صباح الخير يا غزة
صباح الألم والأمل ِ
صباح الحرية والنصر ِ
ثلاثة أيام، أسبوع، أسبوعان، ثلاثة أسابيع .... والأيام الحمراء للقتل المجنون تتوالى منذ بدء المجزرة كمسلسل اعتيادي يشاهد حلقاته معظم الناس في سهراتهم على شاشات التلفاز ويتابعون أحداثه الدموية المحزنة المفجعة ويذرفون عليها الدموع كما ذرفوا الدموع على مسلسلات أمريكية ومكسيكية وتركية تابعوها ولايزالون يتابعونها اليوم إلى جانب "المسلسل الفلسطيني" الذي ربما أثار دموعهم أكثر من غيره من المسلسلات الأخرى
ذلك المسلسل الدموي أبطاله "القتلة في الجيش الاسرائيلي المجرم" والسيناريو "سعودي- مصري" والتصوير "عربي" وضيوف الشرف هم"المدافعون عن حقوق الانسان" .. وأما الاخراج فهو "طبعاً أمريكي" !
300 شهيد و1000 جريح .. 600 شهيد و3000 جريح .. 1200 شهيد و6000 جريح ..
ولاتزال الأرقام الدموية تتزايد، والاجرام الاسرائيلي لايزال يتصاعد، والتآمر والتخاذل العربي والدولي لايزال صامتاً "كصنم أخرس" .. بل "كشيطان لعين أخرس" !!!
وشهوة القتل والتدمير الاسرائيلية الوحشية لم يسلم منها بيت ولا طفل ولا مدرسة ولا شيخ ولا مسجد ولا مشفى ولا إمرأة .. وحتى الاموات في المقبرة .. كلها أهداف اسرائيلية يومية
فرائحة اللحم المحروق والدماء تثير شهية الصهاينة أكثر وترضي نفوسهم المريضة التي لم يعد فيها "ذرة" من رحمة أو إنسانية
وأطفال فلسطين يصرخون ويستغيثون من وسط أشلائهم وأشلاء أمهاتهم المبعثرة وسط الخراب والدمار:
( أين انتم يا مسلمين؟؟ .. أين أنتم يا عرب؟؟ .. أين أنتم يا بشر؟؟ )
ولكن معظم البشر في "العالم الديموقراطي المتحضر" لم يعودوا بشراً وسقطت أقنعتهم المزيفة لتظهر عنصريتهم ونفاقهم وحقدهم
فهم يقومون ولا يقعدون في مجلس "النفاق الدولي" من أجل أسر "جندي قاتل اسرائيلي واحد" وتستنفر من أجله كل حكومات العالم
ولكنهم يصبحون "صم بكم عمي" عندما يقوم المجرمون الصهاينة وعلى مرأى شاشات العالم بأسره بذبح مئات الأطفال يومياً وحرق أجسادهم الصغيرة يقنابل فوسفورية محرمة دولية !!!
وأما "العرب" فعادوا قبائل متفرقة متناحرة في دويلات مستعمرة يحكمهم "أبو جهل" و"فرعون" و"بقايا أمراء المماليك"
شعوب عربية "بمئات الملايين" مسلوبة الارادة والحرية والكرامة
تساق سوق "العبيد" وتحكم بالنار و"الحذاء" والحديد
عقولها مقولبة ومعلبة وأفكارها مسمومة مستوردة
همها ملء بطونها ولو من فتات موائد أولياء أمرها
واشباع شهواتها ولو بين أحياء الصفيح والمزابل التي يعيشون فيها بينما حكامهم يسكنون القصور ويملكون البلاد بما فيها
شعوب مخدرة مروضة غير آبهة بمن يسوقها وإلى أين يسوقها !
وأما المسلمين فمعظمهم صارت "دنانيرهم" هي ربهم ودينهم
و"أوامر" ملوكهم وحكامهم هي قرآنهم وشريعتهم ودستورهم
وأما أحكام دينهم فصارت "سلعة" يصنعها وينتجها ويحدد ثمنها "شيوخ" الملوك والسلاطين .. شيوخ "الفتنة والضلال والإضلال" الذين "يحللون" قتل المسلم لأخيه المسلم في المساجد والأسواق ونصرة "المجاهدين" في العراق ضد "الروافض الكفار"
ويعدون من يقوم ذلك بالجنة ويهددون من يتخاذل منهم بالنار
ولكنهم في نفس الوقت "يحرمون" قتال الصهاينة اليهود المحتلين أعداء الله والانسانية بحجج كاذبة واهية
فمنهم من يتباكى ويقول أن "العين لاتقاوم المخرز" ومنهم يدعي أن بين كيان الاحتلال الاسرائيلي وبين بلدانهم مواثيق وعهود "سلام" وقتالهم في هذه الحالة "حرام" والتظاهر عليهم "حرام" وحتى الدعاء لمن يقاتلهم ويرد ظلمهم وعدوانهم "حرام"
حتى ولو كان هؤلاء الصهاينة "المسالمين" يحتلون ويعذبون ويحاصرون ويبيدون في كل يوم شعباً مظلوماً مسلماً عربياً بأكلمه في فلسطين !!!!
ورغم كل هذا التآمر ورغم كل هذا التخاذل
فان غزة لا تزال مقاومة وصامدة
بشعبها ومقاوميها،، بنسائها ورجالها،، بشيوخها وأطفالها
غزة صامدة تقاوم بدمائها ودموعها
تقاوم بأشلاء أبنائها
تقاوم بايمانم بارادتهم وعزيمتهم
رغم كل القتل والدمار غزة بعون الله صامدة وهي بحمد الله منتصرة رغم أنف المجرمين الصهاينة ومن يواليهم
ابتداءا من أمريكا ودعمها الامحدود للجيش الاسرائيلي المجرم بالسلاح والذخائر والمواقف انتهاءا ببعض الحكام العرب بتآمرهم وتخاذلهم "اللامحدود- ورغم أنف ملك النفط "ابو جهل" ورغم أنف فرعون مصره وعصره ورغم أنف كل من خان وتخلى عن أهل غزة وكل من راهنوا على سقوط غزة واستسلام الشعب الفلسطيني لعدوه المحتل الغاصب المعتدي
يا أيها المسلمون والعرب والأحرار في كل العالم
لاتفقدوا الأمل بالشعب الفلسطيني المجاهد الصابر المقاوم
فانهم والله وباذن الله سيخرجون أعزاء مرفوعي الرأس منتصرين
فكونوا معهم بدعواتكم وصلاتكم وصوتكم ومقاطعتكم ومقاومتكم ورفضكم للظلم والذل من قبل حكامكم
ولا تخافوا من ظلمهم وطغيانهم ومن تجبر زبانيتهم وبطشهم
فان الله الملك العدل أكبر منهم جميعاً وهو ليس بغافل عنهم
ولاتلقوا بالاً لكلام الأعراب المتصهينين المنهزمين المثبطين
فثمن الحرية والكرامة لا يقدر بثمن
وإن وعد الله قادم -لاريب فيه- ولو بعد حين
وسيهزم الباطل ولو كثر أعوانه وسينتصرالحق ولو قل أنصاره
فان الله مع المؤمنين الصادقين الصابرين المجاهدين المخلصين
وكفى بالله الملك الجبار العظيم وكيلاً وناصراً
ومالنصر إلا من عند الله