أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الرياح وشح الأمطار يضربان مواسم مزارعي الجنوب

الإثنين 26 كانون الثاني , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,315 زائر

الرياح وشح الأمطار يضربان مواسم مزارعي الجنوب

»حرقت الأخضر واليابس«، »لم يكن ينقص مزارعي الجنوب إلا العواصف«، »ما حدا بيسأل علينا«.. بهذه العبارات يختصر المزارعون في الجنوب ما آلت اليه اوضاع مواسمهم ، وخصوصا بعد اليوم »العاصف« المحمل برياح شديدة ضاربا المناطق الساحلية الجنوبية. حطت العاصفة بين حقولهم وفي بيوتهم البلاستيكية وكانت كفيلة بإلحاق أضرار فادحة في الخضار وبساتين الحمضيات والموز والمزروعات الورقية.
اقتلعت الرياح العديد من البيوت البلاستيكية المزروعة بالبندورة والخيار والباذنجان، وكذلك بعض أشجار الموز، إضافة إلى التسبب بتساقط كميات كبيرة من ثمار الحمضيات على الأرض. وتتزامن »ضربة الريح مع ارتفاع أصوات المزارعين من شح الامطار وعدم تأمين الاسواق الكافية لانتاجهم المكدس في اسواق الجملة، الامر الذي يضاعف من الخسائر على انواعها.
ويلفت المهندس الزراعي حسن الطقش الى ان »العاصفة الهوائية« التي اجتاحت المناطق الساحلية قبل يومين قد الحقت اضرارا شاملة في انواع المزروعات كافة وعلى وجه التحديد البيوت البلاستيكية وبساتين الموز والحمضيات في منطقتي صور والزهراني.
ويساهم تراجع كميات الامطار بشكل لافت هذا العام »بتحكم الرياح باسقاط مئات الاطنان من انتاج الحمضيات على الارض وبالتالي اتلافها نتيجة حالة الجفاف في التربة التي لم تأخذ حقها من مياه الامطار الضرورية لاستقامة الثمار وبالاخص الحمضيات« كما يقول الطقش.
وتبلغ الخسائر التي مني بها المزارعون بسبب الرياح القوية، والتي تركزت عند ساحل صور والزهراني والاعالي المطلة حوالى مئات الملايين من الليرات مضيفة هما كبيرا على المزارعين الذين يعانون من عدد من المشـاكل ومنها الكوارث الطبيعية.
ويشير المزارع جمعة الحسن، القادم من منطقة البقاع لاستثمار مشروع للخيم البلاستيكية في طيردبا، إلى أن العواصف قد »عرّت« البيوت البلاستيكية من النايلون واتلاف ما بداخلها من شتول وانتاج البندورة والخيار وغيرهما من المزروعات.
ويرى الحسن »أن المزارعين متروكون لمصيرهم، ولا احد يسأل عن همومهم وخسائرهم التي لم يعوض عنها يوما، على الرغم من تسجيل الاضرار بشكل مستمر على يد الجهات المعنية بالملف الزراعي«. ويناشد الطقش المعنيين الالتفات الى القطاع الزراعي الذي يعتاش منه نصف اللبنانيين.
واتلفت العاصفة الهوائية مؤخرا عددا من الخيم الزراعية التي يستثمرها المزارع علي مغنية في منطقة البازورية. ويقول مغنيه »إن الكوراث لم تقتصر على العواصف فحسب، بل تعدتها إلى الشح الحاصل في تساقط الامطار في عز فصل الشتاء ما بات يستدعي اقدام المزارعين على ري مزروعاتهم اذا ما استمر عدم سقوط الأمطار«.
ويرى مغنية »أن من لم يسأل عن دفع تعويضات حرب عدوان تموز الذي كبد الزراعة خسائر لا تحصى لا يمكن ان ينتبه لعاصفة هوائية او اضرار طبيعية«.
ويلفت حسين صبرا، المسؤول عن احد بساتين الحمضيات قرب صور، »إلى أن العاملين في البستان يواصلون جمع كميات كبيرة من ثمار برتقال »أبو صرة« التي تساقطت على الارض بفعل العاصفة« مشيراً إلى »أن غالبية ما تم جمعه قد اتلف بعد تعرضه للاهتراء والتشقق«.

Script executed in 0.21758604049683