رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، أن الإنتصار الإلهي المدوّي في عدوان تموز 2006م، جعل إسرائيل تعترف لأول مرة بهزيمتها في حربها على لبنان التي سمّتها (الحرب الثانية)، وقد باتت تعمل ألف حساب قبل أن تقدم على أية حماقة معنا.
وأضاف بعدد مرور عشر سنوات على عدوان تموز 2006م، وإسرائيل لما تستخلص العِبَر، وتتخبط في الفشل، بينما حزب الله باعتراف إسرائيل قد راكم من فائق القوة، و استطاع أن يفرض توازناً حقيقياً معها.
واعتبر أن الفشل في عدوان تموز، هو الذي دعا محور الشر من أمريكا وإسرائيل وبعض الأنظمة العربية إلى فتح جبهة جديدة مع النظام السوري، لقطع حلقة التواصل في محور المقاومة، مستفيدين من أبشع أنواع الأسلحة ــ السلاح المذهبي ــ ومستخدمين أقذر البشر وحشيةً من الذين لا يميزون بين سني وشيعي ودرزي ومسيحي، وما حدث من ذبحٍ للفتى الفسطيني خير شاهدٍ على ذلك.
وأكد الشيخ بغدادي، أنه كما لم نأخذ إذناً من أحد في مقاومة العدو الإسرائيلي من أجل تحقيق النصر، فلا يتوقعن أحد منا أن نستأذنه في مواجهة المنهج التكفيري، فنحن لسنا من الذين يذبحون كالخراف، بل من الذين يموتون والبنادق في أيديهم، وسنكون حاضرين في كل موقع يتعرض فيه أهلنا وشعبنا للخطر.
كلام الشيخ حسن بغدادي جاء في الإحتفال التكريمي الذي نظمته جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع بلدية (طاريا) البقاعية حول شخصية العلامة الشيخ إبراهيم الخطيب الذي كان له دورٌ واضح وكبير في المنطقة، وخصوصاً في هذه القرية الطيبة (طاريا)، و الشيخ إبراهيم سار على درب والده الشيخ خليل من الوعظ والإرشاد وإصلاح ذات البين، وأنا أسجل موقفاً كريماً لأهالي (طاريا) من رفضهم نقل جثمان الشيخ إبراهيم إلى (تمنين التحتا)، التي هي مسقط رأسه، وأصروا على دفنه في بلدتهم، وفاءً منهم وتبركاً بهذا العالم الجليل بعد موته، كما كان في حياته وذلك سنة 1921م،حيث لم يُقصّر هؤلاء الأعلام من القيام بمسؤولياتهم الدينية من الوعظِ والإصلاح وإحياء المناسبات، والأهمّ إصلاح ذات البين، من حلّ النزاعات والمشاكل، والمهمّ في الموضوع أن الناس كانوا يقبلون حكمهم ويرضون بصلحهم، ويرفضون العودة إلى المحاكم المدنية.
وبالعودة إلى البقاع ودور علمائه في النهضة العلمية والأدبية والحركة الجهادية في مختلف الأزمنة والعصور، ورغم الآلام التي حلّت بالمنطقة من الصليبيين والمماليك إلى العثمانيين والفرنسيين حتى قيام الإحتلال الإسرائيلي، لم يبخل علماء البقاع في نشر العلم والأدب، فشيّدوا المدارس واستنهضوا الناس والشباب للدفاع عن الوطن.