أعطى المدعي العام البيئي في الجنوب القاضي نديم الناشف الامر بإقفال مغسل مرملة "ف - س"، بعدما تبين انها تتسبب مع غيرها بتلوث مياه نهر الليطاني اعتبارا من منطقة الخردلي ونزولا نحو جريان النهر المحاذي لبلدات: يحمر، زوطر الغربية والشرقية وقعقعية الجسر، الامر الذي لاقى ترحيبا من قبل رؤساء بلديات المنطقة الذين طالبوا بإقفال بقية مغاسل الرمول ومعاقبة البلديات التي ترمي مياه مجاريرها الصحية نحو النهر مما يزيد من تلوث مياهه.
وأعطى قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله الاوامر لفصيلة درك مرجعيون باتخاذ الاجراءات الرادعة لوقف غسل الرمول فوق مجرى الليطاني، وطلب من الفصيلة افادته عن المخالفات سواء بغسل الرمول او بالبلديات التي تحول المجارير الصحية الى مجرى الليطاني تمهيدا لإصدار مذكرات توقيف بهذا الخصوص.
عز الدين
وانعقد في بلدية زوطر الغربية اجتماع حضره نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر ورؤساء بلديات محاذية لمجرى نهر الليطاني.
وقال رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عز الدين: "اننا نشكر المدعي العام البيئي على إقفال مغسل مرملة ونتمنى على المعنيين إقفال بقية المغاسل ومعاقبة البلديات التي ترمي مجاريرها الصحية في نهر الليطاني مما ادى الى هذا التلوث الذي فاقت نسبته الـ60 بالمئة. ونتمنى على الاجهزة الامنية والقضاء التحرك بأقصى سرعة".
أضاف: "لم نعد نستطيع السكوت لأنه من المعيب ان يفعلوا ذلك. هناك اناس يشربون من النهر وهناك ماشية تشرب من النهر، وسوف نتحرك باستمرار حتى يتوقفوا عن مجزرتهم البيئية بحق تلويث النهر وليعود نهر الليطاني كما كان عروسة الجنوب وقرى النبطية".
وتابع: "لقد اتصلت بمحافظ النبطية القاضي محمود المولى وبقائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله وبدأت الاجراءات طريقها الى معاقبة المرتكبين والمخلين من اصحاب المرامل وتحويل المجاري الى النهر".
وناشد عز الدين رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "التدخل لحماية الليطاني ومعاقبة من تسبب بهذا التلوث".
جابر
وقال رئيس اتحاد بلديات الشقيف ان "غسل الرمول في نهر الليطاني أدى الى تلوثه بنسبة عالية ورمي البلديات لمجاري الصرف الصحي فيه زاد من نسبة التلوث إذ باتت مياه النهر حمراء داكنة الامر الذي دفع بالاهالي الى الابتعاد عن ارتياد النهر لهذا الموسم لعدم قدرتهم على السباحة فيه بسبب الامراض والبكتيريا التي تحتويها مياهه بعدما ادت الى نفوق الثروة السمكية وضرب الثروة الحياتية المحيطة بالمجرى".
أضاف: "نطالب بالتحرك ونحن مستعدون لكي نكون في عداد المتحركين دفاعا عن الليطاني ومياهه الذي عجزت اسرائيل عن سرقته رغم انها اطلقت على عملية احتلالها الاولى للجنوب اسم عملية الليطاني لأن مياهه كانت وما تزال محط اطماعها. اي تلويث لهذه المياه هو بمثابة احتلال جديد ومخفي لها. ندعو وزارة البيئة والجمعيات البيئية والقوى الامنية للتحرك العاجل والفاعل لحماية مياه الليطاني من هذه المجزرة التي تفوق او تساوي طمع العدو الاسرائيلي بها".
فقيه
أما فقيه فقال: "لقد اطلق العديد من رؤساء البلديات في الجنوب وعلى رأسهم الصديق حسن عز الدين صرخة مدويه للحفاظ على ما تبقى من حياة مائيه في نهر الليطاني وقبله جمعيات بيئيه وتنمويه. ومنذ اكثر من عشر سنوات دعونا بلديات القليعه وكفرتبنيت ودير ميماس وارنون والنبطيه وجمعيات، ونظمنا حملة للحفاظ على نظافة بيئة النهر وبالتالي الحفاظ على اولادنا الذين يسبحون في النهر في المنتجعات التي تشكل متنفسا للناس وهربا من الحر في الصيف. اما المياة الملوثه التي تسقى منها المزروعات والحمضيات والخضار وخطورتها على الصحة العامة ومدى انتشار الامراض فحدث ولا حرج. اما عن المعالجه فهي يجب ان تأتي بإطار عام تشارك فيها اجهزة الدولة ومصلحة الليطاني التي رفعت الصوت اكثر من مرة، والبلديات من اول النهر من البقاع الى الجنوب فالمصب، والمجتمع المدني، واخيرا وسائل اعلام .
اضاف: "اهم الملوثات هي مياه الصرف الصحي، معمل السكر، الدباغات، معامل الكنسروه، ومعامل الالبان ومزارع الدجاج والحيوانات النافقة، والاستعمال الكثيف للمبيدات. من المؤسف ان بعض اخواننا العرب يدفعون ملايين الدولارات لتحلية مياه البحر ونحن نلوث نهرا حبانا به الله. نعم لأوسع حملة للحفاظ على انهار لبنان وأولها الليطاني".
هذا وتنوي عدة بلديات محاذية للنهر تقديم شكاوى ضد من أقدم على تلويث النهر الى القوى الامنية والقضائية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.