والاستقرار واستخدام الجنوب كمنصة لتوجيه الرسائل والمواقف العبثية التي لا تخدم الا العدو الاسرائيلي، تشير في الوقت عينه الى اقدام هذا العدو على خرق القرار ١٧٠١ والتعدي على لبنان قبل جلاء ملابسات الحادث، ومن دون افساح المجال امام القوات الدولية للقيام بالمهمات المنوطة بها بموجب القرار المذكور«.

Script executed in 0.18330192565918