فقد كان هذا المركز أول ما عمل البرنامج القطري لإعادة الإعمار على إعادة بنائه، ممثّلاً بذلك فسحة في المدينة التي تفتقر إلى الأماكن العامة بعدما تهدمت أحياؤها وأزقتها، وانتشرت القنابل العنقودية في أرجائها.
تقول المشرفة على نشاطات المركز ريما شرارة، إن عدد زائري المركز عام 2008 بلغ 14295، من بينهم 775 مشتركاً في مختلف الأنشطة الثقافية والتربوية، وأن عدد الكتب المستعارة بلغ 4484 كتاباً، لافتة إلى أن العدد الأكبر من القرّاء هم ما دون الـ18 سنة. وتؤكد شرارة أن روّاد المركز يزدادون كل عام: «في الشهر الماضي زارنا 1318 شخصاً، وقد جذبت النشاطات المتنوّعة للمركز، وخصوصاً تلك المتعلقة بالأطفال وتعليم اللغات الكثيرين ما اضطرنا إلى زيادة عدد ساعات العمل اليومية».
في المركز الآن 6515 كتاباً من مختلف العلوم والمعارف، قدّمتها وزارة الثقافة وبلدية بنت جبيل وبعض الواهبين. وقد شاركت الكتيبة الفرنسية في نشاطات ثقافية خاصة بالأطفال بهدف تقوية لغتهم الفرنسية. كما أضيفت إلى المركز قاعة مجهزّة بعدد من أجهزة الكمبيوتر الموصولة بالإنترنت، تبرّعت بها مؤسسة «كريك» الإيطالية ما أسهم في استقطاب الزائرين، وخصوصاً الشباب.
يقول عضو الهيئة الإدارية للمركز علي بزي إن هذه المكتبة تحوّلت إلى واحة ثقافية «وما يميّزها أنها حافظت على طابعها الثقافي الصرف، وهذا هو السبب الرئيسي في تطورها واستيعابها للجميع، بغضّ النظر عن أي انتماء». ويدعو بزي جميع أبناء المنطقة للتعرّف إلى المركز ونشاطاته، واستغلال أسبوع المطالعة لهذا العام (يصادف في شهر نيسان) لأنه سيمدّد إلى ثلاثة عشر يوماً، وسيتضمّن مسابقات لأفضل قارئ باللغتين العربية والفرنسية، إضافةً إلى مسابقات في الرسم والشعر والأشغال اليدوية ودورة للتدريب المهني السريع واللغة الفرنسية مع جوائز للمميّزين.(الاخبار)