في بعض القرى الجنوبية ومناطق أخرى محافظة، قليلاً ما نشهد ترشح النساء للمجالس البلدية والاختيارية. ولطالما أخذ على الأحزاب النافذة في الجنوب وتلك المناطق، تأليفها لوائح لا تدعم العنصر النسائي. ومع أن هذا الاستحقاق شهد ترشح نساء للمجالس البلدية في مناطق عدّة، إلا أن الجديد في الأمر، ترشح سيدة لمركز المختار.
ولا تزال المرشحة عن المقعد الاختياري في بلدة كفرتبنيت الجنوبية سعاد حسن طباجة، مستمرة في ترشحها على رغم بعض من يتمنى عزوفها عن الترشح. لكن طباجة حسمت قرارها منذ البداية بأن لا تراجع ولا خضوع لأحد، خصوصاً أنها مستقلة في قرارها وتريد الدفاع عن وجهة نظرها.
وتوضح الحاجة أم محمد أن ترشحها نابع من إيمانها بدور المرأة وقدرتها على الإصلاح والمساهمة في تطوير المجتمع.
وتقول: «لا أرى أي مانع لترشحي لمركز المختار، فما الفرق بيني وبين الرجل إلا بالتكوين، لدي عقل ووعي، وأنا قادرة على التعامل مع أي ظرف كان». وتضيف: «لا أفكر في الفوز أو الخسارة، وأتقبل النتيجة بروح رياضية، المهم الخطوة الجريئة في وجه الهيمنة الذكورية والسلطة التي تمارس ضدنا كنساء، كأننا لسنا نصف المجتمع».
ولمست الحاجة أم محمد تشجيعاً من أهل قريتها ودعماً لافتاً خلال جولاتها البسيطة في البلدة، لكنها في الوقت ذاته لاحظت غضباً ذكورياً لدى كثيرين بسبب ترشحها. وتأمل السيدة الخمسينية بأن تكون خطوتها بادرة خير وتشجع كثيرات للإقدام عليها في دورات مقبلة، إن على الصعيدين الاختياري أو البلدي. والحاجة أم محمد أم لثمانية أولاد، وهي ناشطة اجتماعياً، كما ان والدها بقي مختاراً للبلدة نحو 12 سنة في سبعينات القرن العشرين.
«الحياة»