صور عروس المتوسط ، ومهد الحرف وملتقى الحضارات .. صور المدينة التي علّمت الإنسانية كيف تقاوم الظلم والطغيان ... إنها مدينة الإمام شرف الدين والإمام الصدر ورمز العيش المشترك .. هي الطالعة من رحم الإسطورة التي كتبت تاريخها بأحرف من نور .. هي التي تطمح إلى أن تكون على مستوى التحديات نحو التنمية والتطوير .. فمن هنا يأتي العمل البلدي ويتقدم على كل الأطر ليكون جامعاً لكل التطلعات والطموحات على كافة المستويات الفكرية والثقافية والتربوية والإقتصادية والبيئة والجمالية ليشكل هذا الأمر ركناً أساسياً من أركان تنمية المجتمع المدني المحلي على كافة الأصعدة والميادين.
وإنطلاقاً من إيماننا بأن العمل البلدي هو عمل تكاملي ما بين المجلس البلدي ومؤسسات الرأي والمجتمع المدني والمواطنين على مختلف إتجاهاتهم ، فمن الضرورة مواكبة الحداثة والتطور فيما يتعلق بمختلف جوانب الحياة مع الحفاظ على خصوصية المدينة التاريخية والتراثية والثقافية والبيئية والإجتماعية والتعددية في إطار حضاري . والتأكيد على تكريس منهجية التنمية المستدامة الهادفة للحفاظ على الحقوق والعادات والثقافة تحت عنوان واضح ألا وهو: (أية مدينة نريد).
لذلك يجب أن يكون المجلس البلدي أكثر المؤسسات المدنية إلتصاقاً ومقاربة بهموم المواطن والأشد تحسساً بمعاناته وإحتياجاته اليومية. وعليه، فيجب علينا جميعاً ،أعضاء مجلس بلدي، أن نوظّف كل الكفاءات والمهارات والقدرات في عمليات التخطيط والبرمجة والتنفيذ ضمن الإستراتيجيات التنموية، وذلك بهدف رفع المستوى المعيشي والخدماتي للمواطن وتخفيف الأعباء عن كاهله وتحسين مستوى الأوضاع المعيشيّة على مختلف مستوياتها.
وللنهوض "بصور" إلى مصاف المدن العصرية ، لا بدّ للمجلس البلدي من أن يستحضر الصورة الناصعة لماضيها، ليصنع حاضرها ويخطط لمستقبلها . وهنا من البديهي أن يكون هذا المجلس متناغماً في رؤيته المشتركة ومتعاوناً مع محيطه وبيئته، يملك الرؤيا ويتخذ القرار متسلحاً ببرنامج عصري وآخذاً بعين الإعتبار الإمكانيات المتاحة ولا سيما الأولويات التالية:
1- إستكمال ما بدأته المجالس البلدية السابقة من مشاريع وخطط إنمائية (مشروع الإرث الثقافي ، متابعة تجميل الواجهات البحرية ومحلة البوابة ، تأمين مركز بلدي لائق).
2- تفعيل التواصل مع كافة قطاعات المجتمع المدني (المؤسسات والجمعيات الأهلية ، الأندية الرياضية والثقافية، النقابات، الجمعيات الكشفية والمؤسسات التربوية). والعمل على معالجة المشاكل الإجتماعية والصحية وخاصة لذوي الدخل المحدود.
3- إعتماد الشفافية في الإدارة وفي صرف المال العام . وتشديد الرقابة على متعهدي المشاريع وإلزامهم ببرامج زمنية لتنفيذ الأشغال.
4- تنمية وترسيخ حس العيش المشترك بين أبناء صور كأنموذج وطني تاريخي يحتذى به كمدينة حاضنة للمقاومة على إمتداد تاريخها العريق.
5- حماية مبادئ الآداب العامة والحفاظ عليها ومواجهة المظاهر اللاأخلاقية (وضع نظام وضوابط للدراجات النارية ومصادر الإزعاج ، تفعيل رقابة الشرطة الليلية بمؤازرة القوى الأمنية ، رفع الغطاء السياسي عن المتطاولين على المواطنين).
6- تنشيط الحركة السياحية الهادفة في المدينة من خلال إحياء ودعم مهرجانات صور الدولية، ومراقبة وضبط السلوكيات الخدماتية للمطاعم والمقاهي إن لجهة النوعية أم لجهة الكلفة والبدل. مما يؤدي إلى تعزيز الوضع الإقتصادي للمدينة وخلق فرص عمل إضافية وإستثمارات جديدة.
7- تحقيق أفضل الشروط البيئيّة للمدينة من خلال:
- نظافة المدينة وشواطئها. ومتابعة خطة الفرز من المصدر بالتعاون الكامل مع اللجنة الأهلية للنظافة. والعمل إلى إيجاد حل مستدام لمشكلة النفايات المنزلية الصلبة.
- تنظيم وضع المولدات الكهربائية ومراقبة الشروط البيئيّة ومتابعة عملية تنظيم التمديدات الكهربائية التابعة لها في جميع شوارع وأحياء المدينة. ومتابعة تسعيرة الوزارة للكلفة الشهرية.
- السعي إلى معالجة المياه المبتذلة والصرف الصحي. من خلال المتابعة الحثيثة لدى الجهات المختصة لجهة الإسراع في إنجاز محطة المعالجة لرفع التلوث عن الشاطئ الشمالي للمدينة.
- تفعيل عمل مسلخ صور تقنياً وإدارياً والسعي لتطويره على مختلف المستويات. والمراقبة الصحيّة والبيئية الصارمة لعمليات الذبح والنقل والتخزين وبيع اللحوم.
8- تفعيل الدور النقابي وتنظيم ودعم الحركة المطلبية لكافة الشرائح الإجتماعية والإقتصادية (صيادون ـ تجار ـ موظفون ـ حرفيون) وإيلاء قطاع الصيادين الإهتمام الكامل لجهة سلامتهم العامة ولجهة تطبيق القوانين التي تحمي البيئة البحرية ولقمة عيشهم. وتعزيز دورهم في تنشيط الحركة السياحية البحرية لما تشكله من مصادر دخل إضافية لهم.
9- تنشيط وتعزيز الحركة التجارية من خلال تشجيع الإستثمار والعمل على حل أزمة السير والمواقف المتفاقمة. وهذا من خلال تطبيق وتطوير خطة السير وإستحداث مواقف إضافية وتطبيق نظام الوقوف العابر (عدادات).
10- تنمية ضواحي المدينة على قاعدة التنمية المتوازنة ضمن النطاق البلدي الواحد وبالتعاون مع إتحاد بلديات قضاء صور. على أن يوضع حد لمخالفات البناء المتنامية على مداخل المدينة.
11- إيلاء الشأن الثقافي والتربوي إهتماماً عالياً بالتنسيق مع وزارتي التربية والثقافة. والسعي إلى تفعيل دور الجامعة اللبنانية . بالإضافة إلى إحتضان كل المهارات الفنية والحرفية والموسيقية والإبداعية بشكل عام.
12- العمل مع الجهات المختصة للإسراع في إنجاز المستشفى الحكومي لأهميته العملية والإنسانية.
13- العمل الدؤوب لإنجاز الحديقة العامة في صور لأهميتها البيئية والإجتماعية والترفيهية وتأمين التمويل اللازم. والعمل لزيادة المساحات الخضراء على مساحة المدينة ومداخلها.
أهلنا الكرام: إن هذا البرنامج لا يمكن أن يتحقق بشكله الكامل من دون تعاونكم ومشاركتكم الفاعلة كمواطنين حريصين على المصلحة العامة لمدينتنا . وإن أفضل وجوه التعاون سيكون حتماً من خلال تفاعل مؤسسات المجتمع المدني على إختلاف قطاعاته مع المجلس البلدي . لأن هذا التعاون الذي ننشده سيمثل الوجه الآخر لمجلسنا لجهة التخطيط وإقتراح المشاريع والمراقبة والتوجيه البنّاء . وهذا كله من أجل رفع شأن "صور" لتكون قولاً وفعلاً عروس المتوسط ولؤلؤة الشطآن وسيدة البحار... فدعونا معاً نرفع شعار: "نعم ... ويداً بيد ... كي نستحق صور وتستحقنا".
والله ولي التوفيق
US