أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جاد ضاهر .. اصغر مختار عرفه لبنان

الخميس 26 أيار , 2016 09:12 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 91,872 زائر

جاد ضاهر .. اصغر مختار عرفه لبنان

المفارقة الأولى التي تسجل في بلدة كفررمان الجنوبية، هذه الأيام، أنها صارت تضم البرلماني الأكبر سناً في لبنان، أي النائب عبداللطيف الزين، والمختار الأصغر سناً، أي الشاب جاد ضاهر (25 سنة)، الذي حلّ ثالثاً، من حيث الأصوات، في الانتخابات الاختيارية التي جرت الأحد الماضي. وضاهر، الذي احتفى به رفاقه قبل صدور النتائج، كان متخوفاً من خسارته، لما سمعه من معلومات وبسبب تقارب الأصوات بينه وبين مرشح آخر في لائحة تحالف "حزب الله" و"حركة أمل".

وهو، في اليومين الماضيين، كان حائراً بين الاحتفال بالمنصب الجديد أو تقبل الخسارة. لكنه، منذ الثلاثاء، صارت الضحكة لا تفارق وجهه عندما ينادونه بلقبه الجديد، غير المتوقع لمن هم في مثل سنه، لكنه رسمي هذه المرة، أي "مختارنا".

وضاهر، خريج إدارة الأعمال في "جامعة القديس يوسف" وكان يعمل في أنغولا. منذ صغره يشعر بضرورة المشاركة في النشاطات التي تحصل في بلدته. وهذه المشاركة كبرت لاحقاً بارتباطه بأهل البلدة ويقينه بضرورة العمل من أجل خدمة المجتمع. "لطالما طمحت لكي أكون عضواً في البلدية، لكن تجنّباً للتصنيف السياسي توجهت نحو المخترة، التي تأخذ طابعاً عائلياً أكثر، ولأنني أريد أن أبرهن لأبناء البلدة أنّني قادر على تقديم نموذج جيّد للعمل الخدماتي".

وهو الذي أعتبر فوزه شيوعياً، يقول إن "نزولي على لائحة كفررمان الغد جاء من باب الاستقلالية التي تتبناها اللائحة. أنا لست منظماً في الحزب الشيوعي، والنتائج أظهرت أنّني حصلت على أصوات من جميع الأطراف، التي أكنّ لها كثيراً من المحبة والتقدير".

لكن ضاهر لا يخفي تعرّضه لكثير من الانتقادات بسبب صغر سنّه، مع ذلك له ملء الثقة بقدرته على كسر الصور النمطية التي تربط المخترة بكبار السن. لا بل هو متأكد أنّ للشاب طاقة جسدية أكبر تسمح له بخدمة أهل بلدته بشكل أفضل. وهو يفسر، أيضاً، فشل العمل البلدي، في أحد أسبابه، بغياب العنصر الشبابي فيه. لذلك، أقدم على خطوته الأولى لدخول الشأن العام، متأثراً بتجربة والده الذي خاض كثيراً من المنافسات الانتخابية منذ العام 1998.

استفاد ضاهر، في سيرته، أيضاً، من تميّز كفررمان بحركتها الاجتماعية الناشطة وتنوع الأندية والأحزاب والجمعيات الكشفية فيها، "التي تشجع الشباب على المبادرة والعمل ليكونوا جزءاً فاعلاً في المجتمع. وما شهدته البلدة، الأحد الماضي، كان عماده الأول الشباب وحركتهم".

 

المختار الصغير بدأ منذ إعلان النتائج الرسمية، الثلاثاء، تجهيز مكتبه الجديد، الذي سيمارس فيه مهماته التي ينصّ عليها القانون. وهو، من ضمن خططه، سيدخل التكنولوجيا إلى عمل المختار. فالورقة والقلم ليسا فاعلين في ظل النمو والتطور اللذين تشهدهما المجتمعات. وهناك أخطاء كثيرة ترتكب نتيجة غياب المكننة عن العمل الاختياري. وهذا ما ظهر جلياً في يوم الانتخابات عبر الأسماء الخاطئة والأخرى التي لم تسجل في سجلات النفوس حتّى. وضاهر يعي أن للمختار مهمات كثيرة يتم إهمالها في العادة، كـ"مراقبة المشاعات، التي يتم التعدي عليها بشكل كبير على مختلف الأراضي اللبنانية، ومراقبة عمل البلدية".
 

المصدر / المدن

 للكاتب محمد أشرف نذر

Script executed in 0.18454194068909