الديار
الضجيج السياسي والحزبي الذي تقوم به القوات اللبنانية وبعض القوى السياسية في 14 اذار على «خبرية السبحات» التي احتوت صورة قديسين وصورة السيد حسن نصرالله هي في الحقيقة حملة تحريضية ضد التيار الوطني الحر.
ثم ضد حزب الله الا ان التضخيم اللافت لهذه القضية هو توقيت انتخابي مشبوه، اذ يبدو ان بعض القوى في 14 اذار وخصوصا المسيحية منها لم تعد تجد شيئا تحارب فيه النائب ميشال عون وتياره الا القديسين والرهبان في محاولة مكشوفة للنيل من شعبية التيار الوطني الحر كما انها محاولة جديدة للاساءة الى حزب الله وقيادته، مع العلم انهم يعرفون انه يرفض هذا الاسلوب الدعائي.
ليس لأسباب وطنية فحسب، بل لأسباب اخرى لا مجال للاسهاب فيها الآن، كما ان العارفين بآراء «العلامة السيد» في هذا الخصوص يعرفون انه يدقق بتفاصيل التفاصيل الاعلامية والثقافية والفنية بشكل شخصي، خصوصا اذا كانت متعلقة بشخصه او بحزب الله او بالمقاومة، فيضع الملاحظات ويضيف هنا ويشطب هناك حتى في نشر الصورة لذلك من المعيب حسب اوساط في حزب الله استغلال اعمال فردية للدخول على التنافس السياسي او الانتخابي، فهي بالحقيقة ليست ناجعة بحق القديسين اولا وآخرا.
الا ان المستغرب هو عدم ملاحظة القيادات المسيحية الدينية او السياسية في فريق 14 اذار من ان بعض «اليافطات» والصور المعلقة على «الشيفروليه» لبعض الشخصيات المسيحية تحتوي على رسومات لقديسين الى جانب صورة هذه الشخصية وتخاطبهما وكأنه قديس او حامٍ للمسيحية وللدين المسيحي في لبنان وهذه اللافتة معلقة منذ اكثر من سنة.
حزب الله اكد على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على عدم معرفة الحزب بهذا العمل وشدد على ان الحريص على الساحة المسيحية ومقدساتها عليه ان يفتش على من قام بهذا العمل مؤكدا ان حزب الله لا يرضى ان يكون هناك اي شيء يمس بالدين المسيحي او مقدسات المسيحيين.
وكذلك ان يمس في الدين الاسلامي ومقدسات المسلمين وشدد اننا حاضرون للتعاون في ما يرفع اي اشكال في هذا المجال لكننا لسنا مسؤولين عن هذا الامر.
واكد الشيخ نعيم قاسم ان المندس هو من يقوم بالتحريض معتبرا ان هذا الامر موجها ضد التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وسوف يكتشف الناس ان هذا الموضوع تحريض بتحريض، وكذلك الامر بالنسبة لموضوع النشيد في الكنيسة، فأكد ان الحزب سيطلب من اصحابه الغاءه ورفعه مشددا ومكررا ان حزب الله لا يناسبه الاساءة لاحد وكذلك ان لا يسيء إلينا احد.
في الحقيقة تعتقد مصادر مسيحية في 8 اذار ان حركة الاحصاءات والدراسات التي جرت وما تزال في الاقضية المسيحية تؤكد هبوط اسهم قوى 14 آذار في هذه المناطق، فهناك دراسات واحصاءات دقيقة حزبية وغير حزبية تؤكد هذه المسألة فكان لا بد من استغلال الاعمال الفردية او التجارية لتحويلها الى تنافس انتخابي في زوايا معيبه كقضية «السبحات» والنشيد، في حين ان تلك القوى المسيحية في 14 اذار لم تجد وسيلة لمنافسة تحالف التيار - حزب الله انتخابيا في المتن او جبيل او كسروان الا في الاثارة والنعرات المذهبية التي سرعان ما ستنكشف حقيقتها للرأي العام.