أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بالصور / مهرجان الشعر المقاوم في بنت جبيل

الخميس 02 حزيران , 2016 09:15 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 8,547 زائر

بالصور / مهرجان الشعر المقاوم في بنت جبيل

بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أقام منتدى جبل عامل للثقافة والأدب بالتعاون مع اتحاد بلديات بنت جبيل، واتحاد الكتاب اللبنانيين، والملتقى الثقافي اللبناني، ومنتدى أدب المقاومة، حفل افتتاح مهرجان الشعر المقاوم 2016 وأمسيته العربية الأولى، وذلك في قاعة مدرسة جميل جابر بزي في مدينة بنت جبيل، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، رئيس منتدى جبل عامل للثقافة والأدب الشيخ فضل مخدر، وعدد من رجال الدين، وفعاليات وشخصيات أدبية وفنية وثقافية واجتماعية، وحشد من المهتمين، وقد شارك في الأمسية كل من السادة الشعراء الأستاذ وجيه عباس من العراق، والأستاذ خالد الوغلاني من تونس، والأستاذ عز الدين سليمان من سوريا، والأستاذ رابح ظريف من الجزائر، والأستاذ عباس عياد من لبنان. 
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني، ألقى نائب رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عفيف بزي كلمة شدد فيها على أن 25 أيار سنة 2000 هو يوم تاريخي مجيد، مشهود في تاريخ أمتنا، وهو يمثل يوم الاستقلال الحقيقي، فبعد الهزائم المتكررة التي طالت أمتنا العربية، جاءت المقاومة لتصنع تاريخاً جديداً، عنوانه أن الاحتلال إلى زوال، وأن العين تستطيع أن تقاوم المخرز، وأن أمتنا قادرة بوحدتها أن تحقق النصر على العدو.
بدوره ألقى النائب فضل الله كلمة هذا نصها:
تزهر مواسم الشعر قوافٍ ليوم النصر.
وتتدلى قلائد الأدب عناقيد حبٍ لترابٍ ضمخ بعطر الشهداء.
تفوح من بين جنبات المكان نسائم الهوى العاملي، من هنا موطن العلم ومنبر الشعر وعاصمة الكلمة المقاومة، إلى جبل الجليل وصخرة القدس وأرض المقامات وإلى حيث جهات العرب.
من أول انتفاضات التبغ والتحاف فلسطين قضية، إلى زغردات النسوة في يوم الحرية، وامتداداً إلى مواكب الشهداء حين أثبت الصوّان أن العنكبوت لا تبني إلاّ بيت الوهن، توّج التاريخ هنا بأن مسحت بنت جبيل زمن الهزائم، وما عادت أيامنا تقطف إلاّ ربحاً وانتصارات.
يجمعنا في هذه الأمسية منتدى جبل عامل وثلة من إخوانه على وقع لغة القصيدة، والمفردة فيها كأنها قطرة يسكبها مقاوم وتنساب من بين حبّات التراب عيونٌ تحرس حقولنا والحدود كي لا يعود الزمان، ذلك الزمان، ويظل مكاننا هو المكان.
أستعير من ديوان أبي صرخة جيله بين زمنين:
أين العروبة.. أين المسلمون    فهل صمّوا عن الحق والوجدان آذاناً.
ما ضاعت القدس لولاهم وما جعلت    أرض الجنوب لإسرائيل ميداناً.
إلى أن يقول:
ظنوا بأن يرهبونا في جيوشهم    لكن أبى الشعب إرهاباً وإذعاناً.
قامت مقاومة في كل ناحية    سل أهل عاملة شيباً وشبانا.
مقاومة أمكن لها أن توفر بالتكامل مع الجيش والشعب مظلة حماية للبنان بعدما حققت تحرير الأرض بانتصارها التاريخي في أيار عام 2000، ورفعت إسم لبنان عالياً، وجعلت للحرية عنواناً دائماً هو 25 أيار عيد المقاومة والتحرير، ويوم الكرامة العربية والعزة الإنسانية، نحتفي به في كل عام باعتباره عيداً وطنياً لكل اللبنانيين، ولا شك أن بلدنا استطاع بتضحيات مقاوميه وجنود جيشه الوطني ووعي شعبه، أن يواجه تحديات جسام تتمثل بالتهديد الوجودي من جهتين، العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري، وكلاهما يستهدفان نموذج بلدنا كوطن للكلمة الحرة والتنوع والإرادة الصلبة، لإلغاء وجوده كمساحة للحرية الفكرية والدينية والسياسية، ولكنه الوطن الذي لا يمكن أن يهزم أو يُحتل ما دامت فيه مثل هذه المقاومة، ولولاها لما بقي لنا هيكل دولة وحدود وطن. 
ها نحن أنجزنا الانتخابات البلدية، وصحيح أن طابعها إنمائي، ولكنها تتضمن رسائل سياسية، سواء لجهة إنجازها في ظل تنافس ديمقراطي ومشاركة شعبية، أم لجهة الأمن والأمان والهدوء، بما يعكس الانجاز الحقيقي في الحصانة التي وفرتها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، أم لجهة نتائجها والتي رسّخت عندنا تحالف حزب الله وحركة أمل، واختيار من اختارهم هذا التحالف، لتكون البلديات أمام مسؤولية جديدة لخدمة الناس والارتقاء إلى مستوى الثقة الشعبية الكبيرة.
إن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية يفتح الطريق أمام إزالة العقبات أمام استكمال الاستحقاقات الدستورية ووقف المسار التعطيلي من جهتين، الشغور الرئاسي ومدخله الطبيعي الحوار الجاد مع العماد ميشال عون، وإنجاز قانون انتخابي عادل يعطله الرافضون لمبدأ المشاركة التي لا تتأمن إلاّ بالنسبية، فالمدخل للإصلاح هو إعادة إنتاج السلطة من خلال مجلس نيابي يعكس التمثيل الحقيقي بما يسمح بالمحافظة على حالة السلم الداخلي، وبمكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
من ناحيته الشيخ مخدر وبعد ترحيبه بالشعراء المشاركين على أرض الجنوب، قدم قصيدة شعرية أكد فيها أن الانتصار عام 2000 الذي تحقق، جلب العزة والكرامة لهذا الشعب المقاوم بالرغم من كل الألم والجراحات والعذابات التي خلفتها غطرسة المحتل على مدى عشرين عاماً، ليكبر الجيل بعد الجيل، وتختلط مع دمه ثقافة المقاومة، ليصبح هذا الشعب لا يخشى الموت، وإنما يخشى العيش بالذل والهوان.
ثم تناوب الشعراء على إلقاء القصائد الشعرية التي تحكي عن المقاومة وانتصاراتها، والتي تمتدح سيد المقاومة ورجالها الأبطال الذين يقاتلون باللحم الحي أعداء الإسلام، لتعيش الأمة بعزة وكرامة مرفوعة الرأس. 
وفي الختام قدم النائب فضل الله دروعاً تقديرية للشعراء المشاركين.

 

Script executed in 0.21889781951904