أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قرى الشعب: يد الجماعة في مروحين والضهيرة والمستقبل غائب

الخميس 19 أيار , 2016 01:50 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 23,838 زائر

قرى الشعب: يد الجماعة في مروحين والضهيرة والمستقبل غائب

نبحث طويلاً لنجد عابراً يدلّنا على منزل رئيس البلدية في الضهيرة. هدوء العصر وحظر التجوال مبالغ فيهما في البلدة المشرفة على فلسطين المحتلة. البيوت وأهلها قلة. طابعها يشبه مقر البلدية: بيت عتيق وصغير. استحدثت بلدية الضهيرة في دورة الانتخابات البلدية الماضية من تسعة أعضاء، لمؤازرة المختار الأوحد.

في الانتخابات الماضية، توافق الأهالي على أعضاء المجلس البلدي لأن الأمر كان «جديداً». لكن، بعدما «ذاقوا طعم» البلدية، نزل 27 منهم إلى الميدان للتنافس على المقاعد التسعة، مشكلين ثلاث لوائح، يرأس إحداها الرئيس المنتهية ولايته فايز الدرويش، ويرأس الثانية الشيخ ناجي سويد، فيما الثالثة برئاسة المتموّل العائد من أميركا وليد أبو سمرا.
ثلاثة نماذج مختلفة لا تختصر مكوّنات مجتمع الضهيرة فحسب، بل أيضاً جاراتها قرى الشعب السنية الحدودية (قضاء صور): يارين والبستان ومروحين. الدرويش يحاول جذب الناخبين بإنجازاته (تزفيت طرقات وحيطان دعم وتشييد مقر للبلدية وقاعة ومسجد ومحطة وتأمين إسعاف)، فيما تجذب عمامة سويد المحسوب على «الجماعة الإسلامية» البعض لمناصرته في البلدة ذات اللون السنّي الواحد. أما أبو سمرا، فيستفيد من علاقاته وأمواله لجذب البعض الآخر.
الصراع على المقاعد التسعة غير مفهوم في الضهيرة التي يعتبرها البعض «آخر الدني». البعض يفسر ذلك الصخب بأنه «فشة خلق المقيمين لإثبات أنهم موجودون على هذا الكوكب، انتقاماً من تهميشهم وتناسيهم من الآخرين». «هنا بلاد ميتة»، يقول أحد السكان، مشيراً إلى غياب مقومات العيش الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. «حتى إن الأحزاب التي تتصارع على التمثيل السنّي في المناطق ناسيتنا هنا» تقول إحدى المقيمات. «شو بدن فينا، لا ننتخب ولا نشارك في أنشطتهم بسبب بعد المسافة عن المدن». تستذكر كيف تحمّس تيار المستقبل والجماعة لاستقطاب أهالي البلدة بعد التحرير ومع تصاعد الاحتقان المذهبي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن حماستهما سرعان ما خفتت بسبب بعد المسافة، وأيضاً بسبب تعمق رواسب الأحزاب الوطنية واليسارية بين أبناء قرى الشعب.


استحداث مجلس
بلدي للزلوطية من تسعة مقاعد
لـ244 نسمة!

في البلدات التي عاد 15 في المئة من أبنائها للإقامة فيها بعد التحرير، تبدو الدولة أيضاً «شو بدها بهم». في قرى الشعب، هناك مدارس رسمية بعد التحرير، في مقابل مدارس الإيمان في يارين التابعة للجماعة. الطريق الدولية ذات المواصفات العالية من الناقورة إلى كفركلا، والتي تمر بها، أنجزتها الهيئة الإيرانية لإعمار جنوب لبنان بعد عدوان تموز. قطر شيّدت مدرسة في البستان ومقر بلديتي البستان ويارين وحفرت بئرين ارتوازيتين فيهما. الإمارات شيّدت «قاعة الزلوطية». الاتحاد الأوروبي أنشأ معصرة ومركز إرشاد زراعي. في يارين مستوصف تابع للجماعة لا يلبّي الحالات المرضية المستعصية والطارئة، فيما أقرب مستشفى يقع في صور. «مؤسسة الحريري» افتتحت مستوصفاً لعامين فقط. فماذا تفعل البلديات؟. «زفت – حيطان، حيطان – زفت»، يقول مدير مدرسة يارين حسان إسماعيل.
طمعاً بالزفت والحيطان، طالب أبناء الزلوطية باستحداث بلدية خاصة بهم بعد أن كانوا حياً من أحياء يارين، فكان لهم ما أرادوا. ووافق وزير الداخلية والبلديات على طلب استحداث مجلس بلدي للزلوطية من تسعة مقاعد لـ244 نسمة (بينهم 145 ناخباً). عائلاتها الأربع (دياب وأبو دلة والأسعد وإسماعيل) توافقت على تقاسم الأعضاء بالتساوي، على أن تكون الرئاسة مداورة بين أكبرها، إسماعيل ودياب. وتفادياً للحساسيات، اتفق على أن يختار بالقرعة اسم رئيس السنوات الثلاث الأولى. إلا أن المرشحين الأربعة من آل أبو دلة انسحبوا قبيل إقفال باب سحب الترشيحات الاثنين الفائت، ما جعل عدد المرشحين سبعة، أي أقل من عدد مقاعد البلدية. أمس، بادرت أربع سيدات لحل عقدة مقاطعة أبو دلة، فترشحن بعد تمديد المهلة.
بخلاف التنافس القنوع في الزلوطية، تحتدم المعارك الانتخابية في جاراتها الأربع. العائلية و»الوجاهة» تتحكمان في المرشحين، مع تدخل خفي لبعض القوى الحزبية. في مروحين لائحتان يترأس أولاهما رئيس البلدية المنتهية ولايته محمد عبيد المحسوب على حركة أمل والمدعوم من شيخ الجماعة أحمد عبيد، في مقابل لائحة أخرى برئاسة عدنان غنام المحسوب على تيار المستقبل. في كل من البستان ويارين لائحتان تضم كل منها محسوبين على الجماعة والمستقبل وحزب الله وسرايا المقاومة.

آمال خليل - الاخبار 

العدد ٢٨٨٩ الخميس ١٩ أيار ٢٠١٦

 

http://al-akhbar.com/node/258175

 

Script executed in 0.18419098854065