أحيت حركة "أمل" الذكرى السنوية لاستشهاد قائد المواجهات البطولية الشهيد القائد هاني علوية وذكرى شهداء حرب تموز 2006، باحتفال أقيم في النادي الحسيني لبلدة مارون الرأس، حضره النائب هاني قبيسي والنائب الاسبق حسن علوية ،جمع من رجال الدين،المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل و اعضاء من المكتب السياسي عاطف عون ، محمد غزال , عباس عباس ، رئيس مكتب حركة "أمل" في إيران عادل عون ، اعضاء الهيئة التنفيذية ، مسؤول مكتب الشباب و الرياضة المركزي مصطفى حمدان ، المسؤول الثقافي لاقليم الجنوب السيد ربيع ناصر ، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقية ، هيئات نقابية ، مسؤول مدرسة الكوادر علي كوراني ، ذوي الشهداء ، اعضاء من الاقاليم ، المناطق ،شخصيات أمنية عسكريه اجتماعيه ، تربوية ،نقابية ،وصحية ،حشد من ابناء البلدة والجوار .
بعد النشيد الوطني ونشيد "أمل" وتقديم من الاعلامي الزميل يعقوب علوية ، ألقى عضو هيئة الرئاسة لحركة "أمل" الحاج الدكتور خليل حمدان كلمة الحركة، استهلها بالتحية والتقدير للشهيد علوية، الذي شهدت له المواقع والمحاور القتالية في مواجهة العدو الصهيوني إلى جانب الشهداء الأبرار الذين بذلوا دماءهم في سبيل عزة الوطن وكرامته، وسطروا أروع الملاحم والبطولات بوجه العدو الإسرائيلي على تخوم فلسطين ومرتفعات مارون الرأس وشلعبون ومسعود و الاجتياحات الاسرائيلية للجنوب
وقال :أن النصر والصمود الذي تحقق في حرب تموز عام 2006 لم يأت بالصدفة ،و لولا الاعداد والاستعداد وتواصل العمليات الجهاد ية منذ الانطلاقة الاولى للمقاومة التي اسسها الامام المغيب موسى الصدر يوم دعا الى الجهاد والوقوف في وجه غطرسة العدو الصهيوني
من "مارون الراس " التي شهدت التهجير ولاعتداءات المتكررة ،هذه البلدة استهدفت واحتلت بأول العام 1978 من قبل اسرائيل و العملاء وبالتالي كان شرف كبير "لحركة أمل "مع الاخ هاني علوية وأخوة له ساهموا في إعادة تحرير بلدة مارون في نفس اليوم ولكن اطماع العدو الاسرائيلي لن تتوقف ،وكانت الحروب المتتالية حتى الحرب الثانية التي شنتها اسرائيل والعملاء على لبنان وصولا الى العاصمة بيروت وامام المعاناة التي شملت جميع الاراضي الجنوبية
ناشد الامام الصدر "أنقذوا الجنوب ودافعوا عنه وشكلوا قوة كبيرة مانعة وضاغطة بوجه العدو الصهيوني على المستوى السياسي والعسكري والإعلامي وعلى جميع الجبهات التي يمكن ان تحمي حقنا وارضنا وشعبنا ،ولم يترك الامام اي مناسبة في المؤتمرات اللبنانية والعربية والدولية الا وكان يحضر معه دائما مواجهة الحرمان والعدوان الاسرائيلي بشكل دائم ومستمر ..
وعندما تخلّى الجميع عن الجنوب وقف الامام داعيا اهل الجنوب للتصدي والمقاومة
و توجه للذين يتساءلون عن اسباب وجود المقاومة وما الداعي منها
اضاف "هذه المقاومة لم تأت صدفة على الاطلاق جاءت عندما تمادى العدو الاسرائيلي باعتداءاته على الجنوب ,كان يدخل الى القرى ويأخذ ويقتل من يشاء ,ويدمر ويحرق البيوت والأرزاق دون حسيب أو رقيب وعلى جميع القرى الجنوبية الشيعية والسنية والدرزية والمسيحية ,وكانت كل هذه الارض عرضة لغطرسة العدوان ، عندها وقف الامام بعدما تخلى الجميع واعتمدوا نظرية أن " قوة لبنان في ضعفه " ليقول لهم أن " قوة لبنان في مقاومته وفي تحقيق حقه الذي يجب عدم التنازل عنه : ،وكان يشير الى الأطماع الاسرائيلية المتمادية ,ومنها ان الكيان الاسرائيلي أسس في العام 1973 مصلحة مياه الليطاني قبل ان ينشئ لبنان مصلحة الليطاني من اجل اعداد الدراسات وكيفية الاستفادة من المياه ..
لم يترك الامام الصدر وسيلة إلا وجرّبها لتحصين القرى و منها قيامة المقاومة لصدّ العدوان وبقاء الجنوبيين في ارضهم ، المقاومة تأسست في ظروف صعبة وقاسية ،وحين أسسها الامام الصدر كان وحيدا ،حتى بعض العمائم كانت تردد " إنك تعرض الناس للخطر وللهلاك والى ظروف صعبة وقاسية ،نحن لا نستطيع ان نتحملها " وكان جواب الامام "ألسنا ننتمي الى كربلاء "
وأشار بأن هناك في لبنان وفي الوطن العربي والعالم من هو قلق من فكرة وحضور وعمل المقاومة نقول للذين يقفون اليوم بوجه المقاومة انهم لم يأتوا بجديد ولم يتخذوا موقفا من هذه المقاومة من فعلها ولكن الذي يعترض على المقاومة وسلاحها وثقافتها وإحياء احتفال الشهيد هاني علوية وعلى "حركة أمل" التي تعتز بشهدائها ،هؤلاء لم يحتجوا بفعل ممارسة المقاومة انما هم في الأساس شكلوا أحزابهم وتنظيماتهم من أجل ان يقفوا بوجه اي عمل مقاوم وانهم يتماهوا مع المشروع الاسرائيلي فنؤكد لهم ان المقاومة بثقافتها ، بسلاحها ،بجهادها ،بأدائها ،بصمود اهلها و بعمل جميع الناس فيها هي باقية ولها الفضل في تحصين لبنان ونهوضه ،ولولا المقاومة لبقي حتى اليوم في القصر الجمهوري مستشار اسرائيلي ومواقع اسرائيلية وصهيونية داخل لبنان والمقاومة ليست قيد التجربة ونحن لا نجرّب اذا كانت هذه المقاومة ناجحة أو غير ناجحة أو انها يمكن ان تعزز الصمود وأن تدحر العدوان الاسرائيلي . . التجربة ناجحة وعلى الآخرين ان يعتبروا مما جرى ولا نسمح إطلاقا ان يتم القفز فوق دماء الشهداء لا داخلي ولا خارجي ،دماء الشهداء غال وكبير جدا ولن نفرط به ،وكما قال دولة الرئيس نبيه بري من موقعه الرسمي والقيادي والريادي في "حركة أمل " "أن هذه المقاومة باقية باقية وستستمر بإذن الله
وعن الفكر التكفيري اشار الى ما حذّر منه الامام الصدر من العصر الاسرائيلي الذي يعمل على تهويد الافكار والقيم والمبادئ و ينصب نفسه على مساحة العالم و يحول الإرهاب الى قضية ،هو يقتل ويذبح ويسفك الدماء ويصوّب نفسه للعالم على أنه صاحب قضية ومعتدى عليه و مظلوم ،و ان مبدأ ذبح الاطفال وحرقهم بدأ من اسرائيل ومنها جاء الفكر الارهابي ،ونؤكد ما قاله الامام الصدر أن اخطر ما في الارهاب ان يتحول الى قضية
ودعا حمدان الى تحصين الوضع الداخلي في لبنان لمواجهة الارتدادات التي قد تحصل ،حيث يعيش لبنان على بحر يموج بالأزمات الكبيرة وعلى صفيح ساخن تعتريه مؤامرات ضخمة للغاية ولا احد يظن اننا في منأى عما يجري .. او هناك من يحضننا في الخارج ولا تنتقل المعركة الينا فإذا تخلوا عن دول كبرى وسمحوا للإرهاب أن ينفذ الى عمق اوروبا فهل يهتموا بلبنان فانهم لن يذرفوا دمعة واحدة اذا انتقل الارهاب الينا ...ولا يمكن ان نواجه الارهاب ونحن مشتتين ومنقسمين ويغني كل على ليلاه بل ينبغي العمل على النهوض الوطني من خلال قيام مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية ،وتفعيل عمل مجلس الوزراء والمجلس النيابي و اصدار تشريع يؤمن عملية الانصهار الوطني عبر قانون انتخابي واضح
وان رئاسة الجمهورية لا زالت محط أنظار اللبنانيين و تحقيقها ليست بالأمر السهل ،وهناك من يعمل في الخارج وفي الداخل على معاقبة لبنان لأنه المجال الحيوي للمقاومة و على شل المؤسسات من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء الذي عمله يلامس الشلل وهناك ارادة لتعطيل المجلس النيابي من قبل قوى تدّعي انها تحرص على رئاسة الجمهورية ،كم من مرة دعا دولة الرئيس نبيه بري لتعزيز دور مجلس النواب ومجلس الوزراء وانتخاب رئيس للجمهورية ولكن لم يسمعوا النداء وإنما اصروا على تعطيل المجلس بالرغم من الحاجة الى التشريع لاستكمال الامور التي تخص المواطن
وأضاف "نحن اليوم امام مشروع قانون للانتخابات النيابية و يجب ان يسن قانون على أساس توزيع نيابي عادل وواضح فيه عملية الانصهار الوطني على اساس النسبية التي تؤمن العدالة لجميع المواطنين "
وختم "نتطلع الى هيئة الحوار الوطني التي عليها مهام جسام ولو بفتح كوّة في السد الذي يواجه اللبنانيين ،والعمل على استخراج ثرواتنا النفطية التي تعد اسرائيل العدة لسرقتها ونحن نتهرب من تحصيلها بفعل ادعاءات فارغة "