مريراً مرَّ العيد على علي الرضا سلامة...الطفل الذي أحصى بدل عيديّته كمّاً من الألم يفوق قدرة تحمّله. فقد أصيب في عينه، نتيجة طلقة "ألعاب" نارية، غيّرت معالم حياته و أدخلته في صدمة نفسية. و عليّ، ابن الـ 10 سنوات لم تنل من عينه مفرقعة طائشة من بعيد، و لم يكن يلهو بها، بل تلقى الطلقة من طفل آخر اقترب منه و أراد أن يشاركه "اللعبه"، فوقعت الكارثة.
و ذكرت والدة الطفل لموقع "بنت جبيل"، أنهم كعائلة قصدوا بلدة الخيام، لقضاء إجازة العيد، حيث وقع الحادث. و في التفاصيل، أنه بينما كان الطفل يلهو أمام المنزل، اقترب منه طفلٌ آخر، و أراد مشاركته اللعب، و كان يحمل "لعبة" نارية، سرعان ما أشعلها دون وعي العواقب، و انفجرت لتصيب العين اليمنى لعليّ. و الطفل الآخر فرّ، و لم يتسنّى للأهل التعرف عليه. و تقول الأم أنه لربما أصيب هو الآخر، لكنهم لا يعرفوا عنه شيئاً. و الطفل علي نقل فوراً إلى المستشفى، و حتى اليوم أجريت له 4 عمليات جراحية، في بداية رحلة علاج طويل. و الأشد إيلاماً على الأهل وضعه النفسي، فهو في حالة صدمة و لا يتكلّم. حتى أنه فاجأ الأهل و كتب على الورقة بعض الكلمات، عوضاً عن الحديث معهم، و هم بصدد عرضه على طبيب نفسي.
بحسرةٍ تقول الأم أن ابنها المتفوّق دراسياً سيصبح في الصف الخامس أساسي مع بداية العام الدراسي القادم. و تخشى أن يؤثر وضع علاجه على تعلّمه و مستواه الدراسي.
و في سياق الحديث عن الوضع الصحي و النفسي لعلي، قال الطبيب للعائلة أن المسألة تحتاج إلى 3 أشهر، ليتحدد مصير بصر علي في عينه المصابة، بحسب ما ذكرت الوالدة.
كذلك وجّهت أم الطفل كلمة من قلبٍ ذاق لوعة الإستهتار، و قالت أن المسؤولية تقع على الأهل الذين يسمحون لأولادهم باللعب بالمفرقعات الخطرة. كذلك طالبت المعنيين في الدولة بوضع حد للفوضى و منع الباعة من عرض المفرقعات التي غيّرت حياة طفلها.
"ألعاب" نارية، لا تصلح للعب! و علي خير دليل على ذلك. فمن ضاحية بيروت إلى الخيام، تربّص به القدر نتيجة الاستهتار و فوضى المفرقعات. و سيحفظ علي الدرب بين المستشفى و المنزل متحمّلاً رحلة علاج طويل، ليعود إلى مقعده الدراسي ببصيرة أقوى و إرادة أكبر من سنّه. فهل عينُ عليّ توقظ عيون المعنيين؟
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ