أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تماسيح المستنقعات.!

السبت 17 كانون الثاني , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,621 زائر

تماسيح المستنقعات.!

يوماً بعد يوم تزداد التماسيح قسوة في مستنقع الازمات العربية،ويوماً بعد يوم يزداد النظام العربي الرسمي ترهلاً وانقساماً مما يستوجب إعادة النظر في هذا النظام المهترئ الذي اصبح هو المشكلة التي تبحث عن حل.
لقد حولت هذة الانظمة نفسها الى اقل من جمعيات خيرية تكتفي كغيرها من الجمعيات بتقديم المساعدات المادية والعينية التي تحرص على إظهارها في فضائياتها العابرة للقارات، هذة الدول التي تعيد وتعيد عرض هذة المساعدات على شاشاتها وتعرض بعض من تستقبلهم من الجرحى في مستشفاياتها لتظهر نفسها أمام الرأي العام العربي والاسلامي على انها حريصة على الابرياء في غزة..لكن المواطن العربي ليس من الغباء ان لا يدرك ان هذة المساعدات ليست إلا همروجة دعائية لذر الرماد في العيون ليس اكثر .ان المواطن العربي وخاصة الفلسطيني لا يريد من هؤلاء الحكام إلا موقفاً موحداً وجاداً من شأنه ان يكبح الغطرسة الاسرائيلية ووقف قتل الاطفال وحرقهم بالاسلحة الفسفورية المحرمة دولياً .ان هذا الشعب الذي ُيباد لا يطلب من هؤلاء التماسيح إلا فتح معبراً آمناً ليكون متنفساً يلجؤن إليه عند الحاجة وليكن مع رقابة مصرية لا تسبب الاحراج لاحد مع ان الاحراج في هذة الظروف لا يجب ان يكون له من مكان ولا حتى ان يُقال هنا وُقعت معاهدة.. وهنا وقع إتفاق لأن هنالك من يقتل بدم بارد ضارباً عرض الحائط بكل ما ُعقد من إتفاقيات ومعاهدات مع العرب وهو لا يلتفت إليها اصلاً ولا يعيرها اي إعتبار كما هو حاصل لدى الطرف العربي الذي يتعبد بهذة الاتفاقيات دون ان يميز ما بين الذي تم الاتفاق عليه من اجل الامن والسلام وما بين الذي يحصل اليوم من قتل وتذبيح وحرق وتدمير وتجويع وتهجير وماذا بعد كل هذا كي لا ُتعلق هذة الاتفاقيات التي يطلق عليها "إتفاقيات سلام" اين هو هذا السلام وهل الطرف الاخر يحترم هذا السلام ومستلزماته .؟ إذا كان الطرف الاخر يصر على قتلنا ويصر على نفينا وعلى حرقنا دون رادع ودون خوف لا من أمم متحدة ولا من قرارات دولية ولا من منظمات حقوق إنسان ولا من المحاكم الدولية.؟ ماذا بعد كل هذا.؟ ألا يجب ان يعتبر المواطن العربي عدم تحرك حكامه لنصرته وانقاذة من الابادة تآمراً وتواطئ وتخاذل؟.إذا كان هؤلاء الحكام عاجزون مستسلمون مسلوبي الارادة لا يتحركون إلا باذن فعليهم ان يتنحوا وإلا فعلى الشعوب العربية ان تعرف كيف تُنحي هؤلاء التماسيح المتخمون بالاعتدال المميت الذي يشجع إسرائيل على التنكيل اكثر فأكثر بالشعوب التي لا ناصر لها ولا معين؟ وان أكبر مثال على ذلك هي المبادرة العربية التي طرحها الامير السعودي عبدالله في قمة بيروت والتي اصبحت مقرونة بالشؤم والمجازر واصبحت صك على بياض لسفك الدماء اللبنانية والفلسطينية.فمن وقتها ولغاية اليوم والقتل والذبح جاري على قدم وساق وفي ازدياد وهذة غزة اليوم تدفع اثمان غالية وغالية جداً نتيجة هذة المبادرات الجوفاء التي يتبجح بها بعض العرب.الذين يسمون أنفسم" بالمعتدلين."ان ما ُيصب من نار على غزة اليوم يوازي حجمه حجم قنبلة هيروشيما وناكازاكي في اليابان ولكن بالاقساط ..وهذا يدلل على حجم المؤامرة التي تحاك ضد هذا الشعب الذي يعاقب من القريب قبل العدو جزاء تعلقه بأرضه..وأكاد أجزم لو ضربت غزة من الغد بقنبلة نووية فان العرب لن يحركوا ساكناً لنجدتها خاصة منهما مصر والسعودية والاسباب كثيرة تثبتها التجارب القريبة لان هذة الدول لم تعد تهمها القضية الفلسطينية او غيرها من القضايا العربية .. وانا لا افهم الاسباب الحقيقية لهذا الامر ومثلي كثر.فهل يُعقل ان تصدر الفتاوي بعدم التظاهر من بلد إسلامي كبير كالمملكة العربية السعودية وغيرها من الفتاوي التي تمنع نصرة المقاومين ..؟هل اصبحت هذة الفتاوى من الاولويات التي يبحث عنها المسلمون لتدعيم قضاياهم..ام ان الامر اكبر من ذلك .؟هل ان الامر يتعلق بالدور الايراني الداعم لحركات المقاومة في المنطقة وهل تعالج هذة الامور بقطيعة هذة الفصائل المقاومة في لبنان او في فلسطين..؟لا بل والتآمر عليها حتى الفناء او ان تكون مرهونة لهذا النظام او ذاك.؟وهل اصبح الهم الاول لهذة الانظمة عقد قمة هنا او قمة هناك فقط من اجل القمم والنكايات في ما بينها في الوقت الذي يباد فيه الشعب الفلسطيني على طريقة الهنود الحمر في امريكا الشمالية..إتقوا الله في شعوبكم وكفى بها إستهتاراً وإستخفافاً لان هذا الامر لن يدوم وسيخرج عليكم من يدرك دواءكم عند اول زلة قدم تواجهكم لا محال، ولن تجدوا بعدها من يقيم عليكم الصلاة لأن الصلاة لا تقام على التماسيح.
 

Script executed in 0.1812629699707