أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ابو علي بيضون.. تحسس اوجاعه وذكرياته و رحل

الخميس 23 حزيران , 2016 05:06 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 59,140 زائر

ابو علي بيضون.. تحسس اوجاعه وذكرياته و رحل

حتى ساعاته الأخيرة، كان ابو علي كامل بيضون بأناقته و "شياكته" لا يزال يتحسس اوجعاه وآلامه الطارئة على نهاية العمر ... تأمل " ابو علي" للمرة الأخيرة اشجار الزيتون المحيطة في منزله و التي كانت تسدل أوراقها لرؤية مسرح الحياة اليومي الذي "يضج" بالهدوء و السكينة و الحياة.. لأبو علي الذي انسجم مع ماضيه المثقل بحب الارض و تجذره بها حكاية على اطلال الحقول و الوديان،  حيث وقف يوماً مع اصدقاء العمر على صخرة لربما عشقت قدماه منذ ان كان في عمر الصبا، يحمل بندقيته و يترصد طيور الحجل و اسراب السمن قبل ان تثاقلت خطاه مترنحة بحكم مرض عضال ابا الا ان يذبل جسده النحيل و يسقطه صريعاً على فراش الموت.

ابو علي كامل كما كنا نناديه، "الصياد العتيق"، لمع في ايامه على مسرح "الآدمية" و الطيبة، فكان يغربل حياته بحسن المظهر وطيب المعشر و هو الذي انصت طيلة حياته لزقزقة الطيور، و آثر الا يحضر مجالس الغيبة و النميمة، حتى اتخم قلوب من عرفوه بالحب و الصدق و الوفاء.

رحل ابو علي تاركاً الاثر الطيب بين اصدقائه وزملاء "البر و الصيد" فلا احد ظن به خائباً، ولا خاب ظنه بأحد، لينحت من نفسه في افئدة الناس تمثالاً صادقاً، كيف لا و هو الذي شعر ان الحياة عنده كانت لا تتجاوز جلسة و كوب من الشاي تحت فيء عريشة و سنديانة ستظل يوماً شاهدة على ذلك وعلى اصدقاء كان لهم بلسماً و كانوا له اكثر من مجرد "رفاق صيد". 

ظل ابو علي يهادن الوجع حتى الرمق الأخير، ليرحل بالامس عن 83 عاماً الى جوار رب رحيم تاركاًُ معنا كماً هائلاً من الذكريات، وصيته الحسن و اخلاق الفها كل محب، وخرطوشة صيد نلمس فيها طيفه كلما خرجنا الى محافل الصيد، ليرتاح من جحيم الوجع.

(حسن بيضون - بنت جبيل.اورغ)

فيما يلي لقطات مصورة كانت قد اخذت للمرحوم ابو علي بهدف اجراء تحقيق صحفي عن حياته، و لقطات اخرى من تشييعه قبل ظهر اليوم في بلدته بنت جبيل الى مثواه الأخير بحضور الأهل و الاصدقاء و اهالي المدينة.

Script executed in 0.18647122383118