داني الأمين
اكتشف أبناء بلدة شقراء ودوبيه (بنت جبيل) أن جبالاً مكدّسة من النفايات الخطرة ترمى في خراج بلدتهم، معظمها من المستشفيات، بينها أدوية وأمصال وعظام وأكياس صفراء مقفلة.
هذه النفايات رُميت في مكان بعيد عن عيون الأهالي، قريباً من بلدتي برعشيت وعيترون، في منطقة تعرف ب "جبل شمعون"، وعلى حدود "محمية وادي الحجير" التي "تمتد من قعقعية الجسر حتى مفرق بلدة عيترون". هذا المكبّ يُوصَل إليه عبر طريق وعرة جداً، حيث يتكاثر الذباب والحشرات المختلفة.
بحسب بيان لبلدية شقرا ودوبيه، بعد انتشار الفضيحة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن "المسؤول عن رمي هذه النفايات قد منع سابقاً من رمي نفايات منزلية، وعلمنا لاحقاً أنه يرمي النفايات في أماكن بعيدة، ثم عمدنا إلى منعه، وتعهد في مخفر الدرك بعدم القيام بذلك، لكن تبين أنه لا يزال يرمي النفايات في المكان المذكور". وورد في البيان أن "الجاني استفاد من سلوك الطرق غير المرئية من جهة خلّة الشحارير قرب برعشيت وعيترون ووادي السلوقي، وأن البلدية سوف تبدأ بالمعالجة بعد فترة وجيزة".
يبدو أن هذا المكب "يعود إلى أكثر من سنتين"، وقد لجأ المدعي العام البيئي في النبطية نديم الناشف، إلى إصدار أمر إلى قوى الأمن الداخلي بإجراء تحقيق في الموضوع، وإقفال المكبّ بالشمع الأحمر ريثما يُنتهى من الإجراءات القانونية اللازمة، ويُلقى القبض على المشتبه فيهم والمتورطين.
اللافت أن النفايات المكدّسة بعضها محروق ومردوم، وبعضها حديث، ويشير الأهالي إلى أن "النفايات الخطرة ترمى في المكان منذ أكثر من سنتين، وأن الجاني معروف". وهذا المكان هو عينه الذي "أشيع قبل سبع سنوات أنه استقبل براميل من النفايات السامة". وبحسب الرئيس الأسبق لبلدية شقرا ودوبيه رضا عاشور، فإن "المسؤول عن رمي هذه النفايات قد منع سابقاً من رمي نفايات منزلية، وعلمنا لاحقاً أنه يرمي النفايات في أماكن بعيدة، ثم عمدنا إلى منعه، وتعهد في مخفر الدرك بعدم القيام بذلك، لكن تبين أخيراً أنه لا يزال يرمي في المكان المذكور". وبحسب المدعي العام البيئي في النبطية نديم الناشف، "لن يُسكَت عن هذا النوع من المخالفات، وقد جرى الاتصال بالقوى الأمنية لإجراء تحقيق ميداني في ما حصل ويحصل". ويفيد مصدر قانوني بأن "الملاحقة القانونية يجب ألّا تقتصر على المشتبه فيه الذي يرمي النفايات في المكب، بل يجب أن تشمل المستشفيات المسؤولة عن تهريب هذه النفايات الخطرة، والتي تتحمل المسؤولية الأولى، لعلمها بالمشكلات البيئية والصحية التي قد تنجم عن رمي هذه النفايات في الأماكن الطبيعية التي ستصبح مأهولة بالسكن في سنوات لاحقة. لذلك على وزارة الصحة أن تتحرك فوراً لمتابعة هذه المخالفة الكبيرة التي تهدد سلامة المواطنين عن سابق تصور وتصميم".
http://al-akhbar.com/node/259136
العدد ٢٩٠٣ الاثنين ٦ حزيران ٢٠١٦
الاخبار