حسن بيضون – بنت جبيل.اورغ
نالت بنت جبيل نصيبها من التشويهات عبر نشر بعض الصور التي نبشت من ارشيف صحيفة لبنانية معروفة، تظهر فيها بنت جبيل باللونين الاسود والابيض حين كان يحكمها الشر، فلم يتردد المشوهين بنشر تلك الصور كالتي تظهر فيها للافتات المعلقة بالشوارع و"تندد بالمقاومة الفلسطينية و اخرى التي تمجد بالجيش الاسرائيلي".
من عايش تلك الفترة يدرك تماماً ان من كان يعلق تلك اللافتات هم انفسهم بعض المتعاملين مع الجيش الاسرائيلي المعروفين وذلك لجذب الانتباه امام الرأي العام ان بنت جبيل كانت حينها تؤيد الجيش الاسرائيلي و تندد بالمقاومة الفلسطينية.
طوال تلك الفترة، لم تسلم بنت جبيل و لم يسلم ابنائها من التنكيل بحياتهم اليومية فمنهم اعتقل و استشهد ومنهم من تم فرض الخوة عليه و منهم من تشرد الى انحاء العالم حتى تقطعت اوصالها بعد ان كانوا اهلها يعاقرون البؤس و مرارة القهر.
بنت جبيل التي يجري الدم حاراً في شرايينها منذ ان ولدت، يعترف لها كل لبنان و كل فلسطين بعنفوانها في الظروف الصعبة والحالكة ، كيف لا و هي التي انبتت قاسم ابو طعام وهو اول شهيد لقضية فلسطين الذي استشهد حينها في "الفينري" بمدينة حيفا في اربعينيات القرن الماضي، و محمود الاحمد بزي و الاخضر العربي و واصف شرارة و خالد و راني بزي وصولاً الى خطار وكذلك لا ننسى رموز انتفاضتها سنة 1936 لا سيما علي بزي وموسى الزين شرارة والحاج علي بيضون و تطول اللائحة.
بنت جبيل التي دمرت سنة 1478 على يد عبد الله باشا والي نابلس، و مرة في عشرينيات القرن الماضي على يد جحافل الجنرال الفرنسي نيجر، وكذلك سنة 1978 وما بعدها حتى سنة 2006. يواصل بعض ابناءها " المصطادين في الماء العكر" تشويه صورتها لأغراض انتخابية و شخصية حتى دخل البعض بالتجريح الشخصي و الاتهامات التي طالت رئيس بلديتها و نائب الرئيس و اعضاء كثر انتخبوا بلائحة الوفاء و التنمية ووصلت الامور الى نشر بعض الصور لهؤلاء الاشخاص جرى تحوير حقيقتها.
يقول عضو بلدية بنت جبيل فردوس محمد رشيد فردوس المنتخب حديثاً والذي نال حصتة وفيرة من الاتهامات، ان الصورة التي نشرت له مع شخصين آخرين و هم يحملون اسلحة فردية موجودة في صالون منزله و هي تجمعه مع رفيقين له لم يكونا عملين حينها، بل جند احدهما اجبارياً مع ما كان يسمى جيش لحد بعد 5 سنوات من تاريخ تصوير الصورة. وان السلاح الظاهر في الصورة يعود لشقيقه الذي استشهد في الجيش اللبناني. كذلك اكد فردوس انه اعتقل مرتين في معتقل الخيام، و لم تثر اي شبهة حوله طوال فترة الاحتلال و هذا ما يؤكده كل ابناء بنت جبيل، وكذلك لم يتعرض لأي مساءلة او محاكمة بعد التحرير ما يدل على نظافة كفه.. و اشار فردوس انه استهدف بصورة تحريضية علنية لمحاولة فئة معينة خرق اللائحة التي ينتمي اليها.. و التواصل الاجتماعي ساهم في نشر الصورة بكثافة نظراً لأن الجيل الجديد و الناس الغرباء عن المدينة لم يعرفوا الامور على حقيقتها.
يشار الى ان الاعلامي الملقب بـ "جيري ماهر" الذي ينتمي لـ 14 اذار نشر الصورة على حسابه محاولاً الرشق على لائحة الانماء و الوفاء المدعومة من حركة امل و حزب الله، والمعروف ان ماهر يستغل وسيلته الاعلامية للاصطياد في الماء العكر وخصوصاً بالاخبار التي تخص المجتمع الجنوبي و كان قد نشر سابقاً صورة ادعى انها لأهالي بنت جبيل و هم يرشقون قوات الاحتلال بالارز ابان الاجتياح .
تبقى بنت جبيل أكثر أصالة وأشدّ وأقوى رسوخاً في النفوس والقلوب مهما حاول البعض "توسيخ صورتها"..