قوى شرائية ضعيفة، وحركة تجارية أشبه بالمضطربة في بنت جبيل وإن سألت عن السبب تكون الإجابة إما بسبب الوضع الاقتصادي، إما وضع الحرب التي شهدتها غزة قد أثرت على المدينة، أو لأن بنت جبيل بلا سوق تجاري، أو حتى لسوء الأحوال الجوية التي لا تساعد المواطنين على التسوق ويبقى هذا الاحتمال الاضعف، وان تعددت الاسباب فالركود واحد.
لم يعد شيئاً مخفياً ان ختفاء سوق بنت جبيل عن الخارطة، الذي يعتبر الشريان الاساسي لمنطقة بنت جبيل، قد يكون احد اهم الاسباب الاقتصادية المتردية في المدينة، وخصوصاً ان هذا السوق يعتبر مقصداً مهماً لاهالي بنت جبيل والجوار، ولأن تدميره في حرب تموز 2006 جعل تجاره يتشتتون الى اماكن مختلفة بالمدينة، لم تعد حركة التسوق لدى المواطنين سهلة اومرغوبة كما كانت عليه قبل الحرب. والكلمة الاولى في هذا المجال تكون للمواطن الجنوبي، فتقول الحاجة ام فضل من بلدة يارون "التسوق في بنت جبيل لم يعد سهلا كما كان، ففي السابق كان السوق يجمع كل التجار ونستطيع ان نؤمن جميع اغراضنا بكل سهولة، اما اليوم فنحتاج لأكثر من ساعتين لقصد الباعة والمحلات وكل واحد منهم اصبح بـ " ديري"، وتأمل ام فضل ان لا تطول عملية اعادة اعمار السوق حتى تستعيد بنت جبيل عافيتها الاقتصادية التي افتقدتها بعد حرب تموز.
ويشير حسين شامي صاحب محل لبيع الاحذية كان قد اسسه قبل حوالي الشهرين، "ان السوق يمكن ان يستعيد عافيته بعد الانتهاء من اعادة اعمارة وعودة كافة التجار اليه، ويضيف ان الحركة الضعيفة تأتي نتيجة قلة قدوم بعض المتسوقين الى البلدة، لأن بنت جبيل الآن بلا سوق تجاري وهذا الذي يجعل المواطن يضطر ان يقصد مدينة صور اوالشهابية للتسوق براحتة، و من جانب آخر ربما الاوضاع المادية الضعيفة لها تأثير على حركة الشراء " و يأمل حسين ان تتحسن الاوضاع بالصيف المقبل وخصوصاً مع قدوم المغتربين .
وعن ربط الاوضاع الاقتصادية بما جرى في غزة، يقول احد المهتمين بالشأن الاجتماعي في المدينة، "ان الحرب التي شهدتها غزة كانت لها نتائجها السلبية على الاقتصاد في بنت جبيل، فمنذ اطلاق الصواريخ الاخيرة من جنوب لبنان لاحظنا حال من التريث لدى الكثير من المواطنين بأي خطوة اقتصادية يمكن ان يقدموا عليها.
اما التاجر عرفات محسن الذي اقدم على استئجار محله الثاني في اول سوق بنت جبيل بعد انهاء عملية اعادة اعماره، ونظراً لخبرته الاقتصادية، فانه يرى انها ازمة اقتصادية عابرة تشهدها بنت جبيل في كل سنة من هذه الفترة والصيف المقبل يبشر بالخير.