أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المعارضة المسيحية: صمود »حماس« يعزز موقع »حزب الله« واستراتيجيته الدفاعية

الأربعاء 21 كانون الثاني , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,065 زائر

 المعارضة المسيحية: صمود »حماس« يعزز موقع »حزب الله« واستراتيجيته الدفاعية

 أربكت كثراً ومنهم حلفاء لبنانيون لما سُمي بمحور الاعتدال العربي. وفي موازاة هذه المصالحة، بدأ خلاف لاحت معالمه في الكويت بين السلطة الفلسطينية من جهة و»حماس« من جهة أخرى، حول الجهة المخولة تلقي وصرف أموال إعادة الإعمار في غزة.
هذه التطورات المتسارعة والدقيقة سيكون لها تداعياتها الحتمية على المنطقة عموماً ولبنان بوجه الخصوص.
المعارضة اللبنانية المسيحية الممثلة بـ»التيار الوطني الحرّ« وتيار »المردة« و»اللقاء الوطني المسيحي«، لها تقييمها الإيجابي المشترك لما حدث في غزة، ويتحدث أركانها عن نصر مزدوج عسكرياً وسياسياً لـ»حماس« وحلفائها في لبنان.

ويعتبر عضو »اللقاء الوطني المسيحي« كريم بقرادوني، أنّ ما حدث في غزّة هو »تأكيد لأصحاب نظرية المقاومة في مواجهة إسرائيل، وتداعيات هذا التأكيد ستتمثل في حسم موضوع السياسة الدفاعية اللبنانية في اتجاه التنسيق ما بين الجيش اللبناني والمقاومة، وهي تؤكد على أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تتغلب على المقاومة وبالتالي تعزز موقع »حزب الله« في لبنان، وأيضا طرح ورقة العماد ميشال عون حول السياسة الدفاعية«.
يضيف بقرادوني: الحوار حول السياسة الدفاعية سيصبح أمراً قائماً، وستثبت شرعية سلاح الجيش اللبناني و»حزب الله« على الأرض. و أنّ ما حدث في غزة هو »إيجابي سياسياً ويصبّ في صالح المعارضة الوطنية«.

ويقول: فلسطينياً، حركة »حماس« سيقوى حضورها السياسي لبنانياً وميدانياً في المخيمات. أما الحديث عن مشكلات قد تنجم عن هذا الأمر، فيتعلق بمدى تفاقم الصراعات العربية على أرض لبنان، بالتالي إذا نجحت المصالحات العربية أتوقع استمرار مرحلة الهدوء والاستقرار.
وبرأي القيادي في »التيار الوطني الحرّ« سيمون أبي رميا أن لبنان »لن يكون في معزل عما قاله الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي جاء في عكس كل الخطابات والتحاليل التي راجت منذ ٣ أسابيع. ثمة نفس جديد أبداه الملك عبد الله قابله بطريقة سريعة موقف احتضاني إيجابي من حركة »حماس«، وهذا سيؤثر حتماً على الساحة اللبنانية بحكم الارتباط القائم بين قوى سياسية في لبنان ومرجعياتها العربية والإقليمية.

يضيف أبي رميا: أنا متأكد بأن كل الأحزاب السياسية الموالية في لبنان ستعيد النظر في رهاناتها التي أصبح واضحا أنها كانت خاطئة، وبالتالي إن المشهد الإيجابي على صعيد المصالحة العربية سينعكس إيجاباً على المشهد الداخلي.
من خصائص المرحلة المقبلة بحسب أبي رميا: وقف الرهانات على مشاريع إسرائيلية والاستقواء بالخارج ضّد شركاء في الوطن، وعلى حساب مبادئ العدالة في مواضيع حساسة مثل القضية الفلسطينية والاستراتيجية الدفاعية. فبعد صمود »حماس«، لا شك بأن عدم انتصار إسرائيل يؤكد على صوابية خيار المقاومة الشعبية، وبالتالي أصبح مفهوماً لدى الجميع بأن الاستراتيجية الدفاعية لا يمكن أن ترتكز على إلغاء المقاومة، وكل ما نطمح إليه هو إيجاد الأطر المناسبة من أجل خلق حالة تواصل بين السلطة المركزية والمقاومة، وأن يكون ثمة تكامل بينهما.
يضيف: موقفنا كـ»تيار وطني حر« خلال عدوان غزّة كان له مرتكزان: أولاً الوقوف الى جانب الحق والعدالة، وهما الصفتان اللتان تتمتع بهما القضية الفلسطينية، والمرتكز الثاني هو مصلحة لبنان القائمة على عدم انهزام قوة الممانعة في فلسطين، الذي كان يمكن ان يؤدي الى انتصار إسرائيل وبالتالي إرغام المنطقة على تنفيذ مخططاتها وأولها إلغاء حق العودة وبالتالي توطين الفلسطينيين في الأوطان المتواجدين فيها.

منسّق الشؤون السياسية في تيار المردة يوسف سعادة، اعتبر ان حرب غزة جاءت بعد حرب تموز، لتؤكد بأن خيار القوة الذي اعتادت إسرائيل على استخدامه لم يعد صالحاً، ولم يعد بإمكانها التحكّم بالعالم العربي كما تريد.
ويضيف: إن انتصار المقاومة يدعم الخيار السياسي للمعارضة اللبنانية، التي طالما اكدت أنه لا يمكن مواجهة إسرائيل بالقرارات الدولية فحسب، بل يجب إيجاد قوة تقاومها. وعمّا يمكن أن يكون لحرب غزة من انعكاسات على الحوار اللبناني بالنسبة الى الاستراتيجية الدفاعية، قال: أي نقاش في هذا الموضوع سيأخذ في الاعتبار أن ثمة قوة هي إسرائيل يمكن أن تنفذ اعتداءً على لبنان بسبب أو من دون سبب، ومن المفترض أن تواجه بالشكل المناسب.
واعتبر سعادة بأن المصالحة العربية التي تمت في الكويت لا تنعكس على المعارضة لا سلبا ولا إيجاباً، »فهي لا تقوينا ولا تضعفنا، بينما هذه المصالحة قد تُشعر البعض في لبنان بأنهم فقدوا شيئاً من قوتهم، ونحن نعتبر أن أي موقف عربي موحّد يساعد في كل القضايا وخصوصا في القضية الفلسطينية. المهم أن الرهان على خسارة المقاومة سقط وبات من الماضي«.

Script executed in 0.18236207962036