داليا بوصي - بنت جبيل.اورغ
رجلٌ بشارب، خمسينيّ أو أكبر، يحمل ختم "المخترة"...تلك هي الصورة النمطية للمختار، لكن الحماس الشبابي أثمر كسراً لتلك الصورة الرّثّة، فقد برزت وجوه عشرينية شابة في الإنتخابات الأخيرة في لبنان. هم شبّانٌ و شابات مارسوا حقهّم في الترشّح، و نالوا قسطهم من الأصوات الداعمة دون "شارب" أو "شَيب".
كلودين لقّيس واحدة من هؤلاء، ابنة بلدة جويا الجنوبية التي كسرت الصورة النمطية مرتين، مرة بترشحها للمخترة، و مرّة لكونها آنسة، فأثبتت أن "هي" أيضاً يمكنها أن تترشّح و تتولى مقعداً. كلودين من مواليد العام 1990، أي أنها تبلغ من العمر 26 عاماً. أتمّت دراسة العلوم المخبرية و تعمل حالياً في مختبر. و تحت عنوان "بنت البلد، و لكل البلد" طمحت إلى الفوز بالمقعد الإختياري بغية إظهار قدرة الجيل الشاب على تولي المهام الإجتماعية و الخدماتية. و إمعاناً منها أيضاً في إبراز الدور الفاعل التي تجسّده المرأة إن أتيحت لها الفرص.
الثقة الواضحة في نبرة صوتها و الحماسة في حديثها تثبتان قوة اندفاعها. في حديثها لموقع بنت جبيل يرتفع صوتها بـ"لا" رافضةً الفكرة الرائجة أن "المخترة" لكبار السن فقط. و تقول "أردت كسر هذا المضمون، و ممارسة حقي القانوني بالترشّح". و انتقت الشابة الطموحة المقعد الإختياري لتحافظ على استقلاليتها، فلم تنضم إلى إحدى اللوائح البلدية كي لا تتخذ طابعاً سياسيّاً. و لما كانت جدران فيسبوك أوسع انتشاراً من جدران بلدتها التي حملت صورها، أنشأت كلودين صفحتها للدعاية الإنتخابية.
بين المخترة و المختبر تطمح كلودين إلى تكريس وقتها للمخترة، مع التوفيق بينها و بين عملها. و أضافت "المخترة و المختبر، كلاهما يتخذان الطابع الخدماتي للمجتمع".
و لدى طرحنا مسألة زواج الفتاة من خارج بلدتها، الذي يؤدي إلى نقل سجل نفوسها، علقت متأسّفة أن ذلك يعيق الفتاة، و يحد من طموحاتها إن أرادت الترشح.
و تبدو الشابة راضية بالنتيجة فخورة بعدد الأصوات التي نالتها، و متباهية بكل كلمة دعم تلقّتها. كما أبدت استعدادها لخوض التجربة مجدداً في الإنتخابات البلدية و الإختيارية القادمة.
من جهة أخرى احتفت بلدة النبي أيلا البقاعية بمختارها الشاب محمد خليل ابن الـ 25 عاماً. و ذلك بعد فوزه على منافسين بعمر الـ 55 و الـ 80 عاماً. استطاع الشاب كسب ثقة أبناء بلدته و نيل المقعد الإختياري الوحيد بسبب قربه من الأهالي. فهو على تواصل دائم معهم نظراً لكونه يملك "سوبرماركت" في البلده. و يعتبر أن المعاملة الحسنة للناس، و المحبة هما دعامة نجاحه في حديثه لموقع بنت جبيل.
و في السياق فاز ابن بلدة كفر رمان الجنوبية الشاب جاد ضاهر بالمخترة. و يبلغ من العمر 25 عاماً. و أتمّ ضاهر دراسة إدارة الأعمال، كما عمل سابقاً في أنغولا. و يتولى اليوم مهام تطوير المختره لتتماشى مع أبناء جيله.
معلوم أن مقعد المختار لا يتطلّب كفاءة علمية، بل يكفي إجادة الكتابة و القراءة، و الصورة النمطية السائدة، كما ذكرنا، أن المخترة لكبار السن. و لكن من منظور الشباب الذين ترشّحوا الكفاءة ليست بالسن، إنما بالعلم و الثقافة و التواصل الإجتماعي مع الأهالي. و استطاع هؤلاء كسب ثقة محيطهم فمنم من فاز، و ربما هناك من لم تسعفه الأصوات لنيل المقعد. و في الحالتين وصلت رسالة شبابية للمجتمع بأسره مفادها "نحن هنا، و أناملنا الشابة الناعمة تتقن حمل ختم المخترة". حاثين بذلك أبناء جيلهم لخطوات مشابهة. فهل يشهد لبنان ترشّح شبّان و شابات للإنتخابات النيابية أو الرئاسية؟
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ