أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

روايتان لحادث جونية.. هكذا خسر الأمن العام 3 عرسان

الإثنين 11 تموز , 2016 08:20 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 223,825 زائر

روايتان لحادث جونية.. هكذا خسر الأمن العام 3 عرسان

زفّت جونية صباح أمس ثلاثة عرسان من الأمن العام قضوا في حادث سير مروّع على المسلك الغربي للأوتوستراد مقابل ملعب فؤاد شهاب الرياضي. وقد انعكس ما حصل غضباً شديداً لدى المواطنين وأهالي الضحايا الذين لم يستكينوا حتى الساعة بسبب شحّ المعلومات عن تفاصيل الحادث على رغم فداحته الواضحة. ضحايا السرعة والتفلّت في القيادة هم ثلاثة من خيرة أبناء الشمال، كانوا متوجهين الى مكان خدمتهم من الشمال الى بيروت، وهم: المفتش الأول في الامن العام فادي علي شندب (1985) متزوج وله ثلاثة اطفال، وزوجته لم تعلم بالحادث فوراً، لأنها مهتمّة بمولودها الثالث الذي لم يتجاوز عمره الاشهر.

العريس الثاني هو المفتش الأول ممتاز نادر رضوان أسعد (1974)، أما العريس الثالث فهو رواد خليل بيطار (1984)، وهو مفتش أول في منطقة المنية وعازب، انتسب الى الأمن العام منذ تسعة اعوام وكان يستعد للخطبة والزواج قريباً.

جلست خطيبة رواد قرب والدته في طوارئ مستشفى "سيدة لبنان" عاجزة عن الكلام مكتفية بالصمت والبكاء والأنين. امّا خالتا رواد، اللتان تطلقان عليه لقب "الكامل"، فكانتا تتحضران للاحتفال بعيد ميلاده الاسبوع المقبل في عيد مار الياس الحي، وما زالتا حتى الساعة ترفضان تصديق أنّه توفي بغمضة عين، وهو شاب مميّز بنظر أهل المنطقة، نال شهادته من مدرسة الفرير وكان تلميذاً مجتهداً متفوّقاً، بالإضافة الى سلوك مَيّزه في بلدته المنية.

وتكشف ليليان يزبك خالة رواد أنه ترعرع في منزلها، وقد نال شهادتين في الطب البيطري وهندسة الكومبيوتر، وكان "نابغة" في مدرسته وأبناء المنطقة يقصدونه للمشورة والتعلّم، قائلة: "مَن في البلدة لم يتعلّم على يَدي رواد؟".

والدة رواد التي لم تكفّ عن الأنين كانت تردد اسم ولدها بألم وحرقة، وطالبت الدولة بتقرير سريع، والقبض على الفاعل، فيما أعلن خاله أمام حشود

من عناصر الأمن العام أنّه كفر بالأديان والاوطان بعد موت رواد، لأنه لا يستحق هذه الميتة.

أمّا الأمر المستغرب في هذه الحادثة الاليمة، فهو عدم تَمكّن القوى الامنية من القبض على السائق المُسبّب للحادث حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، ولم يتمكن المعنيون من تحديد الفاعل او حتى تحديد نوع سيارته او هويته.

روايتان جرى تداولهما عن الحادثة، الأولى تقول إنّ السائق المسبّب للحادث كان يقود سيارة "رانج روفر" سوداء مسرعة، لم تتوقف بعد الارتطام وإطاحة سيارة "المازدا" التي كان يقودها نادر اسعد الذي توفي على الفور، لكنّ جثته بقيت داخل السيارة بينما تطايرت جثتا رواد وفادي الى خارج السيارة، وقد نقلهما الصليب الاحمر الى مستشفى "سيدة لبنان"، فيما نقلت جثة نادر الى مستشفى KMC في غزير.

أمّا الرواية الثانية فتقول إنّ سيارة "مازدا" سوداء اللون تُقلّ شباباً من الأمن العام اصطدمت بسيارة "رينو كليو" عند خروج الأخيرة من المفرق المقابل لمحلّ "l'abeille d'or" لاستلام الطريق العام، ما أدى الى وقوع شابّين من الثلاثة خارج السيارة وتوفيا فوراً وهما بيطار وشندب، بينما توفي السائق داخل "المازدا"، وقد لاقى فريق الاسعاف صعوبة في انتشال الجثة، فيما ساعدت القوى الأمنية فريق المُسعفين في انتشال جثث الضحايا.

الضابط المسؤول في الامن العام الذي حضر الى المكان رفض التعليق، واكتفى بالقول إنه لا يستطيع التصريح بأيّ معلومة، وانّ القوى الامنية ما زالت تبحث عن المسبّبب الذي فَرّ الى جهة مجهولة، لافتاً الى أنّ القوى الامنية مستمرة في التحقيق وقد فَكّكت كاميرات المراقبة التي وضعت على طول الاوتوستراد لمساعدتها في التحقيق، وهي تنتظر خيوطاً قد تظهر.

لكنّ اهالي الضحايا الذين تجمهروا أمام مستشفى "سيدة لبنان"، رفضوا رفضاً قاطعاً البطء في مجريات التحقيق، وزاد غضبهم مساء بعدما علموا أنه لم يظهر شيء وأنّ المجرم ما زال طليقاً، وطالبوا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالتحرّك، لأنّ الشباب أبناء الدولة وليسوا "أولاد شارع" حسب تعبيرهم.

ليليان يزبك ودّعتنا بالقول إنها "أرادت ان تسير في موكب عرس رواد وليس في موكب الجنازة، وانها لن تستطيع رؤية "البَدلَة" بعد اليوم". وكشفت لـ"الجمهورية" أنّ سيارتها سرقت منذ مدة، وقد طالبت القوى الامنية بتفكيك كاميرا المراقبة قبالة منزلها لمعرفة الفاعل لكن من دون تجاوب. وسألت: "لَو كانت السيارة لوزير، أما كانت الكاميرا فكّكت خلال ساعة ليُعرف الفاعل؟".

وأضافت: "لكننا لسنا نواباً او وزراء"، متخوّفة من أن "تُلاقي كاميرات المراقبة على أوتوستراد جونيه المصير نفسه". وبذلك، يهرب الفاعل بفِعلته بعدما أدمى قلوب ثلاثة من خيرة عائلات الوطن، فأبكى الشمال حزناً وأدمى قلوب شباب قوى الامن العام الذين خَيّم الوجوم على ملامحهم، مُعلنين لـ"الجمهورية" انهم لن يناموا قبل القبض على الفاعل.

(مرلين وهبة - الجمهورية)http://www.aljoumhouria.com/news/index/315024

Script executed in 0.18976497650146